عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

الحرب على النشطاء.. ضوء أخضر لمزيد من القمع بالضفة

الحرب على النشطاء.. ضوء أخضر لمزيد من القمع بالضفة

“إن استمرار واستمرار صمت شرائح واسعة من الكتاب والفنانين والمثقفين والصحفيين والنشطاء عن التدهور المستمر لحالة الحريات العامة وحرية التعبير، يعني منح ضوء أخضر لمزيد من القمع وتكميم الأفواه.” بهذه الكلمات فسّر الصحفي إيهاب الجريري في رام الله استمرار تدهور الحريات العامة وملاحقة نشطاء الرأي من السلطة وآخرهم الناشط نزار بنات.

ويعبر ذلك عن حالة عامة من التغول على حرية الرأي والتعبير طالت فنانين آخرهم عبد الرحمن الظاهر، وقبلها نشطاء حراك “طفح الكيل”، واختتم بالناشط نزار بنات، وبينهم عشرات المواطنين ممن لوحقوا بسبب تعبيراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان جهاز الأمن الوقائي في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، اعتقل الناشط نزار بنات بعد أكثر من شهر من ملاحقته والضغط المستمر على أسرته، إضافة لمداهمة منزله من أجل اعتقاله بسبب منشوراته المستمرة المطالبة بمكافحة الفساد.

تهديد وملاحقة

ونشط بنات منذ سنوات طويلة في نشر الفيديوهات التي تلقى متابعة كبيرة ينتقد من خلالها أحداث اجتماعية وسياسية، وهو ما عرضه للتهديد والملاحقة في أكثر من مرة، حيث كان مقررا اعتقاله ضمن نشطاء حراك “طفح الكيل” الذين اعتقل منهم نحو عشرين ناشطا قبل شهر، وأفرج عنهم بعد حملة احتجاج كبيرة.

ورفض حينها بنات تسليم نفسه لأمن السلطة، حيث تم تفتيش منزله ومداهمته في بلدة دورا، وإيصال رسائل تهديد له، وأعلن إضرابه المفتوح عن الطعام فور تبليغه بإحالته للنيابة العامة أول أمس.

وكان بنات علق خلال ملاحقته إثر مداهمة منزله وتفتيشه: “هم يعلمون أنني لست في المنزل ومع ذلك داهموه، وروَّعوا من فيه في الساعة الثانية صباحا، نحن لها، وما قلته بالتلميح سأقوله بالتفصيل ….”.

وأدانت مجموعة “محامون من أجل العدالة” توقيف بنات وأكدت أن توقيفه مخالف للقانون الأساسي الفلسطيني والاتفاقيات الدولية كافة التي التزمت بها السلطة الفلسطينية، ومخالف كذلك للخطاب الرسمي الذي يؤكد دوماّ على احترام حقوق الإنسان وحرياته دون انتقاص.

وأكدت على ضرورة الإفراج الفوري عن الناشط بنات والنشطاء المحتجزين لدى الأجهزة الأمنية، وضرورة وقف كل أشكال الملاحقة والاعتقال بحق النشطاء على خلفية آرائهم السياسية. 

قضايا الفساد

وأعربت زوجة الناشط بنات لمراسلنا عن قلق العائلة عليه نتيجة خوضه إضرابا مفتوحا عن الطعام، ما يؤشر إلى حجم الضغوط التي تعرض لها وأجبرته على ذلك.

بينما قال رئيس لجنة الحريات في الضفة خليل عساف لمراسلنا إن الناشط بنات لم يتهم أحدا جزافا، والجميع يعلم أن ما يقوله يندرج في إطار ما نعرفه، والأولى التحقيق في قضايا الفساد بدل اعتقال المتحدثين عنها.

وأشار عساف إلى أن الضغط الشعبي وحملة التضامن مع بنات سوف تفضي في نهاية المطاف إلى الإفراج عنه، عادًّا اعتقاله استمرارا في نهج الاعتقال السياسي حتى لو أخذ شكل الاعتقال منحى آخر.

ونبه إلى أنه من المؤسف أنه لا يسمى الاعتقال سياسيا؛ حيث يحول المتهم إلى النيابة فالقضاء لإعطاء صبغة قضائية للاعتقال، وتشارك النيابة في عملية تكييف التهم.

وللناشط بنات تاريخ من الملاحقة على خلفية منشوراته، وسبق وتعرض أيضا للضرب والاعتداء الجسدي، ومنها ما جرى معه قبل سنوات حين انتقد خلال مؤتمر اقتصادي انعقد في مدينة بيت لحم التنسيق الأمني للسلطة، فرد عليه وزير الاقتصاد الوطني حينها جواد الناجي: “لا نريد سماع عواء” ، وقام مرافقوه بالاعتداء عليه جسديا بالضرب المبرح على مدخل القاعة بسبب تلك المداخلة.

ويعمل الناشط بنات في حرفة النجارة والديكور، وينحدر من بلدة دورا جنوب الخليل، ويعدُّ ناشطا في مكافحة  التطبيع والتنسيق الأمني والفساد.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...