الثلاثاء 30/أبريل/2024

بالونات العودة من جديد.. هل تنصاع إسرائيل أم المواجهة؟!

بالونات العودة من جديد.. هل تنصاع إسرائيل أم المواجهة؟!

لليوم السادس تواليًا، يتواصل إطلاق بالونات العودة الحارقة من غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية، في وقت تستمرّ فيه الضغوط من الفصائل الفلسطينية على الوسطاء لدفع “إسرائيل” إلى تنفيذ تفاهمات التهدئة. 

فعلى الصعيد الميداني تتواصل عمليات إطلاق البالونات الحارقة بعد مدّة من الهدوء،  لتتصدّر المشهد من جديد، وتنذر بحالة من عدم استقرار الأوضاع.

وأثارت عودة بالونات العودة الحارقة التي يطلقها الشباب الثائر من غزة، رغم كونها وسيلة بدائية، غضب “إسرائيل” التي تزايدت تهديداتها بشن عدوان على القطاع.

وأطلق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه بني غانتس تهديدات بالرد على استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة.

والبالونات الحارقة طريقة طورها الشبان الفلسطينيون -عام 2018 إبان انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار- لاستخدامها في مواجهاتهم مع الاحتلال، وتعتمد على الرياح للوصول إلى الأراضي الزراعية في “غلاف غزة”، حيث تتسبب بحرائق كبيرة.
 
خطوات احتجاجية
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني: إن عودة إطلاق البالونات الحارقة من غزة تأتي في سياق الخطوات الاحتجاجية من الشباب الفلسطيني على واقع الحصار والبطالة والفقر وعلى تنكر “إسرائيل” للتفاهمات التي رعتها القاهرة.

وأكد الدجني، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن البالونات تأتي رسالةً من الشعب الفلسطيني لرفع الحصار، وإعادة التفاهمات لكل مراحلها، وليس قصرها على المنحة القطرية.

وأشار إلى أن هناك قواعد اشتباك تحاول “إسرائيل” ترسيخها بعدِّ البالونات كالصواريخ، ويكون الرد عليها بقصف واستهداف مواقع في قطاع غزة.

ونبّه الدجني إلى أن هذه المعادلة ما لم ينتبه لها المجتمع الدولي فإنها ستجر المنطقة إلى تصعيد ربما يتدحرج إلى مواجهة لا يريدها المجتمع الدولي ولا الأطراف سواء الداخلية أو الإقليمية.

وحول التداعيات المحتملة لعودة إطلاق البالونات تجاه “الغلاف”، أشار المحلل السياسي إلى أن الأمور من الممكن أن تتدحرج باتجاه الرد والرد المقابل، وتسير الأمور تجاه المواجهة.

ولفت إلى أنه بات مطلوبًا العملُ من الأطراف الدولية والإقليمية لوأد سرعة اندلاع مواجهة مباشرة من خلال العمل على حل المشكلة المتمثلة في الحصار على غزة.

وفيما يتعلق بتهديدات نتنياهو وغانتس، أوضح الدجني أنها في إطار الدعاية الإعلامية التي يريد نتنياهو أن يمتص من خلالها حالة الغضب التي تنادي بإقالته نتيجة فلسفات معينة.

وأشار إلى أن نتنياهو يدرك نتيجة أي عدوان جديد على غزة؛ لكونه خاض تجربة معها عام 2014، لافتا إلى أن نتنياهو يريد بقاء غزة هادئة لتوظيف انفجار بيروت للضغط على حزب الله وتأجيج الحرب المذهبية في لبنان.

وضع حد لسياسة الاحتلال
من جهته، قال الكاتب هاني حبيب: إن عودة إطلاق البالونات الحارقة من غزة باتجاه “الغلاف” يأتي في سياق وضع حد لسياسة الاحتلال في التعامل مع غزة.

وأوضح حبيب، في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذه الخطوة تأتي لكسر معادلة الهدوء مقابل الهدوء التي فرضت خلال تفاهمات التهدئة؛ لكون الاحتلال لم يلتزم بإنجاز الاستحقاقات المطلوبة منه.

وأشار إلى أن الاحتلال والمقاومة غير معنيين بتصعيد الأوضاع لأسباب متباينة، مؤكداً ضرورة أن تصل رسالة الفلسطينيين في غزة للاحتلال بأن الأوضاع لا يمكن أن تبقى بهذه الصورة ما لم يلتزم الاحتلال بما هو مطلوب منه.

وفيما يتعلق بتهديدات الاحتلال، أوضح أنها تهديدات اعتيادية، لافتاً إلى أنها رسائل للداخل لكي يصنع حالة من الاطمئنان لدى الإسرائيليين أكثر.

وعدّ حبيب أن أي مغامرة من الاحتلال لن تتكلل بأي إنجاز، وهم يدركون ذلك، وبالتالي هم يقفون عند حد التهديدات فقط بإغلاق جزئي للمعبر وغيرها من الإجراءات الاعتيادية.

وأضاف: “الاحتلال يدرك أن أي تهديدات أمنية تجاه غزة سترتد عليه بشكل كبير، وهو يدرك هذه النقطة بشكل كبير وواضح”.

وقال حبيب: إن أي إجراء أو موقف او احتكاك أو تصعيد مع الاحتلال من الفلسطينيين هو أمر مشروع، باعتبار أن هناك دولة احتلال، وهناك بعد سياسي لمقاومة الاحتلال.

وأضاف: “على المقاومة أن تتخذ الإجراء المناسب في سياق تفاهم وطني”، مستبعداً أن تنجرّ المقاومة لتصعيد آخر، “وعليها أن تكون يقظة ويدها على الزناد حال جرها الاحتلال لهذا المضمار”.

ضغط من المقاومة
من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن عودة إطلاق البالونات تأتي في إطار ضغط المقاومة على الاحتلال، لضرورة رفع الحصار عن غزة.

وقال القرا، في تصريحات صحفية: إن “المقاومة تضغط على الاحتلال بأوجهٍ مختلفة، منها: البالونات الحارقة والصواريخ التجريبية”.

ورأى أن إطلاق هذه الصواريخ أكثر من مجرد تجربة وبحث تطوير القدرات والإمكانيات، عادًّا أن توقيتها وعددها وأماكن سقوطها، يحمل رسائل للاحتلال أن المقاومة جاهزة ومستعدة.

ولفت القرا إلى أن تجربة إطلاق الصواريخ، تأتي بعد تهديدات قادة الاحتلال بالرد على إطلاق البالونات والغارات التي تمت مؤخرا.

وذهب إلى أن المقاومة بإطلاقها الصواريخ، تبعث برسالة تشي بجاهزيتها نحو الذهاب إلى التصعيد العسكري في حال حدوثه.

وبين القرا أن الرسالة التي تحملها هذه الصواريخ والبالونات الحارقة، هي ضرورة إلزام الاحتلال بالتفاهمات، ورفع الحصار عن قطاع غزة، مشيرا إلى أنه يفترض أن تكون هناك خطوات أكثر جدية في دخول البضائع، واستئناف المنحة القطرية، وإقامة مشاريع البنى التحتية والمشاريع الدولية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...