ربيع أبو عون.. رسالة النجاح تنكأ جراح الفراق

يوم نتائج الثانوية العامة ليس جميلًا في منزل الطالب ربيع فادي أبو عون من بلده جبع جنوب جنين؛ الحزن والأسى يخيمان في المنزل بعد وفاة ربيع قبل أسبوعين بحادث عمل.

ومع اللحظات الأولى لإعلان نتائج التوجيهي صباح السبت، وصلت رسالة نصيّة على هاتف ربيع، تفيد بنجاحه بمعدل 87.1 في الفرع الأدبي.

طالما انتظرت عائلة أبو عون هذه الرسالة، لتكون بارقة فرح وسعادة، إلا أن هذه الرسالة كانت بمنزلة شرارة تجدد الأحزان كمدًا على فراق ربيع.

فارق ربيع الحياة قبل نحو أسبوعين، بعد تعرضه لحادثة عمل وسقوطه من فوق إحدى البنايات التي يعمل بها، حيث كان في مهمة نبيلة لتأمين مستلزمات حياته الجامعية.

والدة أبو عون رفقه أخيها هاني، توجها إلى قبره، وقالت: “اليوم نجحت يما، يلا نروح نسجل بالجامعة، نشتري إلك ملابس”.

خاله غنام وهو أسير محرر: ” قضيت في السجن 18 عاما، ولد ربيع وأنا أقبع داخل الأسر، ولم أعش معه غير أشهر معدودة بعد تحرري من الأسر”.

ويضيف: “رغم قصر الفترة التي عشتها معه قبل أن يتوفاه الله، إلا أنه كان يحدثني عن رغبته وطموحاته بالدراسة في جامعة الاستقلال، ليصبح ضابطا، بعد نجاحه في الثانوية العامة”.

ويتابع  غنام: “بعد إنهاء ربيع امتحانات الثانوية العامة توجه للعمل في البناء من أجل توفير مصروفه اليومي، والتوفير والتحضير للحفلة التي كان يخطط لها، فكان يحلم بشراء الحلويات والألعاب النارية والملابس الجديدة، تحضيرا لهذا اليوم الذي كان ينتظره بفارغ الصبر”.

كان ذلك في السادس والعشرين من حزيران الماضي، عندما تلقينا نبأ سقوطه عن إحدى البنايات ووفاته رغم محاولات إنعاش قلبه، يؤكد غنام.

ويشير إلى أن ربيع كان يحب الفرح وشراء الملابس والتي كانت تختارها والدته عادة، أما أمه الثكلى فقد حضرت الحلويات والمستلزمات لهذه المناسبة.