الأربعاء 08/مايو/2024

عائلة حسين.. صواريخ الاحتلال تبعثر حياة الأشقاء السبعة

عائلة حسين.. صواريخ الاحتلال تبعثر حياة الأشقاء السبعة

ليلة هادئة في منازل الأشقاء السبعة من عائلة حسين بمخيم البريج وسط قطاع غزة، تبدد هدوءها صواريخُ الاحتلال الإسرائيلي، وتصيب اثنين من أطفالهم، وتدمر أجزاءً من منازلهم.

طائرات الاحتلال الحربية قصفت قبل يومين بـ3 صواريخ أرضًا زراعية ملاصقة لمنازل المواطنين شرق البريج، مشتتة عائلة لـ7 أشقاء، مكونة من 40 فردًا، اضطروا لهجرة منازلهم بالليل الذي أضحى سمته القصف والغارات.

ولا يزال حطام الجدران والنوافذ وشظايا الصواريخ متناثرة في أرجاء منازل حسين، في حين دمر القصف قطعاً من أثاث ومرافق المنازل وتركها بلا إصلاح.

وتتعرض غزة منذ أسبوع لسلسلة غارات أصابت عدداً كبيراً من منزل المواطنين بأضرار متفاوتة؛ ما أدى لهجرة السكان منازلهم في المنطقة الشرقية لمخيم البريج.


null

تدمير جديد

ما جرى مع عائلة حسين يذكرهم بتدمير منازلهم حين قصف الاحتلال بعشرات القذائف منطقة بلوك 12 شرق مخيم البريج في فترات سابقة، ومنها منازل الأشقاء السبعة التي أصلحوها حديثاً ولم يكملوا بناءها.

ويؤكد أسامة حسين -الشقيق الأكبر لإخوته- والذي تضرر منزله تدميرًا كبيرًا أنه كان يتجهّز للنوم قبل وقوع الغارة الأولى في حين كانت طائرات الاحتلال بدون طيّار تحلق بارتفاع منخفض فوق المنزل.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “خلدت للنوم ولجأ أبنائي الستة لحجراتهم قبل أن يدوي انفجار عنيف، تطايرت شظايا الصاروخ الأول فوق أسطح منازلنا، وصنعت ثقوبًا في ألواح الصفيح ثم تلاه صاروخ ثانٍ قبل ظهور طائرة حربية إف16 وقصفت بصاروخ كبير دمر الجدران وأجزاء من المنازل، وأصاب اثنين من الأطفال”.

يصطحب أسامة مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” في جولة ميدانية داخل الحجرات وفوق سطح المنزل كاشفاً عن حجم الدمار الذي لم يترك شيئاً على حاله في حين لا تزال أسرته عاجزة عن إصلاح الخراب في النوافذ والجدران المحطمة.

حاولت أسر الأشقاء السبعة الهرب بُعيد سقوط الصاروخ الأول لكن الصواريخ الثلاثة لم يفصل بينها سوى عدة دقائق تبين لاحقاً أن الدمار الكبير كان من نصيب منزلي أسامة وسمير.

زاد انقطاع الكهرباء من صعوبة الموقف مع محاولة 40 فرداً من عائلة حسين معظمهم من الأطفال الهرب والاحتماء عند جيرانهم قبل وصول سيارات الإسعاف لنقل الجرحى.


null

الجرحى الأطفال

لا تزال الطفلة رفيف حسين (3 سنوات) تعيش حالةً من الصدمة بعد أن ترك القصف ندوباً وكدمات في ساقها اليمني ووجهها، ومنذ يومين تفزع من نومها خوفاً من تكرار القصف.

يحتضن أحمد والد رفيف طفلته متحدثاً لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بعد سقوط الصاروخ الأول هربنا، وبعد دقائق سقط صاروخ ثانٍ، تفاجأنا بصاروخ ثالث خلف المنزل مباشرة، وتنبهت لصراخ طفلتي وسط الظلام، وفقدت الوعي، ووقعت من يدي، واصطدمت أنا وأخي بالجدار، وسقطنا، وأسرعنا بطلب الإسعاف، ونقلناها للمستشفى”.

لا تدرك رفيف ما جرى معها بالضبط، لكنها تعيش حالة فزع شديد ومستمر منذ لحظة القصف.


الطفلة رفيف

وقرب منزل رفيف يقف الطفل محمد حسين (12 عامًا) الذي أصيب بكدمات من تطاير الحجارة على جسده النحيل وقد توجه في اليوم الثاني بصعوبة إلى المدرسة.

يقول الطفل محمد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” :”هربت بعد سقوط الصاروخ الأول، ولما قصفوا صاروخا من طائرة حربية سقط حجر على رأسي، وشعرت بالدوار، لكني بعد ساعة أصبت بآلام في بطني وقيء، ووضعوني يوما كاملا في المشفى تحت المراقبة”.


الطفل محمد

أثاث محطم

وتتسلل أشعة الشمس من شقوق الجدران في منزل سمير حسين الذي مزقت الشظايا سقفه المغطى بالصفيح وباعدت بين جدران الحجرات محطمةً المطبخ وجزءًا من أثاث البيت.

تلملم زوجة السيد سمير حسين الحطام المتناثر في حجرة أطفالها التي مزقت الشظايا ألعابهم مضيفةً لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بعد الصاروخ الأول هربت للبيت لرؤية أطفالي النائمين قبل أن يدعوني شقيق زوجي لإخراج أطفالي لكن الصاروخ الثاني لم يسعفني فسقطنا على الأرض”.

أنست قوة الصاروخ الثالث أم أنس إخراج طفلها البكر أنس، وعندما عادت لإخراجه وجدته مصابًا بحالة تشنج بعد أن سقط على الأرض وهو يشكو من آلام في رأسه.

يقول أنس لمراسلنا: “شعرت بدوار ورأسي ارتطمت بأحد الأعمدة، وشعرت بآلام في رأسي وساقي. لم أر شيئًا، كنت نائمًا، وتفاجأت بالانفجار العنيف، وعجزت عن الهروب”.

وتراقب الطفلة ديما حديث شقيقها أنس مشيرةً إلى أنها فزعت من النوم، وشاهدت سقوط أمها التي حاولت الهروب مع أشقائها الأطفال دون أن تدرك طبيعة ما جرى وسط الحطام والظلام.


null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات