الأربعاء 08/مايو/2024

سلطة الطبيعية الإسرائيلية.. رأس حربة للاستيطان

سلطة الطبيعية الإسرائيلية.. رأس حربة للاستيطان

معركة سلطة الطبيعة الإسرائيلية مستمرة في مصادرة الأرض الفلسطينية بالضفة المحتلة بذريعة تحويلها إلى محميات طبيعية قبيل إقامة مستوطنات إسرائيلية.

وتعدّ إجراءات سلطة الطبيعة الإسرائيلية الخطوة الأولى في مصادرة الأرض الفلسطينية بالضفة لصالح الاستيطان مستفيدةً من سجلات وأرشيف الملاك من العهد العثماني والانتداب البريطاني. 

حسب اتفاق أوسلو الموقع بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل” هناك 2-3 محميات طبيعية في أراضي الضفة والقدس المحتلة، لكن عجلة الاستيطان المتسارعة حولت آلاف الدونمات إلى 13 محمية طبيعية من أرض عجز أصحابها عن انتزاع حقهم من حكومة الاحتلال.

الجولة الآن تشتد في منطقة باب الربابة ببلدة سلوان جنوب حرم المسجد الأقصى بعد أن سيطر الاحتلال على أراضي المواطنين هناك بذريعة قدسية المنطقة في الديانة اليهودية وغياب أصحاب بعض الأراضي الموقوفة خارج فلسطين. 

استراتيجية الاستيطان تعمل وفق أهداف دينية وتوظيف سياسي وأحياناً بذريعة خدمة السياحة الإسرائيلية على قاعدة أن أرض دولة “إسرائيل” تتمدد ولا تتقلّص. 

محمية طبيعية

يتفاجأ أصحاب الأرض الفلسطينيين بدوريات للجيش الإسرائيلي تصادر مساحات واسعة من أملاكهم بقرار من سلطة الطبيعة الإسرائيلية بذريعة تحويلها إلى محميات طبيعية.

تختار سلطة الطبيعة نقاط الضعف في المنطقة المستهدفة، مثل أن تكون الأرض من “أملاك الغائبين” قبل بدء إجراءات ميدانية بدعم الشرطة التي تمنع الفلسطيني من الاقتراب مسافة 300 متر بدعوى جائحة كورونا التي استغلها الاحتلال لتعزيز الاستيطان بتواصل وصمت.

ويؤكد جمال عمرو الخبير في شئون الاستيطان أن كوادر سلطة الطبيعة الإسرائيلية ينشط بينهم ضباط أمنيون متقاعدون يساعدون سلطة الطبيعة في مصادرة أراض فلسطينية بالضفة المحتلة مسجلة في الأرشيف العثماني ضمن “أملاك الغائبين”. 

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “لهم دوريات وميزانيات تعمل مع منظمات متطرفة مدعومة من اليهود حول العالم تستخدم أرشيف وأوراق الأرض للسطو على أملاك فلسطينيين يسكنون خارج فلسطين”.

عادةً بعد قرار سلطة الطبيعة لاستهداف أي أرض فلسطينية ينصب الاحتلال موقعاً مؤقتاً، ثم يزرع حوله عدة أشجار ويثبت مقاعد تمهيداً لإقامة مستوطنة جديدة بذريعة أن المنطقة تتبع لسلطة الطبيعة الإسرائيلية.

ويرى راتب الجبور منسق هيئة مقاومة الاستيطان في جنوب الضفة أن قرارات سلطة الطبيعة أضحت ذريعة مشاريع الاستيطان لمصادرة الأرض الفلسطينية في السنوات الأخيرة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “بعد قرار تحويل الأرض لمحمية طبيعية يمنع السكان من دخول أرضهم، حسب اتفاق أوسلو هناك محميتان طبيعيتان واحدة في الأغوار والثانية في بلدة بني نعيم لكن عددها الآن وصل 13 محمية”.
 
سجال قانوني

وبعد فرض سياسة الأمر الواقع فوق الأرض المصادرة تسمح حكومة الاحتلال للفلسطينيين للاعتراض قانونياً على قرار المصادرة لكن نتيجة السجال القضائي غالباً تكون محسومة سلفاً بقرار قضائي لصالح سلطة الطبيعة. 

ويقول جمال عمرو الخبير في شئون الاستيطان إن العمل يبدأ ميدانياً بواسطة دوريات لسلطة الطبيعة تسمى “دوريات خضراء” فإذا أسرع الفلسطينيون للدفاع والتصدي تبدأ سلسلة إجراءات قضائية قبل صدور الحكم.

وتحصّن سلطة الطبيعة الإسرائيلية مخططها في مصادرة الأراضي بمحامين خبراء وميزانيات مالية كبيرة عادةً ما يعجز الفلسطيني عن مواجهتها فيخسر معركته في المحاكم الإسرائيلية.

المشهد الذي تكرره سلطة الطبيعة الإسرائيلية التهم آلاف الدونمات من قبل في بلدة العيسوية قضاء القدس المحتلة ومنطقة الطور والخان الأحمر والآن تدور الرحى في وادي الربابة.

وتحاول سلطة الطبيعة السيطرة على سفوح وادي الربابة التي تجاور مقام النبي داود وتحويله لكنيس يهودي وهو أصلاً وقف إسلامي بقي لعشرات السنين تحت رعاية عائلة الدجاني المقدسية من العهد العثماني.
 
ويتابع عمرو: “وادي الربابة هو بوابة الأقصى من الجهة القبلية، وطريق القادمين من بيت لحم وبيت ساحور والخليل، والاحتلال حاول إضفاء صبغة دينية ليقول إن الموقع مقدس، فأقام مستوطنة تقام فيها احتفالات ليلية نسمعها باستمرار”.

كما يسعى مخطط السيطرة على وادي الربابة في مصادرة أراض لعائلة “سمرين وصيام والعباسي” وفق توظيف سياسي يخدم الاستيطان في خطة الضم، بينما تنشط جمعية “العاد” لتوظيف كل مستوطنة من جهة دينية.

ويقول راتب الجبور منسق هيئة مقاومة الاستيطان في جنوب الضفة إن كامل مساحة الضفة والقدس المحتلة أضحت ساحةً لمخطط سلطة الطبيعة، وأنها أقامت مؤخراً عدة مستوطنات منها مستوطنة حديثة شرق بلدة يطا بالخليل كانت أحراش طبيعية وتحولت لمستوطنة.

وتعددت شهادات فلسطينيين في المراحل الأولى لإقامة المستوطنات حول رؤيتهم أعمال حفر تدفن قطع أثرية يهودية مصطنعة، وتثبت شواهد قبور قديمة لإضفاء صبغة دينية وتاريخية على الأراضي المستهدفة لصالح الاستيطان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات