الإثنين 13/مايو/2024

قراءة إسرائيلية في سياسة بايدن تجاه الفلسطينيين

د. عدنان أبو عامر

أما وقد ذاب الثلج وبان المرج، وأعلن جو بايدن المرشح الرئاسي الديمقراطي فوزه في الانتخابات الأمريكية، تزداد التقديرات الإسرائيلية بخصوص السياسة التي قد ينتهجها الرئيس الخاسر دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية، قبيل عملية تنصيب بايدن في يناير القادم.

يحتمل أن يشكل فوز بايدن فرصة لترامب كي يحاول اتخاذ خطوات تجاه الفلسطينيين، ستترك تداعياتها على خلَفه، وهذه الإجراءات، إن اتخذت، ستكون انتقاما لقرار مجلس الأمن 2334 ضد المستوطنات بتشجيع من باراك أوباما الذي امتنع عن نقضه بعد فوز ترامب، وقبل تنصيبه رئيسا، وشكل القرار صفعة بوجه نتنياهو.

من المتوقع أن يضغط اليمين الإسرائيلي والمستوطنون على ترامب لإثبات الحقائق على الأرض خلال هذه الفترة غير الملحوظة، وينبغي للمرء أن يلاحظ توقيتًا آخر سيتصل بنهاية أيام الإدارة وهو استئناف محاكمة نتنياهو أوائل يناير 2021، ويحتمل أن يطلب من صديقه ترامب محاولة صرف الانتباه عن المحاكمة، وأحد خيارات الأخير هو ترجمة صفقته لمذكرة تفاهم، أو تبادل رسائل بين واشنطن وتل أبيب، لتقييد إدارة بايدن، وجعل الصفقة سياسة أمريكية رسمية ونهجًا متفقًا عليه بين “إسرائيل” والولايات المتحدة.

وقد تحقق هذا بالفعل في إبريل 2004، عندما دعم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن خطة فك الارتباط في رسالة بعث بها لرئيس الوزراء أريئيل شارون، الذي قدمها للإسرائيليين على أنها اعتراف أمريكي بخطته، خاصة في ما يتعلق بالكتل الاستيطانية المقدمة مقابل خطة فك الارتباط، تحضيرًا لوصول إدارة أوباما، ووفقًا لمصادر حملة بايدن، فمثل هذه الرسالة أو مذكرة التفاهم لن تُلزمه، ومن المشكوك فيه أن يكون لها تأثير.

هناك احتمال آخر، ليس محتملًا جدًّا، يتمثل بتقدم إدارة ترامب خطوة واحدة للأمام بتصريح لوزير الخارجية مايك بومبيو بشأن شرعية المستوطنات، واعتراف إدارة ترامب في الفترة الانتقالية بالسيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، دون ترجيح أن يكون خيار الضم في الفترة الانتقالية ممكنًا بسبب التزام الولايات المتحدة تجاه الدول العربية بوقف تنفيذها لعدة سنوات قادمة على الأقل.

يؤكد الإسرائيليون أن انتخاب بايدن بالفعل رئيسا للولايات المتحدة، يعني دخولهم حقبة جديدة، ونهاية أيام ترامب، وتولي أيام الشيك المفتوح منه، مع أن دخول بايدن للبيت الأبيض لن يعني بالضرورة العودة لأيام الصراع في عهد أوباما، لأن نائبه ليس لديه مصلحة بمواجهة “إسرائيل”.

قد يسعى بايدن للحفاظ على حل الدولتين، وتجنب الإجراءات الأحادية، ودعوة “إسرائيل” للامتناع عن توسيع المستوطنات، وعدم الحديث عن الضم، وسيطلب من الفلسطينيين الامتناع عن أي إجراءات معادية لـ”إسرائيل”، رغم أن القضية الإسرائيلية الفلسطينية لن تكون على رأس أولوياته، ولن يكون في عجلة من أمره لإعادة الفلسطينيين لطاولة المفاوضات، ما يعني أنه سيسعى للتخلص من “صفقة القرن”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....