كيف خضعت اسرائيل للمقاومة ؟
أعلنت حكومة اسرائيل مراراً وتكراراً وعلى لسان نتنياهو ووزراء دفاعه بأنها لن تقوم بالتقدم اتجاه تهدئة جوهرية مع غزة بما في ذلك إقامة مشاريع كبرى دون حل مشكلة الجنود والمفقودين الاسرائيليين في غزة ، بينما رفضت المقاومة رفضاً قاطعاً ربط المسارين معا ، وها هي اسرائيل تضطر للتراجع عن سياستها وتخضع لأهم شروط المقاومة وذلك وفق ما نقلته صحيفة معاريف عن مصدر اسرائيلي كبير اليوم الجمعة 23-10-2020.
يعتبر التراجع الاسرائيلي في موضوع ربط مساري التهدئة وملف الجنود انتصاراً تكتيكياً ومعنوياً مهماً للمقاومة التي صمدت وأصرت على موقفها الوطني اللافت ، والذي أراد لقضية تحرير الأسرى أن لا تكون رهينة أو خاضعة لابتزازات اسرائيلية تستغل الأوضاع الانسانية الصعبة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أجل التخفيف من إنجاز المقاومة في موضوع الجنود .
من الواضح أن سياسة اسرائيل هي تعظيم إنجازاتها وتحويلها الى نجاحات سياسية ومعنوية استراتيجية كبرى ، وفي المقابل المرور عن إخفاقاتها “مرور الكرام ” هذا بالضبط ما فعلته بالأمس مع اكتشافها لنفق خانيونس ، واليوم في إعلان مصدر كبير لمعاريف ما أسماه ب ” تغيير في السياسة الاسرائيلية اتجاه ملف التهدئة والجنود ، وهذا ما يجب ان يلاحظه الفلسطينيون ويعملوا على إظهار الحقيقة ومواجهة هذه الاستراتيجية الاعلامية الاسرائيلية التي تأتي في إطار حرب نفسية مدروسة .
وفي مقابل هذا فإن توقيت اعلان المصدر الاسرائيلي الكبير في معاريف عن وجود تقدم في ” التسوية مع غزة ” قد يهدف أيضاً لوضع العراقيل أمام المسار الوطني الفلسطيني المتقدم من خلال محاولة زرع الشك والريبة في صفوف القيادات الفلسطينية بقوله: أننا وغزة نتفاوض ونتفاهم بعيدا عن السلطة في رام الله ، ولكن هذه الأساليب لا تخفى على قيادات الشعب الفلسطيني الوطنية الواعية لمثل هذه الأساليب الاحتلالية ، وهي عازمة فيما يبدو على تحقيق المصالحة لمواجهة التهديدات المصيرية للقضية الفلسطينية ومن أهمها التطبيع ومحاولات تصفية القضية ، كخطة ترامب وخطة الضم ..وغيرها .
بقيت الإشارة الى أن تنازل الاحتلال عن ربط المسارات قد يعني أيضاً أن هناك صعوبات تواجه ملف تبادل الاسرى ، حيث لا تريد حكومة الاحتلال إبقاء عملية التهدئة مع غزة رهينةً لضغوط عائلات الجنود وأنصارهم ، الأمر الذي يهدد بصورة كبيرة الأمن القومي الاسرائيلي ، أما قضية الجنود فتستطيع ان تنتظر ، وفي المقابل فان الشعب الفلسطيني على ثقة عالية بقدرة مقاومته على إبداع الطرق والوسائل التي تجبر الاحتلال على وقف مماطلته وحرمانه من كسب المزيد من الوقت ، وذلك بتحقيق صفقة مشرفة ثانية لتبادل الأسرى في الأفق المنظور .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
معروف: جرائم الاحتلال في غزة يعكس فاشيته وانحطاطه
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، أن تصعيد جيش الاحتلال عدوانه باستهداف...
بذكرى النكبة.. العفو الدولية: لإسرائيل سجل مروّع بتهجير الفلسطينيين
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة العفو الدولية، الأربعاء: إن "التهجير القسري الجاري لقرابة مليوني فلسطيني، والتدمير الشامل لممتلكات...
الصين: بعد 76 عاما من النكبة.. الظلم التاريخي لشعب فلسطين ما زال يتفاقم
عواصم – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الصين، الأربعاء، إنه رغم مرور 76 عاما على نكبة الفلسطينيين عام 1948، إلا أن "الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني لا...
هنية وفيدان يتباحثان هاتفيًا في سُبُل وقف العدوان على غزة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأربعاء، إنّ رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية تلقى اتصالا هاتفيا من وزير...
حماس: سياستنا ثابتة بحصر مواجهتنا مع الاحتلال الصهيوني
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استهجنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء، التسريبات الإعلاميّة التي تشير إلى علاقة الحركة بأعمال وُصِفت...
القوات المسلحة اليمنية تستهدف مدمّرة أمريكية
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت القوات المسلحة اليمنية التابعة لجماعة أنصار الله، إن قواتها البحرية نفذت عمليةً عسكريةً استهدفتِ المدمرةَ...
صحة غزة: 35233 شهيدًا منذ بدء العدوان الصهيوني
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت خلال الـ 24 ساعة الماضية، 5 مجازر جديدة ضد العائلات...