الجمعة 26/أبريل/2024

العواودة: إسرائيل في 2021 أكثر انقسامًا وتطرفًا وكراهية للفلسطينيين

العواودة: إسرائيل في 2021 أكثر انقسامًا وتطرفًا وكراهية للفلسطينيين

قال الخبير في الشأن الصهيوني صلاح الدين العواودة: إنّ الأزمة السياسية القائمة في الكيان الصهيوني لم تنته على إثر اتفاق التهدئة الأخير مع غزة الذي أعقب عملية حد السيف بعد منذ نهاية عام 2018 والذي تسبب باستقالة وزير الحرب ليبرمان.

وأوضح العواودة، في حوارٍ خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، أنّ ملامح الأزمة قائمة بحصول ثلاث انتخابات متتالية والرابعة على الطريق لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني في وقت قياسي يُقدر بعام ونصف فقط.

وأكّد الخبير في الشأن الصهيوني، أنّ استمرار نتنياهو والكيان الصهيوني بهذا الشكل من انقسامات داخلية ورئاسة نتنياهو ليلعب بالساحة السياسية كما يريد، هو أمر يأتي لمصلحة القضية الفلسطينية ومستقبلها، “ورغم تسونامي التطبيع الذي يحدث بالمنطقة أعتقد أنّها ما هي إلا محاولات لإنقاذ الكيان، وليس تعبيراً عن انتصاره أو إخضاع المنطقة، وإنما هي إدراك للوقت الضائع”، يقول العواودة.

وفيما يلي نص الحوار:
– كيف تفسر استمرار الأزمة السياسية داخل الكيان الصهيوني؟
الأزمة السياسية التي بدأت في الكيان الصهيوني مع حد السيف في نهاية عام 2018 بسبب استقالة ليبرمان على خلفية اتفاق التهدئة مع غزة لم تنته، وكما هو معلوم جرت ثلاث انتخابات والرابعة على الطريق في خلال سنة ونصف تقريباً، وعلى عكس التوقعات تم تشكيل حكومة في أيار الماضي ودخول غانتس في هذه الحكومة، إلا أنه يبدو أن هذا الائتلاف في طريقه للتفكك لكن هذا ليس أمراً محسوماً.

صحيح أن عوامل التفرقة تزداد كما تزداد الانقسامات لكن أيضاً استطلاعات الرأي تخيف مركبات الحكومة خصوصا أزرق أبيض برئاسة غانتس، فبعض الاستطلاعات تضعه في آخر الأحزاب، يبلغ نسبة الحسم بصعوبة.

هذا يجعله أمام معضلة كبيرة؛ هل الذهاب إلى انتخابات مبكرة وخسارة وجوده في الحكومة، أو الاستمرار مع نتنياهو بطريقة الابتزاز الذي يمارسه ضده، كيف سيتصرف؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام، لكن الأغلب أن الكنيست إذا لم يحل بقرار غانتس سيحل بقرار غيره.

– ولكن كيف سيكون حال الخارطة السياسية في الكيان على إثر الانقسامات الجديدة؟

انشقاق ساعر عن الليكود كان متوقعاً؛ لأنه كان يمهل الليكود إلى أن يتخلص من نتنياهو، معلوم أن الانتخابات قبل الأخيرة كان هناك انتخابات تمهيدية لليكود وكان ساعر مرشحا بقوة، ولكن الاتفاق إذا فاز نتنياهو أن يستمر بالوجود معه. ومثل غيره يريد أن يخرج نتنياهو من الحلبة السياسية بسبب قضايا الفساد ضده وبسبب استبداده داخل الحزب، وهذا سبب خروج ساعر من الليكود. الاستطلاعات تعطي ساعر نسبة جيدة في الكنيست، ولكن هذه الاستطلاعات تتغير مع الزمن أيضاً.

عادة الأحزاب التي تتشكل جديدًا تكون لها بهجة ولها شعبية في الاستطلاعات في بداياتها، وتحصل على أرقام عالية، وساعر ينطبق عليه هذا الشيء؛ أول استطلاعات أعطته 16 مقعدا في الكنيست، ولكن هذه الاستطلاعات تبدأ تتراجع مع الزمن.

لا أحد يستطيع أن يتوقع الخارطة السياسية بدقة وكم سيكون حجم ساعر، ولكن ستبقى منقسمة لا يستطيع أحد أن يحسم الانتخابات لمصحلته أو أن يشكل الحكومة منفرداً، بدون ضغوط أو بدون تحالفات مع كتل صغيرة تبتزه.

– وهل يمكن أن تنجح هذه الأحزاب بتشكيل حكومة بعد ثلاث انتخابات فاشلة؟
كل الكتل البرلمانية الصهيونية تعاني من مشاكل، ولا يوجد كتلة مضمونة للاستمرار كما هي، بسبب تعدد الرؤوس، كما أن تحالف لبيد يعلون متعدد الرؤوس، أزرق أبيض، القائمة العربية الموحدة كلها متعددة الرؤوس.

 هناك احتمال للانقسامات داخل هذه الأحزاب، ولكن ما نؤكد عليه هو استمرار الأزمة بمعنى أن الانتخابات القادمة لن تحل الأزمة  ما دام نتنياهو على رأس إسرائيل ورأس حزب الليكود بصفته الحزب الأكبر، وسيبقى التحدي له هل يشكل حكومة أم لا.

– برأيك ما هو أثر كل هذا الانقسام والتفتت الصهيوني على القضية الفلسطينية؟
استمرار نتنياهو والكيان الصهيوني بهذا الشكل من انقسامات داخلية ورئاسة نتنياهو ليلعب بالساحة السياسية كما يريد هو لمصلحة القضية الفلسطينية ومستقبلها.

 ورغم تسونامي التطبيع الذي يحدث بالمنطقة أعتقد أنّها ما هي إلا محاولات لإنقاذ الكيان، وليس تعبيراً عن انتصاره أو إخضاع المنطقة، بل إدراكاً للوقت الضائع.

 وبرأيي أن الكيان كان يجب أن يحصل على اعتراف وشرعية قبل خمسين سنة وليس الآن، لكن بعد الربيع العربي -وهذا حسب خبراء كثير في الاحتلال- أدرك الكيان أن مستقبله أصبح على “كف عفريت”، وبالتالي يجب التطبيع العربية بأسرع وقت لضمان بقاء “إسرائيل” تحت ظل أي ربيع عربي جديد.

– وماذا عن تهديد الجبهات للكيان الصهيوني؟
الكيان الصهيوني يواجه تهديدات على الجبهة الشمالية وتهديدات إيرانية، واحتمال أن تشتعل في أي لحظة، أضف له في السنة الأخيرة التهديد التركي الذي صنفه الاحتلال تهديدا على الأمن القومي، بناء على تقديرات موقف الأمان الاستخبارات العسكرية في تقريرها بداية عام 2020.

بالتالي لدى الاحتلال تهديد أمن جديد يتعلق بتركيا رغم كل محاولات إبقاء العلاقات الدبلوماسية وإعادة التمثيل الدبلوماسي والسفراء، ولكن يزداد بالنسبة للكيان الموضوع التركي يزداد خطورة وتتحول تركيا إلى تهديد متصاعد، وربما هذا أحد أسباب التحالف مع دول الخليج العربية.

– لكن هل تتوقع أن تفرز انتخابات جديدة قيادة ذات موقف أفضل من ناحية الفلسطينيين؟
في إطار هجوم التطبيع الكاسح واستمرار نتنياهو سيتم تجاهل الفلسطينيين بشكل أكبر وابتزاز وإذلال السلطة الفلسطينية بشكل أكبر، وليس متوقعاً أن تأتي قيادة سياسية في “إسرائيل” يكون موقفها أفضل من ناحية الفلسطينيين.

حتى لو تحدثنا عن دخول آيزنكوت إلى المعركة السياسية سواء بتحالف مع جدعون ساعر أو بتشكيل قائمة خاصة به، أو مع جنرالات آخرين، صحيح هناك توقعات إذا كانت قائمة مثالية ستحصد مقاعد كثيرة، ولكنها لن تشكل بديلاً حتى اللحظة لنتنياهو.

 فالمتوقع أن يبقى نتنياهو، وحتى لو جاء آيزنكوت فسيكون على حساب نتنياهو أي بأصوات اليمين، بالتالي لن يكون هناك تغير لمصلحة الفلسطينيين.

لا يوجد تغيير في الأفق لمصلحة الفلسطينيين نهائياً، إلا إذا غيّر الفلسطينيون من سياستهم أي التغيير في موقف السلطة، ولا أحد يعرف كيف، ولكن يبدو أن محمود عباس لا يرغب بالتغيير، ولكن لا أحد يستطيع أن يضمن بقاء عباس نفسه، فقد نضمن بقاء عباس بحماية “إسرائيل”، ولكن لا أحد يحمي من ملك الموت.

وربما استبدال عباس يثير فوضى في الضفة الغربية قد تقلب المعادلة وتفرض على “إسرائيل” معادلات جديدة، لكن في الوقت الحالي لا أحد يرغب بالتغيير، وموضوع المصالحة الفلسطينية تحدٍّ بالنسبة لـ”إسرائيل” إذا ما تم، ولكن هذا أيضاً احتمال ضعيف جداً سيغير من سياسة “إسرائيل” تجاه الفلسطينيين.

و”إسرائيل” إما في ظل نتنياهو أو في ظل حكومة يمين أكثر تشدداً أو تطرفاً تجاه الفلسطينيين، في موازاة أكثر انقسامات في الداخل، وزيادة التدين يخلق ردة فعل في جانب اليسار، وهذا سبب المظاهرات في السنة الأخيرة ضد نتنياهو في السنوات الأخيرة بسبب العنف ضد المتظاهرين، فهم يحذرون دوماً من فاشية في “إسرائيل”، وهي نظرة أغلبية اليمين إلى أن اليسار خونة ومحاولة حصارهم وملاحقتهم، و”إسرائيل” باتت أكثر فاشية يمينية وأكثر كراهية للفلسطينيين وأكثر انقسامات داخلياً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

45 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

45 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلامأدى 45 ألف مواطن صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى المبارك، في حين منعت قوات الاحتلال، العشرات من الشبان...