تجفيف الينابيع وثورة المساجد

قبل قرابة عقدين من الزمن التقى وزراء داخلية عرب وشاركهم اللقاء وزير الداخلية الصهيوني، وكان موضوع المؤتمر محاربة الإرهاب وكان من توصياتهم تجفيف ينابيع الإرهاب والتي عدوها خطرة جدا وهي التي تنتج وتصنّع الإرهاب، إنها المحاضن التي تُرضّع روادها فتعيد ترتيب جيناتهم الوراثية لتزرع في أعماقهم الإرهاب والعنف والجهاد، وكلّ ذلك في تصوراتهم إرهاب ولا داعي للتفصيل ورؤية الجهاد ومقاومة من يمارس الإرهاب.
وفي هذا السياق، عدت المساجد والأنشطة الروحية والثقافية من أخطر الينابيع التي لا بدّ من تجفيفها، وإن كان ولا بدّ فيجب أن تكون شكلية لا روح فيها ولا سياسة ولا واقعية ولا تحررية ولا شأن لها بالواقع ومعطياته، وفي فلسطين عليها أن تنأى بنفسها عن كل ما يمسّ المحتل لا من قريب ولا من بعيد، على الناس أن يرضعوا ما يجعلهم مسالمين موادعين مهادنين متعايشين مع الواقع الذي يخضع للاحتلال ولا يشكل له أي إزعاج أو خطر أو ضرر.
لقد دخل على هذا المصطلح أمران رغم كل الجهود الممنهجة والحثيثة لجعله واقعًا مجفّف الينابيع:
الأمر الاوّل عادت المساجد لتكون رقما صعبا في المعادلة التي تحيي القلوب وتشحذ الهمم نحو مقارعة المحتلّ والعودة بقوة لجعله نقيضا دائما للحق الذي جاء به الدين. وأجمل ما في الأمر هذه العودة الميمونة لصلاة فجر يوم الجمعة.
ظهور دور مواقع التواصل الاجتماع كإعلام حرّ وتوعية سريعة حرّة وجريئة، ورغم كل محاولات الإشاعة بعاقبة كل من يكتب بحريّة إلا أن الخرق قد اتسع على الراتق ولم يعد بوسعهم أن يحاصروا العقل والروح التي انطلقت عبر هذه المساحة التي وفّرت للشعوب المقموعة.
لم يعد بوسعهم تجفيف الينابيع، بالعكس فقد أصبح تثوير الينابيع واقعا لا بدّ منه، لقد أمعنوا في امتهان الكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني وشعوبنا العربية والتي كان آخرها ما سمي بصفقة القرن، هذه التي بلغ الامتهان فيها ما لم يبق أية ذرّة للكرامة الإنسانية، لقد ساهموا من حيث لا يحتسبون في تفجير الينابيع من جديد، هدموا أركان ما بنوا تلبية لجبروت غرورهم، الإمعان في الظلم هو أعظم تحريض للمظلوم أن يعود إلى عنفوانه وأن تعود ينابيعه إلى جريانها المتدفّق.
لقد كان للمسجد عبر التاريخ دور عظيم في بثّ الروح وإحياء الهمم وبعث العزائم النبيلة، وكانت منطلقا للثورة والتغيير، ونذكر منها عز الدين القسام وانطلاقه من المساجد وفي انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى كان لهما دور كبير، واليوم ستبوء كل محاولات التجفيف بالفشل، ستعود الأمور سيرتها الأولى ولن يحول حائل مهما بلغ مكره من المسجد ودوره الحقيقي الفاعل بإذن الله.
المصدر: فلسطين أون لاين
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تعليمات عسكرية لجنود الاحتلال تسهل عملية قتل الفلسطينيين بالضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليمات الخاصة بإطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة،...

ثلاث بلديات وسط غزة تعلن مناطق نفوذها منكوبة غير قابلة للعيش
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت ثلاث بلديات وسط قطاع غزة، مناطق نفوذها "منكوبة غير قابلة للعيش" إثر تدمير الاحتلال الإسرائيلي مناحي الحياة...

الاحتلال يهدم 5 مساكن في مسافر يطا جنوب الخليل
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، خمسة مساكن وكهفا، في خلة الضبع التابعة للمجلس القروي في التوانة...

حماس: تصريحات ترامب عن شراء غزة عبثية وتعكس جهلا عميقًا بفلسطين
المركز الفلسطيني للإعلام استنكر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن “شراء وامتلاك غزة” ، ووصفها بأنها...

مصر تستهجن مزاعم نتنياهو وتؤكد تضامنها مع أبناء غزة البواسل
القاهرة - المركز الفلسطيني للإعلام عبرت وزارة الخارجية المصرية عن استهجانها التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو...

الاحتلال يصعد عدوانه في جنين .. اشتباكات وتفجير وإحراق منازل في السيلة الحارثية
جنين- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال في ساعة مبكرة من فجر اليوم الاثنين، عدواناً على بلدة السيلة الحارثية غرب جنين. وذكرت مصادر محلية أن...

ارتقاء شهيد باشتباك مع قوات الاحتلال بمخيم نور شمس
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب فلسطيني في مخيم نور شمس للاجئين، شرقي مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية المحتلة، مساء اليوم الأحد؛ هو...