الأحد 19/مايو/2024

مسنة فلسطينية عالقة في اليونان بلا وثائق.. نموذج معاناة اللاجئين

مسنة فلسطينية عالقة في اليونان بلا وثائق.. نموذج معاناة اللاجئين

لم تتوقف معاناة الإنسان الفلسطيني عند هجرته من أرض فلسطين عند النكبة عام 1984 والنكسة 1967 وما تبعها من موجهات هجرة خارجية إلى دول عربية، واستمرت حتى بعد عشرات السنين بسبب الحروب والاقتتال الداخلي في بعض الدول التي استضافت اللاجئ الفلسطيني.

“أم محمد”؛ وهي لاجئة فلسطينية من مخيم اليرموك (سورية)، شكلت أنموذجًا للمعاناة الفلسطينية حتى في دول المهجر.

هاجرت أم محمد وعائلتها من مخيم اليرموك إلى تركيا، عقب الاقتتال الداخلي في سورية، ومن ثم ارتأت أن ترافق ابنتها، عبر التهريب، من تركيا إلى اليونان، ومن ثم إلى أوروبا.

تمكنت ابنتها من الهجرة إلى أوروبا، وقررت السيدة أم محمد أن تعود لتركيا؛ قبل أن تعلق في أثينا، بعد أن غيّر سارقٌ حياتها إلى جحيم زاد من لهيبه فراق فلذة كبدها، دون أن تشفع لها أعوامها الستين من أن تتعرض لسلب كل ما تملك من نقود وأوراق ثبوتية.

وتقول “أم محمد”، (والتي فضلت إخفاء هويتها)، في مناشدتها عبر “قدس برس”: “كنت جالسة في الحديقة شاردة في الهم الذي طالني، ما لبث أن اقترب مني شاب وسرق محفظتي وهرب مسرعًا”.

وتضيف: “صرخت أطلب المساعدة إلا أن أحدا لم يكن في الجوار، وهكذا أصبحت بلا مال، ولا وثائق تثبت هويتي، حتى أدويتي كانت في الحقيبة”.

ولفتت النظر: “ما يزيد الأمر تعقيدا هو أني وصلت إلى أثينا عبر طرق التهريب، ولا يمكنني تقديم شكوى للشرطة”.

تُقيم “أم محمد” حاليًّا في سكن طالبات، وتتلقى من أهل الخير مساعدات بسيطة. وهي تُطالب المنظمات الإنسانية والأونروا بتقديم المساعدة العاجلة.

وعبرت عن حزنها على الأوضاع التي آل لها الفلسطينيون، مبينة: “نحن الفلسطينيون منذ العام 1948 وحتى الآن بلا وطن”.

وأشارت إلى أنها “تعاني من عدة أمراض مزمنة؛ كالسكر، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، وأنها تريد العودة إلى تركيا للإقامة مع ابنتها هناك”.

ونبهت إلى أن “شبابًا من منظمة تُدعى mrc تواصلوا معها لمساعدتها في ذلك وأخذها للسفارة الفلسطينية في اليونان”.

بدورها، تواصلت “قدس برس” مع السفارة الفلسطينية في أثينا؛ حيث أوضح َالسيد أحمد عثمان؛ مسؤول وحدة شؤون اللاجئين والمساعدات الإنسانية بالسفارة، أن السيدة أم محمد لا تستطيع العودة بشكل نظامي بسبب دخولها المخالف.

وأكد أن السفارة؛ “ستتابع قضيتها وستنظر في الكيفية التي ستمكننا من إعادتها إلى تركيا”. ووعد عثمان بأنه سيلتقي السيدة اليوم الثلاثاء للاطلاع على أحوالها والعمل على مساعدتها.

من جانبه، أوضح الناشط علاء العراقي؛ من خلية الإنقاذ والمتابعة mrc لـ “قدس برس”، والذي يتابع قضية السيدة الفلسطينية، أنها وصلت إلى جزيرة كوس ومن ثم إلى أثينا مع إحدى بناتها التي كانت تنوي الهجرة للسويد. وبيّن العراقي، أن السيدة خافت أن تترك ابنتها وحيدة مع طفليها، وأنها رغبت في مرافقتها حتى تؤمن عليها لحين سفرها، ومن ثم تعود هي إلى تركيا.

وذكر أن ابنة السيدة “أم محمد” استكملت إجراءات السفر والمقابلة في السفارة السويدية، وسافرت إلى السويد وبقيت الأم في أثينا.

وأضاف أن “السيدة تعرضت لسرقة جواز سفرها ووثائقها الشخصية ونقودها، ووجدت نفسها فجأة في الشارع. تمكنا من الوصول إليها وتأمين سكن مؤقت لها مع طالبات، ولكن حالتها الصحية تدهورت في ظل الأجواء الباردة في اليونان”.

وعن إمكانية إعادتها لتركيا، قال العراقي: “نحن منظمة ولا يمكننا الدخول في موضوع التهريب، لأن الأنظار دائمًا تكون مسلطة علينا”. متابعًا: “موظف في السفارة طلب عنوان ورقم السيدة على أن يتابعوا وضعها”.

واستدرك: “غير أن إجراءات السفارة واستخراج أوراق جديدة، قد يأخذ وقتا طويلا، وهذا التأخير ليس في صالح السيدة”.

وأضاف: “نسقنا مع بعض الشباب من أجل نقلها من أثينا إلى سالونيك شمالا، ومن ثم عبر الحدود في كومنتيني أو أوستيادا إلى إسطنبول عن طرق النهر”.

ونبه إلى أن الشرطة اليونانية، إن صادفتها في تلك المنطقة، سترحلها تلقائيا إلى تركيا بشكل رسمي وهذا ما نريده؛ “هذا الإجراء قد يتم بالتنسيق مع السفارة الفلسطينية”.

“أم محمد” زارت السفارة الفلسطينية، وأشارت إلى أن موظفًا في السفارة قال لها: “لا يمكننا استخراج أوراق لك لأنك لا تملكين أي وثيقة”.

وأفادت بأن السفارة قدمت لها مساعدة مالية بسيطة، ولا تجد أمامها سوى العودة إلى تركيا عبر طرق التهريب.

ووفقا لإحصائيات مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، فإن ما يقارب 4 ألاف لاجئ فلسطيني سوري يعيشون في ظروف صعبة للغاية في العديد من الجزر اليونانية ومخيماتها.

قدس برس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات