عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

الانتخابات الفلسطينية.. هل توقف عجلة التطبيع؟!

الانتخابات الفلسطينية.. هل توقف عجلة التطبيع؟!

ثمة علاقة سياسية بين دوران عجلة التطبيع بين أنظمة عربية و”إسرائيل” وآفاق انتخابات فلسطينية قادمة تسهم في تعافي الحياة السياسية بعد سنوات طويلة من الانقسام الفلسطيني.

ما تذرعت به أنظمة عربية وهي تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع الاحتلال بسبب الانقسام وضعف المشهد الفلسطيني قد يبطئ حالة الهرولة نحو “إسرائيل” التي قفزت من خلال التطبيع على القضية الفلسطينية كمدخل لـ”حل الصراع العربي-الإسرائيلي”.

ودون الإغراق في التفاؤل سيشكل تجديد شرعيات المؤسسات الفلسطينية والخروج بلغة سياسية موحدة تتلو الانتخابات حالة إحراج لأنظمة عربية طبّعت مع الاحتلال ويسحب منها ذريعة عدم اتخاذ مواقف لمصلحة القضية الفلسطينية.

وقعت مصر اتفاقية كامب ديفيد مع “إسرائيل” عام 1978م، ولحقت بها الأردن في وادي عربا عام 1994م، لكنها حافظت جماهيريًّا وشعبيًّا وعلى جميع الصُعد كما كل الشعوب العربية على رفض شرعية الاحتلال.

ومنذ عام 2011م، حين بدأ الربيع العربي بدأت الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” في رسم خارطة جديدة للإقليم توّجها “ترمب” الرئيس الأمريكي السابق بدعم شرعية الاحتلال في المنطقة العربية ملوّحاً بعصا سحب دعم وحماية أنظمة عربية.

السؤال المهم الآن: هل تسهم الانتخابات الفلسطينية القادمة في تصحيح المسار وثني أنظمة عربية موشكة على المضي في التطبيع لتعديل مسارها ورؤيتها التاريخية التي كانت إلى جوار القضية الفلسطينية ولم تعترف يوماً بـ”إسرائيل”.

جدار الحماية
جدار الحماية الأول لعملية التطبيع هو الموقف الفلسطيني نفسه؛ فميلاد موقف سياسي جديد وقوي يجمع الأطياف السياسية الفلسطينية كافة ضمن برنامج وطني موحّد مأمول مستقبلاً سيسهم في وقف مسلسل الانهيار نحو الاحتلال.

ويؤكد د. علاء أبو عامر -أستاذ العلاقات الدولية- أن الرد على التطبيع العربي المتواصل بين أنظمة عربية و”إسرائيل” لن يكون إلا بالوحدة الفلسطينية؛ لأن هناك من يمضي في تطبيع سافر أشبه بالتصهين.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك من يطبع ويستثمر في صناعة عسكرية وأمنية مع إسرائيل، وهذا أمر خطير أقرب إلى التحالف. مصر والأردن عقدت اتفاقيات وأقامت علاقات مع إسرائيل قديماً لكنها لم تكن بهذا الشكل الذي يهدد القضية الفلسطينية”.

ومن أخطر الملفات المطروحة في مسلسل التطبيع ملف التدخل في مناهج التعليم، والذي يسعى إلى تشريع وجود “إسرائيل” ككيان غريب ومغتصب في المنطقة احتل أرض فلسطين التاريخية وتسبب في كارثة النكبة والشتات لأكثر من 13 مليون فلسطيني.

ويرى طلال عوكل -المحلل السياسي- أن مضيّ الفصائل الفلسطينية نحو عقد الانتخابات يشكل جدار حماية مبدئيا لوقف التدهور السلبي في العلاقات العربية-الإسرائيلية قبل أن تنضم أنظمة عربية جديدة لقافلة التطبيع.

وصول نتائج الانتخابات الفلسطينية إلى برّ الأمان سينعكس إيجابيًّا على المعادلة السياسية إقليميًّا ودوليًّا والفلسطينيون رغم أنهم ليسوا الأقوى في المشهد، إلا أن عودتهم القادمة ستعيد الاعتبار لموقفهم أمام عدوان الاحتلال المتصاعد.

تصحيح المسار
الانشغال الفلسطيني بمخرجات الانقسام والخلافات السياسية الفلسطينية منح قطار التطبيع العربي فرصة تشجيع زاد من انهيار الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية؛ الأمر الذي وصل بـ”نتنياهو” رئيس حكومة الاحتلال لحالة التباهي وهو يقفز عن عمق فلسطين العربي.

يقول د. علاء أبو عامر -أستاذ العلاقات الدولية-: إن الانتخابات حسب الإجماع الفلسطيني هي الطريقة المثلى للوحدة وتأسيس برامج نضالية وطنية في المرحلة الحالية من الصراع.

ويعقد الفلسطينيون آمالاً على الانتخابات القادمة “التشريعية-الرئاسية-المجلس الوطني” في تجديد الشرعيات، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل مؤسسات السلطة الفلسطينية على حدود 67 وإنهاء الإحباط بسبب الانقسام والحصار.

ويتابع المحلل أبو عامر: “على الصعيد الشعبي والفصائلي الرسمي استهلكنا 15 عاماً في خلافات وقضايا جانبية استفاد من مرورها الاحتلال لإضعاف موقفنا عربيًّا ودوليًّا، وآن أن نتنفس الصعداء من الانقسام”.

قد تكون الانتخابات مطلباً دوليًّا لوّح به الاتحاد الأوروبي مراراً وهو يتحدث عن تجديد الشرعيات اتصالاً بسبل استئناف التسوية مع حلول إدارة “بايدن” الرئيس الأمريكي الجديد، لكنها بالأساس مصلحة داخلية سياسية فلسطينية قبل أن تكون بطاقة حوار مع المجتمع الدولي.

ويربط طلال عوكل -المحلل السياسي- حركة التطبيع بموقف واشنطن المبدئي الذي كان ولا يزال يشجع التطبيع، وهو موقف لن يختلف مع قدوم إدارة الديمقراطي “بايدن”.

ويشير المحلل عوكل إلى أن الانتخابات ستمنح السلطة الفلسطينية فرصة للذهاب لمرحلة مفاوضات جديدة وإحياء التسوية خاصّة بعد إجماع الفصائل الفلسطينية على وثيقة الوفاق الوطني، وهو إجماع لا يتعارض مع احتفاظ كل فصيل برؤيته السياسية الخاصّة.

وسيقدم الفلسطينيون على عقد الانتخابات خطوة سياسية للأمام وهم يخاطبون المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بالعودة مجدداً للعمل السياسي مع آفاق مفاوضات تسوية مرتقبة إما أن تنجح في وقف مسلسل التهويد والاستيطان، وإما أن يواصل الفلسطينيون تفعيل جميع أشكال النضال أمام عدو يمارس التمييز والتفرقة العنصرية فوق أرضهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات