الجمعة 14/يونيو/2024

ريتال وسالي.. نيران السوق تلتهم الطفلتين وهديتهما!

ريتال وسالي.. نيران السوق تلتهم الطفلتين وهديتهما!

يخيّم الحزن على أسرة محمد عيد بعد أن فقد ابنتيه “سالي وريتال” في حريق سوق مخيم النصيرات (وسط قطاع غزة) الهائل الذي أودى بحياة وإصابة عشرات الضحايا.

تتجمد الكلمات فوق لسان الأب وهو يروي رحلة البحث عن ابنتيه التي انتهت بالعثور عليهما جثتين في ثلاجة الموتى من الصعب التعرّف على ملاحهما.

ولا يزال سكان مخيمي البريج والنصيرات منشغلين بأحوال الجرحى في حريق النصيرات الذي اندلع بعد تسرب غاز من صهريج أحد المخابز التهمت بعده النيران عشرات المواطنين وقضت على عشرات المحلات والمركبات.

هدية وسط النيران

طلبت سالي من والدها الذهاب للسوق كي تشتري هدية لشقيقتها وتعود فأصرت شقيقتها ريتال على مصاحبتها أثناء الاستعداد لزيارة شقيقتهما الكبرى المتزوجة.

في خيمة العزاء يغالب السيّد محمد عيد دموعه متحدثاً عن الساعات الأولى من صبيحة الفاجعة التي خرجت فيها (ريتال 3 أعوام، وسالي 16 عاما)، ولم تعودا. 

يقول الأب لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “تأخرتا في السوق ساعتين، فخرجت للبحث عنهما ورأيت الحريق، ثم بدأت أسأل عربات الإسعاف، وذهبت للمستشفى لكنني لم أجدهما”.

قسم الأب والأم والجدة أنفسهم للبحث عن “سالي وريتال” في مستشفيات قطاع غزة فلم يعثرا على شيء حتى عاد الأب لمستشفى الأقصى بدير البلح.

ويتابع: أخبرني أحدهم لماذا لا تبحث في ثلاجة الموتى؛ فدخلت لها ولم أعرف ملامح ريتال (3 سنوات) ولم أعرفها سوى من حذائها، أما سالي فلم يدلني عليها سوى ساعتها التي كانت في معصمها”.

وفقد عيد عصفورة البيت (ريتال 3 سنوات) التي كانت تصرّ على المبيت بجواره في الفراش وقد حدثته صبيحة الحريق بأحلام غريبة أثارت انتباهه دون تفسير.

غياب إلى الأبد

وظهرت والدة ريتال وسالي في مقطع فيديو تناقله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وهي تتحدث عن حالة القلق ورحلة البحث عنهما بعد اندلاع الحريق.

وقالت الأم: “ناديت وبحثت في كل مكان فلم أجدهما، وعندما تأكدت أنهما ذهبتا للمحل المحترق تأكدت أنهما احترقتا، لم أعرفهما بعد الوفاة والحريق. ابنتي سالي إنسانة بسيطة جداً، آخر كلمة قالتها لي: أختي أحضرت لي هدية، وسأذهب لشراء هدية لها”.

وتعجبت الأم من ملازمة طفلتها ريتال (3 سنوات) لها في صباح الحريق متابعةً: “أزمة الكهرباء قتلت أولادنا. لا يوجد نظام ولا قانون يمنع تكرار هذه الأحداث، نريد حلًّا لأزمة الكهرباء حتى لا تتكرر الحرائق”.

ويحاول الطفل (محمد 11 عاما) شقيق الضحايا السيطرة على مشاعره متحدثاً لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” عن اللحظات الأخيرة من حياة شقيقتيه.

ويضيف: “قالي أمي اذهب وابحث عنهما، فلم أجدهما في بيت جدّي، وعندما سمعت أخبار الحريق لم أعرف إن كانتا بين الضحايا أم لا”.

ولا ينسى محمد آخر حوار دار بينه وبين سالي قبل يومين من وفاتها عندما طلب منها إحضار ملابس المدرسة، فأخرجت سالي بعض الأغطية، وأخبرت أمها بضرورة أن تغطيها بها عندما تموت.

ويتابع: “أفتقد أختي سالي وأفتقد ريتال التي كنت ألعب معها كل يوم؛ فقد كنا نقول عنها العصفورة الصغيرة. الآن عندما أدخل البيت لا أجدهما”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات