عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

العنصرية.. وجه إسرائيل البشع ضد الفلسطينيين

العنصرية.. وجه إسرائيل البشع ضد الفلسطينيين

لم يكن مشهد الجثو بالركبة على الرقبة للأمريكي ذي الأصول الأفريقية “جورج فلويد” مستغرباً لدى الفلسطينيين والعالم، فقد تكررت عشرات المشاهد من هذا النوع معهم من الاحتلال الإسرائيلي.

ويكرر جنود الاحتلال استخدام هذا الأسلوب في عمليات الاعتقال والتحقيق العنيفة بحق الفلسطينيين، ليؤكد أن هذا المشهد لم يكن بمحض الصدفة، خاصة مع برامج التدريب المشتركة التي تعززت بين الشرطة الأمريكية وقوات الأمن الإسرائيلية منذ سنوات.

عنصرية ضد الجميع
السياسة العنصرية الإسرائيلية لا تتعلق بالفلسطيني الذي يعيش داخل الخط الأخضر فقط، إنما بالفلسطينيين الذين يعيشون تحت إدارة الاحتلال، وأيضاً بيهود الفلاشا الأفارقة داخل “إسرائيل” نفسها؛ فكل الأرقام المتعلقة بالتعليم والصحة والمساعدات الاجتماعية والعمل، تثبت تفاوتًا رهيبًا بينهم وبين بقية اليهود.

ففي ظرف أسابيع قليلة، قتلت “إسرائيل” فلسطينيين من حملة “الهويّة الزرقاء” وهم: مصطفى يونس من قرية عارة في الداخل الفلسطيني، وهو مريض بالصرع، وإياد الحلاق من القدس، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعاني من بطءٍ في النمو.

ارتفاع نسبة الضحايا الفلسطينيين على الحواجز وفي نقاط التماس في السنوات الأخيرة، مع تطبيق سياسة “القتل لمجرّد الاشتباه”، رافقه ارتفاع في عدد القتلى على يد الشرطة من المواطنين الأميركيين غير البيض، كما يسجّل تقرير نشره موقع “بروغريسيف” الأميركي الإخباري في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ففي ولاية جورجيا مثلا، يشير التقرير ذاته إلى ارتفاع في حوادث إطلاق النار المميتة من الشرطة بنحو 77 بالمائة بين عامي 2017 و2018.

سجل حافل بالعنصرية
ويشير النشطاء، إلى سجل “إسرائيل” الواضح في انتهاكات حقوق الإنسان وعنف الدولة تجاه الفلسطينيين واليهود الملونين واللاجئين الأفارقة.

ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد حقق عام 2018 زيادة بنسبة 69 بالمائة عن العام الذي سبقه في عنف المستوطنين الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين، وزيادة في الوفيات والإصابات في غزة.

وفي أبريل/نيسان 2018، صوّت مجلس مدينة دورهام بولاية كارولينا الشمالية بالإجماع لتمرير قانون يمنع مشاركة دورهام في تدريبات تبادل الشرطة العسكرية مع “إسرائيل” ودول أجنبية أخرى.

أكثر الأماكن فلسطين
من جهته قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، إن فلسطين هي أكثر مكان تمارس فيه العنصرية بأبشع صورها في العالم أجمع.

وأوضح البرغوثي في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن العنصرية الإسرائيلية تمارس بحق شعب كامل، وهي متأصلة بالحركة الماسونية منذ بداية القرن الماضي.

وتابع: “النضال الفلسطيني هو نضال قومي ووطني ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويمثل مقاومة كبرى لأبشع أنواع العنصرية”، لافتا إلى ضرورة ربطه بالنضال العالمي الذي يجري في هذه الأيام في كل أنحاء الكرة الأرضية ضد العنصرية التي انطلقت من مدينة مينيابوليس الأمريكية بسبب قتل الشرطة الأمريكية لجورج فلويد.

وقال: “العنصرية الإسرائيلية والأمريكية يسيران بخطين متوازيين حيث إن العنصرية الأمريكية تدعم الإسرائيلية، وليس صدفة أن تُطرح صفقة القرن أو أن يدعم ترمب نتنياهو، فكلاهما يتبعان لمعسكر عنصري”.

وأشار إلى أن هذه العنصرية تمارس اليوم على شكل أبارتايد وتمييز عنصري هو الأسوأ على تاريخ البشرية، على حد وصفه.

وأكد أن العنصرية الإسرائيلية تشمل قتل الفلسطينيين واعتقالهم، وسرقة أراضيهم، وحرمانهم من المياه ومن حرية الحركة، ومحاصرتهم كما يجرى في قطاع غزة، وحرمان المرضى من تلقي العلاج، والمس بحقوق الإنسان كافة المتعارف عليها في العالم.

وأضاف أن من هذه المظاهر، تصعيد “إسرائيل” وحرمانها للفلسطينيين من حقهم في دولة ذات سيادة على أرضهم وفق ما كفلته المواثيق والأعراف الدولية.

وشدد على ضرورة أن تكون هناك سرعة في تقديم القضية الفلسطينية للعالم قبل أن تقدم “إسرائيل” روايتها بأن الفلسطينيين هم العنصريون.

وطالب بأن يكون هناك جهد فلسطيني منظم لفضح هذه السياسات، ومطالبة العالم بكل حزم وإصرار بفرض العقوبات على “إسرائيل” وليس الحديث عن مفاوضات عبثية، وفق قوله.

“إسرائيل” الأكثر انتهاكا للاتفاقيات
بدوره قال مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك، إن “إسرائيل” تمارس سياسات عنصرية في مواجهة الفلسطينيين لدرجة أنها توصف وفق الاتفاقية الدولية لمناهضة نظام الفصل العنصري بأنها الأكثر انتهاكاً لقوانين هذه الاتفاقية.

وأوضح دويك في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الاتفاقية الدولية لمناهضة نظام الفصل العنصري “الأبارتايد” وضعت 12 شكلا من أشكال العنصرية، وتنتهك “إسرائيل” 11 شكلا منها، لافتاً إلى أن الشكل الوحيد الذي لم تقترفه بصورة كبيرة، هو الإبادة الجماعية.

وفيما يتعلق بسلوك الجنود الإسرائيليين، أكد أن ثقافة العنصرية باتت متجذرة جدًّا لديهم، مشيراً إلى أن هذه العقلية العنصرية الإسرائيلية تنعكس على سلوك الجنود الإسرائيليين الذين يستسهلون قتل الفلسطينيين.

وأضاف أن العنصرية باتت متجذرة في العقلية الإسرائيلية من خلال التعليم، وبنية الدولة، والمجتمع الإسرائيلي، والنظرة العنصرية لغير اليهود خاصة إذا كان فلسطينيًّا.

ولفت إلى أن السلوك العنصري ليس شخصيًّا فقط، وإنما هناك منظومة كاملة تحمي هذا السلوك والمتمثل بالقضاء العنصري، فإذا كان المقتول فلسطينيا والقاتل إسرائيليًّا؛ فإن الحكم مخفف، في حين إذا كان القاتل فلسطينيا والمقتول إسرائيليا؛ فإن الحكم يكون مؤبداً، وهدم منزله، وعقوبة جماعية للعائلة، وفق قوله.

وأشار إلى وجود عنصرية في التشريعات والقوانين التي تفرض عقوبات شديدة جدًّا على الفلسطينيين، وتطبق منظومة قانونية مختلفة عن التي تطبق عليهم.

وأكد أن دولة “إسرائيل” مبنية في الجوهر على فكرة العنصرية تجاه الفلسطينيين، مشيراً أن “إسرائيل” تقوم على فكرتين أساسيتين وهما: الاستعمار من خلال الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأرض، والعنصرية بفصل السكان عن الدولة والأرض.

وفيما يتعلق بسبل مواجهة هذه السياسة العنصرية؛ أكد أن المؤسسات الحقوقية في معركة مفتوحة مع الاحتلال ونظام الفصل العنصري والاستعمار، لافتاً إلى أن أدوات هذه المعركة مختلفة.

ومن ضمن هذه الأدوات لمواجهة العنصرية الإسرائيلية أدوات القانون الدولي التي تُعدُّ إحدى المسارات التي يسلكها الفلسطينيون، وحققوا نجاحات بها من خلال اعتراف العالم بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، إضافة للخطوات التي قامت بها “إسرائيل” مؤخراً من خلال محكمة الجنايات الدولية ومحاولة محاسبة قادة الحرب الإسرائيليين.

وأوضح أن مثل هذه الخطوات تؤدى إلى رفع الغطاء القانوني عن السلوك الإسرائيلي، والمساهمة في كشف صورتها أمام العالم، خاصة أنها حساسة أمام الرأي العام الأوروبي والأمريكي، وتحاول أن تظهر نفسها بأنها واحة الديمقراطية في المنطقة، وأنها دولة عصرية تمثل القيم الأوروبية والغربية في المنطقة.

وأكد أن من الأدوات الحقوقية السلمية لمعاقبة “إسرائيل” على الجرائم التي ترتكبها، استخدام أدوات القانون الدولي الممكنة، مثل فرض العقوبات على البضائع الإسرائيلية ومنتجات المستوطنات، أو منع بيع أسلحة أو شرائها من “إسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...