عاجل

الثلاثاء 14/مايو/2024

محمد نصر جرار.. يهدي نجاحه لوالده وشقيقه الشهيدين

محمد نصر جرار.. يهدي نجاحه لوالده وشقيقه الشهيدين

بابتسامة عريضة رسمت على وجنتي المهنئين، وزغاريد امتلأ المكان بها فرحاً، استقبلت والدة الطالب محمد نصر جرار كل من هنأها بنجاح ابنها الطالب محمد، نجل الشهيد القائد في كتائب القسام نصر جرار وشقيق الشهيد أحمد.

تلك الابتسامات التي رصدها مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، كانت أحد الأسباب التي خففت من معاناة الطالب جرار، الذي دمر الاحتلال الإسرائيلي منزله مرتين، ولاحق عائلته طوال عقدين من الزمن.

لوالده وشقيقه الشهيدين
محمد البالغ من العمر 18 عاماً، والحاصل على معدل 78.4% في الفرع الصناعي، أهدى نجاحه لوالده الشهيد وشقيقه، مؤكداً لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن نجاحه رسالة أمل من قلب المعاناة.

وأضاف: “فرحة عمري لا توصف، والنجاح من أجمل أنواع الفرح، رغم أن الاحتلال دمر البيت؛ إلا أن النجاح صنعناه بأيدينا رغم ظروفنا الصعبة”.

وأردف قائلاً وقد امتلأ قلبه فرحاً بنجاحه ولفرح والدته: “كل شيء من ربنا حلو ومليح، وهذا النجاح هدية لنا من الله، والحمد لله نجحت رغم المعاناة وتغلبت عليها”.

وأوضح أنه تعرض لاعتداء من قوات الاحتلال وهدم لمنزل أسرته مرتين، والملاحقة الإسرائيلية الدائمة لأفراد العائلة طوال السنوات الماضية، التي اغتيل فيها والده وشقيقه أحمد.

وأمام صور والده وشقيقه الشهيدين، كانت الفرحة الأكبر لوالدته التي احتضنت نجلها، مؤكدة أن نجاحه رسم بعد معاناة كبيرة لعائلتها.

“لا فرحة كالنجاح”
وقالت ختام سرور، بكل سرور وفرح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “لا يوجد فرحة تعادل فرحة النجاح، التي امتلأ البيت بها، بعد ارتقاء من كانوا يرسمونها بضحكاتهم في وجوهنا”.

ولفتت إلى أن نجلها محمد رأى النور والحياة بعد ارتقاء زوجها نصر بـ39 يوماً، وعاش يتيماً دون أن يكحل عينيه برؤية والده.

وأشارت إلى أن الأسرة رزقت بأربعة أطفال، هم: صهيب (عام 1989)، وأحمد (عام 1991)، وجينا (عام 1998)، ومحمد (عام 2002)، وقُدِّر لثلاثة منهم أن يراهم أبوهم، في حين كان الرابع هو الطالب محمد الذي أبصر النور والحياة بعد 39 يومًا من استشهاد والده.

وأكدت أن رحيل والده، أو شقيقه أحمد قبل عامين، لم يمنع محمد من المثابرة والاجتهاد في الدراسة والعمل في الوقت نفسه.

مهارة
ويوضح الطالب أنه امتلك مهنة من خلال تخصصه في الفرع الصناعي، عبر إتقانه عمل التمديدات الكهربائية المنزلية، مؤكداً رغبته في دراسة الهندسة الكهربائية.

ووجه نصيحته للطلبة بالالتحاق في الفرع الصناعي من الثانوية العامة، لما يوفره من دراسة ومهنة للطالب في الوقت نفسه في إطار الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شعبنا.

وبتاريخ 6 فبراير عام 2018، استشهد المطارد الفلسطيني أحمد نصر جرار (24 عامًا)، إثر مواجهةٍ مسلحة مع قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، بعد محاولة اعتقاله في بلدة اليامون جنوب جنين.

ونفّذ جرار في 9 يناير 2018 عملية إطلاق النار قرب بؤرة “حفات جلعاد” الاستيطانية المقامة على أراضٍ فلسطينية غرب نابلس، ما أدى إلى مقتل مستوطن حاخام.

وشكّل جرار خلال أكثر من شهر من التخفي والمطاردة رعبًا للمستوطنين، كما شكّل نموذجًا لفشل جيش الاحتلال وقواته وأجهزته الأمنية في البحث عن المقاومين الفلسطينيين.

وفي اغتيال جرار، فإنه تصدى لقوات الاحتلال من وحدات اليمام الخاصّة ووحدات جهاز “الشاباك”، التي حاصرت المنزل الذي كان فيه، وطالبته بتسليم نفسه.

وكان جرار يحمل سلاحًا من نوع “M16” وحقيبة، وخاض اشتباكًا مع القوات الخاصّة الصهيونيّة، قبل أن يستشهد.

واغتالت قوات الاحتلال والد الطالب جرار في تاريخ 14/8/2002 في بلدة طوباس بعد أن طوّقت منزل المواطن  محمد عبد الله أبو محسن، وأطلقت أربع قذائف باتجاه المنزل الذي جرت فيه اشتباكات شديدة في محيطه بين أفراد من كتائب الشهيد عز الدين القسام والقوات الإسرائيلية.

ونتيجة الإلحاح الكبير ومطالبة الشيخ نصر جرار لأفراد الكتائب بمغادرة المكان لعدم قدرته على الانسحاب معهم وحمله لكونه مقعدا، استطاع أفراد الكتائب الانسحاب من الموقع الذي تعرّض لقصف من الطائرات الإسرائيلية ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه قبل أن يتعرض للهدم الكامل، وليرتقي الشيخ نصر شهيدا تحت الأنقاض.

وفي الوقت الحالي، تقطن عائلة جرار في بلدة برقين قضاء جنين، حيث فقدت اثنين من أبنائها شهيدين قبل عامين، وهما: أحمد نصر جرار شقيق الطالب محمد، وابن عمه أحمد إسماعيل جرار، ورغم محاولاتها القانونية من أجل استرداد جثماني ابنيْها، ترفض سلطات الاحتلال طلبها، وتواصل احتجازهما.

واغتالت قوات الاحتلال والد الطالب جرار بتاريخ 14 أغسطس 2002م، وقطّعت صواريخها جسده، رغم تعرضه لإصابات واعتقالات متعددة قبل اغتياله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات