السبت 25/مايو/2024

معمر الشحروري.. مخطط عملية لونا بارك في رسالة مؤثرة من السجون

معمر الشحروري.. مخطط عملية لونا بارك في رسالة مؤثرة من السجون

ضاعف فيروس كورونا من آلام الأسرى المصابين بكورونا، فأنهك أجسادهم مثلما أنهكها قيد الزنازين وقضبان الاحتلال.. هكذا وصف الأسير القيادي معمر الشحروري هذا الألم في رسالة له للعالم.

يقول الأسير الشحروري في رسالته: “لم أكن يوماً كاتباً، ولم أكن يوماً أرغب بالكتابة، إلا بعدما عرفت معنى الموت واستطعمته وشعرت به مراراً وتكراراً.. لقد كان شديد المرارة، شديد الأذى، شديد الهم!!”.

وأضاف: “قد يسأل سائل ويقول ما لهذا الأسير يهذي ويقول إنه قد ذاق الموت وهو حي يرزق؟، أقول من (يرى) مرض بالكورونا داخل السجن سيرى أن الموت أهون على الجسد والنفس من ذلك المرض”.

حرمان الأسرى من حقوقهم الأساسية في العلاج والدواء، وبعدهم عن أحبيتهم وعائلاتهم وهم في أمسّ الحاجة لهم وحدهم يحطم الأسرى جسديا ومعنويًّا.

وتابع في رسالته: “وأنت ترى السجان يحرمك أبسط حقوقك بالعلاج كإنسان، وأنت تعاني وحدك دون يد حانية تقرأ عليك آيات من القرآن تشفي بها صدرك، دون دواء تخفض درجة حرارتك الملتهبة، وأنت تسمع صديقك بجانبك يئنّ بصمت وتسمع يا الله يصرخ بها جارك في الغرفة المقابلة، فلا مجيب لنا إلا الله ولا ناصر لنا إلا الله ولا معين لنا إلا الله وحده”.

يستنكر الأسير معمر الشحروري إهمال المسؤولين والمجتمع للأسرى قضيتهم، فيذكر: “نسمع ذلك المسؤول يقول: إن الكورونا قد أصابت كل الدنيا، والأسرى جزء من الدنيا!! لا.. نحن لسنا جزءاً من الدنيا، بل كل الدنيا، نحن من غُيبنا بين عتمات السجون لسنوات وسنوات، ولم نشكُ إلا لله وحده”.

وختم بقوله: “نحن من نُسينا كل هذه السنوات وما نزال نقاتل ونقاوم ونكافح، لا نريد من أحد شيئًا فدعونا نموت لوحدنا بوجعنا، ولا تذكرونا ولا تذكروا بطولاتنا ولا حتى تطلقوا علينا شهداء، فتجارتنا مع الله وحده”.

ووصل عدد الأسرى المصابين بالفيروس داخل المعتقلات إلى 335، من ضمنهم عضو الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس في السجون الأسير القائد معمر الشحروري من طولكرم، والذي مضى على اعتقاله 19 عاماً.

الأسير معمر فتحي شريف شحرور، ولد في مدينة طولكرم بتاريخ 21/9/1979، إنه الفتى الشامخ، الذي ما ذلَّ رأسه لمحتل، أمسك الحجر في طفولته وعانق البندقية رجلاً مغواراً.

وخطط معمر لعملية لونا بارك في نتانيا التي وقعت عام 2002، وأدت لمقتل 30 إسرائيليا وجرح 150 آخرين كانوا يحتفلون بعيد الفصح.

وبعد مطاردة طال أمدها وفشل المخابرات الصهيونية في اعتقال البطل معمر أكثر من مرة كان قدره أن يعتقل في 9/5/2002 تلك الليلة كانت ضاحية ذنابة على بعد نصف كيلومتر شرقي طولكرم كأنها ساحة حرب.

طائرات في السماء ودبابات واليات مصفحة تملأ الأرض ومئات الجنود في كل مكان، في الشوارع وعلى الأسطح، ومكبرات الصوت تنادي: “معمر.. سلم نفسك”.طال حصاره.. فما كان من الجيش إلا أن هددوه بأمه وأخته وأنهما معهم، وأجبروهما على مطالبته بالاستسلام بعد سبع ساعات من الحصار فما كان من الأم الصامدة الشامخة إلا أن نادته: “يا بطل الله يرضى عليك سلم نفسك”.

فخرج البطل من حصنه رافعاً رأسه مبتسماً يشق طريقه بينهم بشموخ.

تعرض معمر لتحقيق قاسٍ استمر أكثر من ثلاثة أشهر ثم حكمت عليه محكمة الاحتلال بــ 32 مؤبدا، وكان أحد الأسرى الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم خلال صفقة وفاء الأحرار، وتوفت والدته خلال وجوده بالأسر لكنه لا يزال صابرا محتسبا.

يقول عنه الأسير المحرر الناشط في مجال الأسرى ثامر سباعنة في مقال سابق: “معمر… حلق كالنسر بجناحيه الذهبيتين… حلق عاليًا فوق كل الجراح والآلام.. حلق بكل فخر رافعًا رأسك بكل عنفوان.. اترك لون الجرح الأحمر ولون القيد الأسود، وارسم بلون الفجر الأبيض ولون الأمل الأخضر، وارسم لوحة للفجر والحرية… ارسم لوحة للوطن”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف إيلات

المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف إيلات

بغداد - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق أنها قصفت مساء الجمعة بالطائرات المسيرة هدفا حيويا في إيلات جنوب فلسطين المحتلة....

مقررة أممية تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل

مقررة أممية تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل

نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز إن إسرائيل لن توقف الجنون الذي تقوم به في رفح...