السبت 27/أبريل/2024

رفض التطبيع الرياضي.. حين يتفوق حب فلسطين على المصالح المزعومة

رفض التطبيع الرياضي.. حين يتفوق حب فلسطين على المصالح المزعومة

التطبيع مع “إسرائيل” لا يخص السياسة وحدها، فلا تزال الساحة الرياضية مسرحاً يحاول فيه كيان الاحتلال تشريع وجوده، ويحظى برفض عشرات الفرق العربية والإسلامية ولاعبين من دول مناصرة للقضية الفلسطينية.

وتسابق “إسرائيل” عقارب الزمن في إبرام اتفاقيات التطبيع مع دول عربية كان آخرها السودان والبحرين والإمارات في عهد رئيس حكومتها “نتنياهو” وسط دعم أمريكي كامل في ظل إدارة الرئيس “ترمب”.

ولا تزال البطولات الرياضية شاهدة على مواقف لرياضيين أحرار من جنسيات مختلفة رفضوا مواجهة لاعبين إسرائيليين، عادّين “إسرائيل” دولة احتلال غاصبة تنتهك الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.

ومن أحدث ثمرات التطبيع بين “إسرائيل” والإمارات العربية المتحدة إعلان نادي “مكابي حيفا” لكرة القدم الإسرائيلي إقامة علاقات تعاون مشتركة مع نادي العين الإماراتي.

وتندرج اتفاقية التعاون المشترك في إطار الاتفاقيات الـ 18 التي يشملها اتفاق التطبيع بين البلدين، وستكون هذه هي المباراة الأولى التي يخوضها فريق “إسرائيل” ضد آخر إماراتي بعد توقيع اتفاق التطبيع منتصف أيلول الماضي.

رفض رياضي وشعبي

وتحرص “إسرائيل” على الحضور في المحافل الرياضية كافة التي تضم فرقا عربية وإسلامية لتشريع وجودها في الإقليم، لكن عشرات اللاعبين من جنسيات عديدة رفضوا مراراً منازلة منافسيهم الإسرائيليين إيماناً بعدالة القضية الفلسطينية، واعتبار اللاعب الإسرائيلي ممثلاً لدولة احتلال.

ويؤكد د. درداح الشاعر، أستاذ علم الاجتماع في فلسطين، أن أنظمة عربية من عام 1936م تعمل لكسب رضى المشروع الصهيوني ومحاولة دمجه في الإقليم من تحت الطاولة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “عربيًّا وإسلاميًّا لا تزال إسرائيل عدوا ورمزا للشر، لكن القرارات السياسية تنعكس على مجالات عدة منها الرياضة، ووزارات الشباب والرياضة محكومة بسياسة دولها”.

وفي يناير الماضي، استنكر سياسيون دخول لاعب التنس الإسرائيلي إلى تونس، وواجه نظيره التونسي وفاز عليه في بطولة دولية، حين وجه الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي رسالة للرئيس التونسي طالب فيها بفتح تحقيق بالتعاون مع الحكومة ووزارة الرياضة وكل من يقف وراء دعوة “إسرائيل” في حدث رياضي.

وفي وقت سابق من هذا العام عدّت الحملة الشعبية الفلسطينية ضد التطبيع، “مشاركة المنتخب السعودي في مباراة بالضفة الغربية اعترافًا مباشرًا بسيادة الكيان الصهيوني، محملةً كلا الاتحادين الفلسطيني والسعودي المسؤولية المباشرة عن هذا الخرق، ومعهما السلطات الحكومية في كلا البلدين.

سجل الرفض
ويطول سجل اللاعبين العرب والمسلمين الذين انسحبوا من منافسة خصومهم من اللاعبين الإسرائيليين في مراحل متقدمة من الجولات الرياضية، وصل بعضها للمرحلة النهائية وقبل النهائية.

وعام 2014م دعا رئيس اتحاد الكرة، اللواء جبريل الرجوب، الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لإشهار الكرت الأحمر في وجه “إسرائيل”، وفرض عقوبات عليها وطردها، نتيجة ممارساتها العنصرية بحق الرياضة الفلسطينية.

ومن أبرز تلك المواقف ما جرى في مصر 1990م، حين رفض نادر السيد “حارس مرمى منتخب مصر لكرة القدم” المشاركة مع فريقه “كلوب بروج البلجيكي” في مباراة رسمية في فلسطين المحتلة، ما أدى لتجميده على الاحتياط لعامين، ثم الاستغناء عنه نهائيًّا.

وفي عام 2019م رفض اللاعب الفلسطيني سلطان أبو الحاج، من رام الله، مواجهة “لاعب إسرائيلي”، في بطولة العالم للناشئين والشباب، التي تُقام في تايلاند.

كما رفضت ماليزيا عام 2019م منح رياضيين إسرائيليين تأشيرة لدخول البلاد، للمشاركة في بطولة دولية للسباحة البارالمبية. وألغت اليابان 2019م -رضوخاً لضغوط حملة المقاطعة (BDS)- سباق شركة هوندا كان من المقرر إقامته في مستعمرة “عراد” المقامة على أراضٍ فلسطينية محتلة.

ومن أهم المشاهد العالقة في الذاكرة الرياضية ما جرى في لبنان 2018م، عندما انسحب لاعب “التاي بوكسينغ” اللبناني يوسف عبود، من نهائي بطولة العالم للمواي بوران في تايلاند، كان من المفترض أن يواجه خلالها “لاعبا إسرائيليا”.

ورفض عبود الحاصل على الميدالية الذهبية في بطولة العالم سابقا ذلك، واكتفى بالميدالية الفضية، لرفضه الصعود على منصة التتويج مع “لاعب إسرائيلي”.

وفي الكويت 2018 م وضمن منافسات بطولة بيزا الدولية المقامة في إيطاليا، انسحب اللاعب الكويتي بلعبة مبارزة المعاقين، فهد البستكي، من دور المجموعات للبطولة بعد علمه أنه سيواجه أحد “لاعبي إسرائيل”.

وبعيداً عن الفرق العربية والإسلامية في إسبانيا 2018م، رفض فريق كرة القدم الإسباني سيفيليا صفقة رعاية بقيمة 5.7 مليون دولار “لتسويق السياحة الإسرائيلية” على قمصان لاعبيه.

مكسب إسرائيلي
وتعتقد حكومات وأنظمة عربية مخطئة أن التطبيع مع “إسرائيل” سيوفر لها حضوراً سياسيًّا أقوى تتصدى فيه لخصومها السياسيين ومشاريع منافسة لها في الإقليم.

يقول أحمد محيسن، وكيل وزارة الشباب والرياضة بغزة، إن مآل التطبيع لا يمس الجانب السياسي فقط بل يستهدف كل مجالات الحياة، ومنها الأنشطة الرياضية التي يحبها الشباب في ظل الرهان على مستقبل الجيل.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إسرائيل تسعى للسيطرة على الوعي وحياة الشعوب والأنظمة من حولها، لكن التطبيع لا يزال مرفوضاً في ذاكرة الشعوب ومنافسات الرياضة، والقبول بمنافسة لاعبين إسرائيليين يمس قيم مقاومة الاحتلال، ومحاولة لإدخال السمّ في قلوب الشباب”.

وجدد محيسن رفض الأسرة الرياضية للاشتراك مع فرق إسرائيلية في ظل ما بات يعرف بالتطبيع الرياضي، مشيداً بمواقف لاعبين عرب ومسلمين ولاعبي دول عديدة انسحبوا من مراحل نهائية وقبل نهائية لبطولات مهمة.

ويضيف: “رفض مقابلة لاعبين إسرائيليين هو عدم تجاوب مع مخططات التطبيع، أما قبول بعض الفرق من حولنا للاشتراك مع فرق ولاعبين إسرائيليين لا يزال سلوكاً رياضيًّا شاذاً قد تقبله حكومات ولكنه مرفوض جماهيرياً”.

وتعاني الرياضة الفلسطينية من سلسلة معيقات تعمّد الاحتلال خلالها منع الفرق الفلسطينية من السفر وسط حصار غزة، وحجب عنها الدعم المالي واللوجستي، مجهضاً عشرات اللقاءات بين لاعبين فلسطينيين وآخرين من جنسيات عديدة داخل فلسطين وخارجها.

ويلفت عبد السلام هنية، مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطينية في المحافظات الجنوبية، أن اللاعبين والفرق العربية وفرقا من دول عديدة لا تزال محتفظة بموقفها الرافض مقابلة اللاعبين الإسرائيليين.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “لا يزال لاعبو ورياضيو الاحتلال محل رفض، وهناك نماذج عظيمة في بطولات عالمية أوصلت رسالة دعم لفلسطين شاهدناها للاعبين مغاربة وكويتيين وسعوديين وجزائريين ومصريين وآخرين”.

واستنكر هنية إعلان نادي “مكابي حيفا” لكرة القدم الإسرائيلي، إقامة علاقات تعاون مشتركة مع نادي العين الإماراتي، بينما رفض الاحتلال السماح لنادي خدمات رفح الوصول للضفة المحتلة لإجراء مباراة مع نادٍ في مخيم بلاطة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...