الإثنين 06/مايو/2024

التحضيرات الإسرائيلية للانتخابات تعمها الفوضى العارمة

 د. عدنان أبو عامر

وسط الإجراءات المتلاحقة لبدء الانتخابات الإسرائيلية في مارس المقبل، شرع معسكر يسار الوسط يشهد حراكات حزبية متسارعة مع انطلاق العملية الانتخابية، خاصة بعد إعلان عضو الكنيست عوفر شيلح تشكيل حزب جديد، وانشقاقه عن يائير لابيد زعيم حزب “يوجد مستقبل”، وتصريح عمير بيرتس زعيم حزب العمل بعدم ترشحه مجددًا لرئاسته، ويفسح المجال لقائد جديد يعيد تأهيله، ما يؤكد أن استعدادات يسار الوسط ليوم الانتخابات بدأت العد التنازلي.

هناك محادثات تجري في الأيام الأخيرة بين رئيس بلدية تل أبيب والعناصر التي قد تنضم إليه، إذا أعلن أنه سيترشح، وهو على اتصال مع وزيرة الخارجية السابقة تسيفي ليفني، التي تزعم أنها لن تعود للحياة السياسية، رغم مشاركتها مؤخرًا بمظاهرة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرب منزله الرسمي في القدس المحتلة.

كما أن رئيس حزب أزرق-أبيض بيني غانتس أكد لرفاقه أنه ليس لديه نية لاعتزال الحياة السياسية، رغم بقاء علامات الاستفهام تحوم حول المصير السياسي للأعضاء الآخرين في قائمته، فوزير القضاء يدرس خياراته، وهناك مزاعم أنه يجري محادثات مع عمير بيرتس لقيادة حزب العمل، خلفًا له.

هناك سؤال آخر يتعلق بوزير الخارجية غابي أشكنازي الذي لم يتضح مكانه بعد، لكنه يفكر في عدة خيارات بينها التقاعد من الحياة السياسية لفترة معينة من الزمن، وتشكيل حزب جديد، مع انضمام عناصر جديدة، وخيار آخر بفرصة أقل البقاء في أزرق-أبيض بالشكل الحالي.

مع العلم أن شيلح يسعى لإعادة ناخبي يسار الوسط إلى المشهد الحزبي والسياسي في “إسرائيل”، ولذلك جاء انسحابه من حزب “يوجد مستقبل” أحد مؤسسيه، بعد خلافه مع زعيمه يائير لابيد، مبررًا خطوته هذه بطغيان المؤامرات السياسية، والتعرجات الأيديولوجية، والشخصيات الشعبوية.

يعيش الإسرائيليون مفترق طرق حرجا، وفي انتخابات 2021 سيقررون ما إذا كانوا سيستمرون في العيش في ظل نظام فاشل وفاسد أخلاقيًّا، أو إنهاء الأزمة السياسية الطويلة، وهذا المفترق يزداد حرجًا مع غياب العمق الأيديولوجي والمصداقية والقدرة السياسية، وكلها مؤشرات تحمل بذور فشل لـ”إسرائيل”.

لا يتردد الإسرائيليون في القول إنهم يعيشون حالة من عدم اليقين المستمر، في ظل أزمة اقتصادية لا مثيل لها، وقرارات حكومية تفتقر لقاعدة بيانات، دون آراء مهنية، كل شيء يقوم على المصالح السياسية والحزبية، وألعاب الغرور المحرجة.

الفوضى الإسرائيلية وصلت إلى حزب العمل، تخيلوا من يذكر هذا الحزب بعد سباته العميق، فزعيمه الحالي عمير بيرتس أعلن أنه لن يترأسه في الانتخابات المقبلة، ففي هذا الوقت يجب أن يخضع الحزب لعملية تجديد، وانتخاب رئيس جديد، وقيادة جديدة، لكن هذا لا يلغي فرضية بأنه حان الوقت لإجراء الانتخابات التمهيدية في الحزب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات