عاجل

الجمعة 17/مايو/2024

هشام بشكار.. عريس يحيي ليلة زفافه في سجون الاحتلال!

هشام بشكار.. عريس يحيي ليلة زفافه في سجون الاحتلال!

دقت ساعة الفرح والسرور، لم يتبقّ إلا أيام قليلة؛ فبدلة العريس جاهزة، وحمام عمره محجوز، وعروسته تنتظره بكل شغف، لكن تلك التفاصيل تبخرت برمشة عين، وتبدد الواقع الجميل بواقع حزين مؤلم، شعاره “صابرون حتى الحرية”.

تلك كانت تفاصيل مختصرة، من آخر أيام الشاب العريس، هشام بشكار (25 عاماً)، رسمها بكل حب مع والدته فدوى، وعائلته، وبحب أكثر مع خطيبته أماني أسمر.

خطط الفرح التي كانت في سياق جائحة كورونا، كانت جميلة وازدادت جمالاً بتحديد موعد الفرح في السادس من يونيو/حزيران 2020م؛ لكن فرحته لم تكتمل، وتأجلت إلى وقت غير معلوم؛ لوقوفها على حاجز إسرائيلي سلبها جنود الاحتلال من العريس الأسير في الثاني من الشهر الجاري.


null

هشام، الذي استعد لفرحه بسرعة لا توصف، كتب عبر صفحته في فيسبوك: “بفضل الله وكرمه تم تحديد موعد زفافنا وانطلاق مسيرتنا نحو أسرة صالحة يحبها الله ورسوله بتاريخ 6-6-2020، أسال الله أن يبارك لنا، وأن يبارك علينا، وأن يجمع بيننا في خير”.

ليكون رد خطيبته عليه بمشاركة منشوره: “لا شَيء أَوثَقَ مِن عقدة الأرواح أَو أَقدس من ميثاقِ القُلوب. سُبحانَ مَن يُؤلف بين قَلبين وَيجمع بَين روحين.. اللهم آمين”.

وبقلب زاده الشوق ليوم زفافه، وقبل فرحه بأيام معدودات، كتب هشام قائلاً: “باسمك الله نبدأ وعلى بركتك نمضي، أتشرف إخوتي وأحبتي بدعوتكم لحضور حفل زفافي يوم السبت القادم 6-6 في القاعة الألمانية بجانب كلية هشام حجاوي من الساعة 9-11”.

وأضاف: “حمام وزفة العريس في ضيافة أبناء المرحوم أبو جواد عجوري بعد صلاة العصر.. تشريفنا بقدومكم وحضوركم ومشاركتنا فرحنا الذي لا يكتمل إلا بكم .. فسروري في فرحتي اجتماع أحبتي”.

وختم حديثه مع إرفاق صورة من دعوة حفل زفافه بالقول: “نعتذر لمن لم يصله دعوة؛ فمثلي هفا ومثلكم عفا”، إلا أن الاعتذار وصل للجميع بفعل اعتقال الاحتلال لهشام وعدم اكتمال تلك الفرحة.

تفاصيل الاعتقال والموقف الأخير
لكن تلك المشاعر، رسمت بعدها مراسم حزن وألم، بعد اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي الشاب هشام على حاجز في مدينة رام الله، أثناء رجوعه إلى بيته في حي المساكن الشعبية بمدينة نابلس، بعد الانتهاء من دعوة صديق له لمشاركته حفل زفافه.

وقبيل ذهابه إلى دعوة صديقه، وقف على باب بيته لحظات قليلة، مستمعاً إلى صوت أمه التي قالت له راسمة الضحكة الأخيرة على وجهه قبيل اعتقاله: “هشام هشام يما.. مع السلامة.. بس مش لما تتزوج ما تجيش عندي”.

ذاك الموقف الأخير الذي روته والدته لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، وقالت: “هذا موقف أخير رسمته على وجه ابني الأسير، لم أتوقع ألا يعود لي، بل كنت على أحر من الجمر لعودته لإتمام ليالي أم العريس، ونغني سوياً أهازيج فلسطينية”.

وعبرت الأم عن حزنها الشديد لاعتقال الاحتلال نجلها قبل حفل زفافه بـ4 أيام، ليكون رهينة لسياسات الاحتلال الظالمة، والتي ذاق منها اعتقالا سابقا امتد لـ28 شهراً.

وأوضحت أن نجلها وزع كروت فرحه على أهالي الحي ومنطقة سكنه، وأصدقائه، إلا أن “الفرحة لم تكتمل وأصبح أسيراً في سجون الاحتلال”.

وقالت: “هشام اعتقل عند الاحتلال 28 شهراً، وعند أمن السلطة 6 أشهر ومرات عدة (..) هشام أسد وراح يطلع ونفرح فيه فرحة كبيرة تلم كل البلد”.


null

وأشارت إلى أن اعتقال أمن السلطة نجلَها، كان في سجن جنيد، وعلى “ذمة المحافظ” بلا تهمة أو محاكمة، مؤكدة أنه أثّر كثيرًا وسلبيًّا على حياته الجامعية التي تأخر كثيراً عن إنهائها بفعل سياسة الباب الدار، بين السلطة والاحتلال.

ويدرس هشام الرياضيات بجامعة القدس المفتوحة، ويعمل محاسباً في الوقت نفسه ليساهم في دراسته وإتمام مراسم زفافه التي تأجلت.

أما شقيق هشام، فوزي فتلا الآية الكريمة: “(وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِینَ وَنَبۡلُوَا۟ أَخۡبَارَكُمۡ)، وأضاف: اعتقلت قوات الاحتلال أخي هشام أثناء تجهيزه لحفل زفافه، وإن كان القلب حزينًا فالروح تحمد الله دائما”.

وتابع: “وما ابتلاك الله إلا لأنه يحبك.. اللهم الصبر لقلب أمي… حسبي الله ونعم الوكيل.. شمسنا لن تغيب، عهدنا أن لا نميل”.

وشددت والدته في هذا السياق على أن سياسة الاحتلال بحق نجلها وعائلته، لن تنال من إرادتهم وقناعاتهم برحيل الاحتلال عن الأرض المحتلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إغلاق محيط حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة

إغلاق محيط حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، إغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى حي الشيخ جراح ونشر مئات الجنود...