عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

تجفيف الينابيع وثورة المساجد

وليد الهودلي

قبل قرابة عقدين من الزمن التقى وزراء داخلية عرب وشاركهم اللقاء وزير الداخلية الصهيوني، وكان موضوع المؤتمر محاربة الإرهاب وكان من توصياتهم تجفيف ينابيع الإرهاب والتي عدوها خطرة جدا وهي التي تنتج وتصنّع الإرهاب، إنها المحاضن التي تُرضّع روادها فتعيد ترتيب جيناتهم الوراثية لتزرع في أعماقهم الإرهاب والعنف والجهاد، وكلّ ذلك في تصوراتهم إرهاب ولا داعي للتفصيل ورؤية الجهاد ومقاومة من يمارس الإرهاب.

وفي هذا السياق، عدت المساجد والأنشطة الروحية والثقافية من أخطر الينابيع التي لا بدّ من تجفيفها، وإن كان ولا بدّ فيجب أن تكون شكلية لا روح فيها ولا سياسة ولا واقعية ولا تحررية ولا شأن لها بالواقع ومعطياته، وفي فلسطين عليها أن تنأى بنفسها عن كل ما يمسّ المحتل لا من قريب ولا من بعيد، على الناس أن يرضعوا ما يجعلهم مسالمين موادعين مهادنين متعايشين مع الواقع الذي يخضع للاحتلال ولا يشكل له أي إزعاج أو خطر أو ضرر.

لقد دخل على هذا المصطلح أمران رغم كل الجهود الممنهجة والحثيثة لجعله واقعًا مجفّف الينابيع:

 الأمر الاوّل عادت المساجد لتكون رقما صعبا في المعادلة التي تحيي القلوب وتشحذ الهمم نحو مقارعة المحتلّ والعودة بقوة لجعله نقيضا دائما للحق الذي جاء به الدين. وأجمل ما في الأمر هذه العودة الميمونة لصلاة فجر يوم الجمعة.
ظهور دور مواقع التواصل الاجتماع كإعلام حرّ وتوعية سريعة حرّة وجريئة، ورغم كل محاولات الإشاعة بعاقبة كل من يكتب بحريّة إلا أن الخرق قد اتسع على الراتق ولم يعد بوسعهم أن يحاصروا العقل والروح التي انطلقت عبر هذه المساحة التي وفّرت للشعوب المقموعة.

لم يعد بوسعهم تجفيف الينابيع، بالعكس فقد أصبح تثوير الينابيع واقعا لا بدّ منه، لقد أمعنوا في امتهان الكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني وشعوبنا العربية والتي كان آخرها ما سمي بصفقة القرن، هذه التي بلغ الامتهان فيها ما لم يبق أية ذرّة للكرامة الإنسانية، لقد ساهموا من حيث لا يحتسبون في تفجير الينابيع من جديد، هدموا أركان ما بنوا تلبية لجبروت غرورهم، الإمعان في الظلم هو أعظم تحريض للمظلوم أن يعود إلى عنفوانه وأن تعود ينابيعه إلى جريانها المتدفّق.

لقد كان للمسجد عبر التاريخ دور عظيم في بثّ الروح وإحياء الهمم وبعث العزائم النبيلة، وكانت منطلقا للثورة والتغيير، ونذكر منها عز الدين القسام وانطلاقه من المساجد وفي انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى كان لهما دور كبير، واليوم ستبوء كل محاولات التجفيف بالفشل، ستعود الأمور سيرتها الأولى ولن يحول حائل مهما بلغ مكره من المسجد ودوره الحقيقي الفاعل بإذن الله.

المصدر: فلسطين أون لاين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...