عاجل

الجمعة 17/مايو/2024

بيت العنكبوت.. عملية أمنية كسرت هيبة الاحتلال

بيت العنكبوت.. عملية أمنية كسرت هيبة الاحتلال

عملية أمنية معقدة نادرة من نوعها في نهج المقاومة الفلسطينية تمثلت بإحداث أكبر وأطول عملية اختراق لأجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي استمرت على مدار أربع سنوات متتالية.

تمكن الجهاز الأمني لسرايا القدس -الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي- خلال العملية من توثيق مراحل اتصال بين ضّباط صهاينة ومجندين فلسطينيين مزدوجين من غزة، حققت استفادة كبيرة في تحديد الثغرات الأمنية في عمليات التجنيد للعملاء.

“بيت العنكبوت” هو عنوان لفيلم وثائقي بثته قناة الميادين أماطت فيه سرايا القدس اللثام عن مراحل اتصال بين ضبّاط “إسرائيليين” ومُجنّدين تمَّت إدارتها ومُتابعتها بدقّة من جهاز أمن سرايا القدس.

وكانت الاستفادة من هكذا عمليات تتمّ عبر تحديد العديد من الثغرات الأمنية في عمليات التجنيد من ضباط الشاباك الصهيوني، حيث تواصل أحد المُجنّدين مع ضبّاط المخابرات الإسرائيلي، بإِشراف وإدارة جهاز أمن سرايا القدس، ليبلغ المُجنّد  فور تجنيده أمن السرايا، فأوعزوا له بالإبقاء على هذا التواصُل.

تطور الأداء
مراقبون ومحللون وصفوا العملية الأمنية المعقدة بأنها تطور كبير يكشف عن الأداء المتقدم، والذي يبقي الصراع مفتوحاً والأفق أمامه يتسع.

وقال المحلل السياسي عبد الله العقاد: إنّ “العمل الأمني يرتكز على الدماغ، والدماغ فقط، فأي تحرك عملياتي لا ينطق من حسابات عقلية معقدة، فهو ليس إلا خبط أعشى في ليل أو نهار”.

ووفق المراقبين؛ فإنّ العملية المقعدة ومثيلاتها من هذا النوع تبقي القلق وهاجس والفشل ملازماً للمنظومة الاستخبارية الصهيونية، ويدفع الجهات الأمنية داخل الكيان الصهيونية بإلقاء المسؤولية على الأخرى.

وأكّد المحلل السياسي إياد القرا أنّ صراع العقول الدائر في الخفاء بين الاحتلال والمقاومة مستمر ومتواصل، ويأخذ أبعادًا عدة، مبيناً أن ملف الاختراق عمل فدائي معقد يحتاج لعقول أمنية ذات خبرة واسعة لمواجهة محاولات الاحتلال اختراق صفوف المقاومة.

وقال: “يمكن للعقل المقاوم الفلسطيني هزيمة العقل الأمني الصهيوني بطريقة ذكية، وقد فعل ذلك في كثير من العمليات الأمنية، وفي المقابل يعمل الاحتلال بكل قوة للنيل من قوة المقاومة على صعيد الأفراد، وكذلك الوصول لمقدرات المقاومة عبر زرع عملاء له، وهذا أمر وارد ومتوقع”.

ويكشف الوثائقي عن كيفيّة التواصل وطريقة التفكير التي يتّبعها العدو أثناء تجنيد عملائه، وكيف يوهِمهم بأنه مُهتمّ لأمرهم، “كيف حالك”، “إن شا الله مبسوط؟ أكيد؟”، مع التأكيد أكثر من مرة في كل اتصال على أن المُجنّد بخير ولا داعي للخوف والهَلَع، وطمأنته أنه حتى بعد دخوله السياج، لن يظنّ أحد من الجنود أنه “مُخرِّب”، وبالتالي لن يتمّ إطلاق النار عليه.

صفعة أمنية
المحلل في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة وصف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” ما جرى بأنه صفعة أمنية جديدة للمنظومة الأمنية والاستخبارية الصهيونية، لافتاً إلى أنّ الاحتلال فشل في اختراق المقاومة في هذا العملية ومنع تعاظم قوتها وقدرتها.

وسجلت سرايا القدس نجاحاً كبيراً في هذه العملية المعقدة بطول المدة والإدارة الدقيقة للعملية التي استمرت لأربع سنوات، والنتيجة -وفق أبو زبيدة- أنّ الصراع الاستخباري مع العدو هو صراع الأذكياء الذين يعملون بدقة وكشف نقاط ضعف العدو وأسراره الاستخبارية.

وأكّد أبو زبيدة أنّ العمليات السرية المعقدة هي السبيل الوحيد للصحول على معلومات عن العدو ومن عقر داره، محذراً من أنّ هذا العمل الاستخباري محفوف بالمخاطر ويتطلب أمنًا وكفاءة عالية في تسديد الصفعات العالية للعدو الصهيوني، وهذا ما نجحت فيه سرايا القدس.

ويحسب لعملية السرايا الأمنية أنّها استطاعت مراقبة خلايا الاحتلال وجمع الأدلة المطلوبة لمواجهة التخابر بالأدلة الدامغة التي تشل عنده أي مناورة، مبيناً أنّ استخبارات المقاومة أصبحت على علم ودراية عن العدو فتستعد على أساس معرفي مسبق.

وأوضح المحلل العسكري أنّ التجنيد والاختراق الذي أنجزه أمن السرايا هو تقدّم بخطوةٍ على العدو والسيطرة على أدواره من خلال ضخ معلومات زائِفة له وحرب نفسية وحرب ناعِمة والكشف عن تفكير العدو واهتماماته وماذا يخطط.

إشادة عالية
وشهدت العملية الأمنية للمقاومة إشادة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من  مئات النشطاء، وشارك العديد منهم بعض الفيديوهات والصور من الوثائقي الذي عرضته قناة الميادين.

وعلَّق المتحدث باسم سرايا القدس أبو حمزة على حسابه في تويتر بالقول: إن الجهود الاستخباراتية لجهاز “أمن السرايا” هدفها الأساسي والرئيس تحصين الجبهة الداخلية للمقاومة الفلسطينية وحماية مُقدراتها، والجهاز في حالة تواصل وتنسيق مُستمر مع الأجهزة الأمنية في قطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات