عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

كورونا في حسابات إسرائيل .. أزمة من نوع خاصّ

كورونا في حسابات إسرائيل .. أزمة من نوع خاصّ

 (كورونا) عطّل حركة الحياة في (إسرائيل) وأوقف قادة المؤسسة السياسية والعسكرية على قدم واحدة مع عدِّه خطراً على الأمن القومي الإسرائيلي في كيان اعتاد على حروب بحليف خارجي.

وقع فيروس (كورونا) في (إسرائيل) مخيف، فهو علاوة على أنه وباء عالمي أصبح يهدد بشكل خطير الأمن والاقتصاد الذي يعد أهم ركائزه وهو يعيش حالة اضطراب رغم خطط وزارة الصحة والجيش للتعامل مع سيناريوهات الوباء.
 
وجاءت أزمة كورونا على الاحتلال في وقت عجز فيه عن تشكيل حكومة وسط انقسام وتفكك سياسي، وتعاظم خطر فيروس لا تجدي معه إمكانات (إسرائيل) العسكرية والأمنية التي تفوقت وتفاخرت بها دوماً.

وكانت وزارة الصحة الإسرائيلية أعلنت ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا إلى 1442 بعد تشخيص حالات جديدة، منهم 29 بحالة خطيرة، فيما قالت القناة 13 العبرية محذرةً: “إسرائيل على خطى إيطاليا”.

جزء من الأزمة

لا شك أن (إسرائيل) جزء من الأزمة العالمية مع تفشي فيروس كورونا مع وضوح هشاشة النظام العالمي في مواجهة أخطار بيولوجية وجرثومية أتت من باب غير متوقع.

وكانت (إسرائيل) حذرت قبل أيام أطرافا عربية من تعريض أمنها للخطر، واستغلال أزمة كورونا في ظل انشغال العالم وحلفاء الاحتلال كلٌّ بوضعه الداخلي.

ويقول محمد مصلح الخبير في الشئون الإسرائيلية، إنَّ أولويات تطوير دول العالم للسلاح التكنولوجي والأدوات القتالية الأخرى، وضخ أمواله نحوها، أثبت خطأه في الاستعداد لحروب المستقبل التي أطل منها خطر كورونا.

العجز العالمي و(إسرائيل) جزء منه قد يدخل مرحلة فقدان السيطرة على انتشار الفيروس الذي كشف ضعف (إسرائيل) وأغرى أعداءها على النيل منها كما يردد قادة الاحتلال.

ويضيف: “تواجه إسرائيل الآن خطراً خارجيًّا في ظل أزمة الفيروس من أعدائها، وكذلك خطراً داخليًّا مع تفكك نظامها السياسي والاجتماعي”.

وحلّ كورونا على (إسرائيل) مع عجزها المستمر في تشكيل حكومة جديدة بعد 3 جولات انتخابات، وفشل ديمقراطيتها التي تغنت بها عن تجاوز أحلام اليمين وحسابات (نتنياهو) الشخصية متمسكاً بكرسي الحكم.

ويرى د. ناجي البطة، الخبير في الشئون الإسرائيلية، أن (نتنياهو) متمسك بالبقاء في رئاسة الحكومة، وإلا دخل السجن وهو يعدّ نفسه قائدا تاريخيا بعد (بن غوريون وهرتزل).

ويتابع: “دخل نتنياهو في ثقافة العرب متمسكاً بموقعه، واليوم ربما يرفض قرار المحكمة العليا لانتخاب رئيس جديد للكنيست، والليكود لن يسلم بما سيجري، وهذا جديد على السياسة الإسرائيلية والديمقراطية”.

الأمن والاقتصاد

قبل أسابيع خرج (نتنياهو) على وسائل الإعلام متباهياً بتقدم الاحتلال الاقتصادي والتكنولوجي الذي يستثمره لفتح الأبواب المغلقة في التطبيع والدبلوماسية مع دول العالم.

يقول الخبير مصلح: إن المال هو محرك دولة (إسرائيل)، وإن خسارة مليارات الشواكل ستعطل البرامج الأمنية والاقتصادية، وإن صرف المال على الأمن والجيش كشف خللا في مواجهة كورونا التي عززت معاناة صحيةّ.

وخرج (نتنياهو) اليوم مصرّحا: “قد نصل إلى مليون مصاب في غضون شهر، وأكثر من 10 آلاف حالة وفاة بفيروس كورونا”، وهو ما يدلل أن الأوقات العصيبة بدأت بالفعل.

ويشير د. ناجي البطة الخبير في الشئون الإسرائيلية، أن أزمة كورونا كشفت صراع وزارة الصحة ووزارة المالية منذ بدء الأزمة، فبينما طالبت الصحة وقف أشكال الحياة كحل ظهرت خشية المالية من انهيار الاقتصاد.

ويضيف: “استمرار الأزمة يعرض اقتصاد إسرائيل للانهيار، والاقتصاد أهم عنوان بعد العمل العسكري والسياسي لديهم، فهم دولة جاذبة للاقتصاد و70% من مرافقه الآن متوقفة والخسارة بمليارات الشواكل واحتمال بقاء 560 ألف شخص عاطل عن العمل”.

الاحتلال تعامل حتى الآن بعنصرية مع الفلسطينيين في أزمة (كورونا)، فقد رفض إمداد غزة ومدن الضفة بالمساعدة الطبية، وفرض طوقاً أمنيًّا على الفلسطينيين.

يقول اللواء يوسف شرقاوي الخبير العسكري: إن الاحتلال طرد أحد المصابين، وفرض على العمال في الخط الأخضر البقاء في أماكنهم، بينما رفض إرسال مواد طبية لغزة المحاصرة، وربما يلجأ للاستعانة بعمال عرب لسد حاجته من العمالة إن تطوّرت الأزمة.

حرب جديدة

ولا تزال (إسرائيل) تمضي في منح العمل العسكري والأمني أولوية بينما جاءتها أزمة كورونا كغيرها من نافذة لم تعتد التعامل معها، فجمّدت كافة إمكاناتها التي تتفاخر بها.

وكان رئيس، “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة “تل أبيب”، (عاموس يدلين)، قال في مقال نشرته صحيفة إسرائيلية: “توجد لفيروس كورونا تبعات على مجال الأمن القومي، وبالإمكان مواجهته بمساعدة الخبراء”.

وعدَّ أن: “الفجوة الأهم الآن في مواجهة الفيروس هي في المجال الاستخباري وصوره في وسائل الإعلام، وأشار إلى أن إدارة الأزمة تعمل وفق معلومات استخبارية جزئية وغير موثوقة ستجرّ خطوات شاملة وضررا واسعا للاقتصاد.

ويؤكد مصلح أن (إسرائيل) اعتادت خوض الحروب بحلفاء أقوياء أهمهم الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الحلفاء الآن كلهم مشغولون بأزمة كورونا.

ويتابع: “أمريكا مشغولة بأزمتها مع كورونا، وأوروبا تعيش الأزمة، ولم ينجد بعض دولها سوى المنظومة الاشتراكية مثل روسيا والصين، بينما منظومة أوروبا الآن مكشوفة، وإسرائيل بدون حليف”.

حسابات المؤسسة العسكرية تتقدم كافة الحسابات في دولة يملكها الجيش حسب وصف اللواء يوسف شرقاوي الخبير العسكري الذي تابع تقييم أزمة كورونا في “إسرائيل” كأهم حدث بعد حرب عام 1948م.

ويصنّف شرقاوي تعامل المؤسسة العسكرية مع كورونا كجزء من الحروب الجرثومية والكيماوية التي لـ”إسرائيل” خبرة فيها خاصّة في ظل صراعها مع إيران الساعية لامتلاك سلاح نووي.

ويتابع: “إسرائيل تدعي عدم الجهوزية، وأعتقد أنها تكذب، فقد خرجت بإجراءات عندما كانت خائفة من الحرب الإيرانية-العراقية وفي حرب الخليج، لكن القلق الآن من محدودية وأداء الجيش”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...