التطبيع المجاني وغير المجاني خيانة
أكثر ما يستفزني في الرد على خيانة الإمارات والبحرين هو استنكار الخيانة بناء على قيمة الفائدة منها، فإن كانت خيانة مقابل مردود سياسي او مالي معين تكون مقبولة وإن لم يكن المردود مقبولا تكون مستنكرة، ولذلك لا يوجد شيء اسمه ” تطبيع مجاني” و” تطبيع مدفوع الثمن” لأن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي خيانة لله ولرسوله وللمسلمين حتى لو كانت مقابل انسحاب اسرائيلي تام من القدس وجميع الأراضي المحتلة عام 1967 مع إزالة جميع المستوطنات، وفي ذلك تستوي كل عمليات التطبيع مع الاحتلال سواء كانت فلسطينية او عربية او إسلامية.
تزعم دولة الإمارات أن السلام مع الاحتلال الاسرائيلي لن يؤثر على موقفها من القضية الفلسطينية، ونحن نسأل كيف لا يؤثر وهي تعطي الشرعية لدولة الاحتلال على أراضينا المحتلة عام 67، وتوفر له جزءا من الغطاء العربي لكافة جرائمه ومنها حصار قطاع غزة، وتهويد المقدسات، وجرائم القتل والاستيطان في الضفة الغربية، وآخر تلك الجرائم هو قرار الاحتلال الإسرائيلي هدم الآبار الارتوازية في الأغوار من أجل تدمير الزراعة والثروة الحيوانية وترحيل سكان الأغوار إلى مناطق أخرى تمهيدا لضمها إلى ما يسمى السيادة الإسرائيلية.
كفلسطينيين لا بد أن تكون مواقفنا مبدئية ودائمة وليست ردود أفعال حماسية ومؤقتة، ولأن هناك نوايا لجعل منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بقرار فلسطيني وليس اعتمادا على قرار سابق لجامعة الدول العربية لا بد من إصلاح المنظمة إصلاحا حقيقيا يبدأ بإصلاح مبادئها وعلى رأس ذلك عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال تحت أي ظرف من الظروف، وإن تحقق هذا الشروط الى جانب شروط أخرى تكون المنظمة هي بوابة الشرعية للتعامل مع القضية الفلسطينية، حيث لأنه لا يجوز ان تكون بوابة الشرعية هي ذاتها بوابة التطبيع مع الاحتلال، فمن مر من خلالها باركناه ومن مر من خارجها لعناه.
ختاما نود التذكير بأن ما نراه من هرولة عربية تجاه المحتل الإسرائيلي إنما هو المرحلة الاخيرة من مؤامرة بدأت بمسرحية الحرب الاولى التي هزمت فيها دولة الاحتلال إسرائيل الجيوش العربية السبعة، حينما كان تعداد جيش الاحتلال 67 ألف جندي وكانت الجيوش العربية مجتمعة لا يزيد عدد جنودها عن 13 ألف جندي، ولذلك علينا أن نتوقع المزيد من التنازلات العربية ولا بد أن يقابلها وحدة وطنية فلسطينية تقوم على التمسك بالثوابت وبالمصالح العليا لشعبنا، ولتذهب الى مزبلة التاريخ اتفاقية أوسلو والمبادرة العربية للسلام ودول التطبيع وجامعة الدول العربية إن قررت الوقوف إلى جانب الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
تحذير حقوقي من كارثة إنسانية خطيرة في رفح مع إغلاق المعابر
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن نذر كارثة إنسانية خطيرة متعددة الأبعاد بدأت تتفاقم سريعًا في رفح جنوب قطاع...
تركيا تطالب إسرائيل بالانسحاب من معبر رفح فورا
أنقرة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الخارجية التركية، إن "أي عملية ستجري في رفح ستؤثر على العالم بأسره"، ودعت إسرائيل إلى الانسحاب فورا من...
شيخ الأقصى يدعو الأمّة لمواجهة المؤامرة الصهيونية وشد الرّحال للقدس
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الشيخ رائد صلاح في مقابلة إعلامية أنّ سعي الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ليس جديدًا بل هو...
هيئة حقوقية: ارتفاع عدد معتقلي الضفة إلى 8610 منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت هيئة الأسرى وشؤون المحررين ارتفاع عدد المعتقلين في الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، إلى 8 آلاف و610...
أونروا تطالب بإعادة فتح المعابر الرئيسية في غزة دون تأخير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، إن "المعابر الرئيسية في قطاع غزة...
وفد قيادي من حماس يصل إلى القاهرة لمتابعة جهود وقف العدوان
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الثلاثاء، أن وفدًا رفيعًا برئاسة رئيس حركة حماس في غزة د. خليل الحية، وصل إلى...
حمدان: الكرة في ملعب نتنياهو وعصابته وعمليته العسكرية برفح لن تكون نزهة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مساء اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت، أنه وعلى...