الجمعة 03/مايو/2024

فُقاعات نتنياهو وفالج الفلسطينيين

محمود مرداوي

كنا قد قدرنا أن ضم أجزاء كبيرة من الضفة قد تعذر تنفيذه في الظروف الحالية، لكنه لم يسقط كخيار صهيوني يقع في قلب الإجماع ولا زال قائماً.

ثم شخصنا أن نتنياهو في أزمة لا تخفى على أحد تحيط به من كل جانب لا يستطيع التخلص منها لأنها طبقات متوالية يركب بعضها على بعض ويغذي بعضها الآخر ، فساد ، وفشل في مواجهة كورونا، هبوط في الإنتاج ، وارتفاع معدل البطالة أدى إلى مظاهرات واحتجاجات عارمة غذاها حكومة غير متجانسة رأسيها يشكك أحدهما بالآخر.

لكننا أكدنا أن نتنياهو ماكر وثعلب لن يستسلم سيبحث عن حلول ومخارج، اعتقدنا أنها لن تكون داخلية إنما تصدير الأزمة وخلق أجندات جديدة تثير انتباه الجمهور وتلفت أنظاره عن مسببات الاحتجاج.

وقلنا مُستبعدين بأن جبهة الشمال والجنوب لم تعد طيعة لينة ولم يعد قادراً أن يوظفها باتجاه غسيل أزمة سياسية بإثارة أخرى في كلتا الجبهتين.

لكن بالأمس إعلان اتفاق التطبيع الكامل الإماراتي الأمريكي الصهيوني أكد الأزمة الطاحنة التي كان يمر بها نتنياهو ولا زال .

فحرق ورقة الإمارات لاعتبارات شخصية تتعلق بنتنياهو وترمب مصلحة فلسطينية خالصة، فتحويل عيال زايد من كلاب صيد تتنقل في المزارع العربية لتحقيق المصالح الصهيوأمريكية حسب الحاجة ووفق الطلب لكلاب حراسة على منزل نتنياهو في قيساريا مصلحة وإن تبدت للعيان أنها مفسدة.

فمن من المراقبين كان يعتقد أن بن زايد يمت بصلة للعروبة من خلال تحركاته كالأفعى من مكان إلى آخر يقود عملية تدمير شاملة وتخريب كاملة لكل المؤسسات والبنى التحتية للدول العربية ، فمن كان يشك أنها تحت فضاء الرعاية الأمريكية وبتخطيط صهيوني ؟

من لم يسأل نفسه لمصلحة من هذه الحركة وهذه التدخلات حتى يستعصي عليه رصد الحركة الإماراتية في إطار الخدمة الصهيوأمريكية في المنطقة؟

ومن يصدق أن عدم تنفيذ الضم جاء بطلب عيال زايد وهو يراقب تداعيات المشهد الأمريكي والصهيوني وصلابة الموقف الفلسطيني؟

إن ما يجري في المنطقة في الوقت الحاضر بدفع من نتنياهو ارتجالي لم يكن في إطار المخططات والمؤامرات التي حيكت ووجدت وكلاء كُتاب ومواقع وفضائيات بكل بجاحة ووقاحة تدافع عن المشروع الإماراتي ، فهل ستستمر هذه الأقلام وهذه الشاشات والمواقع والصحف والمجلات في مشروع التضليل لتزوير العهر الإماراتي ؟

إذا كانت الدولة كبيرة ولديها كل عوامل التأثير ولا تتحرك وفق هذه المقدرات فإن في الأمر مكيدة، ولكم أن تشاهدوا وتراقبوا ما يجري.

وإذا كانت الدولة صغيرة وغالبية سكانها من الجنسيات الأخرى ولا تملك أي عامل من عوامل القوة والتأثير والقدرة على صناعة السياسة والتدخل يمنة ويسرة فاعلم أن في الأمر خيانة.

لا ينبغي للفلسطينيين الحزن على انهتاك ستر الموقف الإماراتي الذي لم ينطلي من الأصل على كثير من المراقبين واللعب على المكشوف وفوق الطاولة أسهل في مقاو.مة الذين يحاولون صنع الوجود المتعثر لهذا الكيان المجرم.

المشكلة في ثقوب الأوزون التي باسم المقا.ومة تقدم لنا تقديراً وتحليلاً يعكس سفاهة هذه العقول وحول هذه العيون التي عقولها في آذانها، تريد حرف البوصلة وتجعلنا نتصرف من بطوننا ونغيب عقولنا، فما يجري في لبنان يقلق غزة جداً أكثر بكثير مما يقلق باقي الفلسطينيين ، فلماذا هذا القلق لم يضع تساؤلاً كبيراً عند البعض حتى يقف ويعيد توجيه البوصلة ولا يكرر ويصر على أخطاء الماضي؟

نتنياهو في أزمة، كيانه في أزمة، ترمب في أزمة، وأذناب هذا المشروع في أزمة، والمقا.ومة وأحرار الأمة في أزمة، ولكن في أي وقت ومتى كانت المقا.ومة مرتاحة ؟

ومتى كانت ثورات الشعوب في متسع من أمرها حتى تُلام ويُخشى على الثورة الفلسطينية والشعوب المحتلة على وضعها؟

إن غداً لناظره قريب ، سيظهر لنا كل جميل ويضيء لنا الأمل، فمن يقدم الدم ويضحي بالأرواح حتماً سينتصر.

هذه الفقاعات التي تطفو على السطح ستختفي ولا تشكل مشكلة في ظهورها، لكن عندما يظهر الفالج على الجسم يحتاج لمعالجة، فقلة استحضار كل عناصر المسرح وتحليل المشهد بشكل منطقي بعيداً عن الاعتبارات الخاصة والشخصية والقراءات التي أفضت إلى كوارث في الماضي يجعلنا نكثف الأخطاء ونكرر الدمار.

فيا أيها الشرفاء في الأمة ويا أحرار فلسطين التجارب الناجحة التي خرجت من تحت الركام وخطت المسار باتجاه الحرية والخلاص تدعونا لاستلهام طريقة تفكيرها مع ملاءمة ظروفنا واستحضار خصوصيتنا في كل مكان.

فلا يغرنكم تقلب الذين كفروا في البلاد.

واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...