الأحد 05/مايو/2024

معمرو فلسطين يحكون شهاداتهم على النكبة بلغات عالمية

معمرو فلسطين يحكون شهاداتهم على النكبة بلغات عالمية

قالت الفلسطينية سهيلة صبحي الششتاوي (90 عاما)، “عمر بيتنا أكبر من عمر إسرائيل، بناه جد والدي لأمي من الحجر، وهو من عائلة الوعري”.

وأضافت بأسى: “ذهبت قبل سنوات لرؤية بيتنا، ولكن عدت دون أن يسمح لي برؤيته، صورة البيت ما تزال مرسومة في ذاكرتي كأنه أمامي الآن، ما يزال في قلبي حسرة، عشت فيه طفولتي، وأتمنى أن يتاح لي رؤيته قبل أن أموت”.

هذا ما صرحت به سهيلة قبيل إشهار كتاب، “ذاكرة فلسطين 1948” وهي تجلس بثوبها التقليدي المطرز في زاوية من “جاليري الأندى” بعمّان تنتظر كطفلة حفل إشهار الكتاب لمؤلفته كريس كونتي، وتصوير التاير السانتارا بمشاركة فريق من المؤرخين والمصممين، وتقدم فيه سهيلة شهادة بعنوان: “فتاة من القدس.. قمة الجذور”، وفق الجزيرة.

لسان الشهود
حفل الإشهار -الذي حضره عدد من كبار السن الذين أدلوا بشهاداتهم- قالت فيه المؤلفة: “ليس مهما من هو المؤلف لأن أصحاب الكتاب هم الذين قدموا شهاداتهم”.

وأكدت للجزيرة نت أن موضوع الكتاب أهم من اسم المؤلفة، وأشارت إلى أنه: “من الممكن أن يكون اسم المؤلف على الكتاب ولكن الكتاب يخص الفلسطينيين”.

وتابعت بأن الكتاب ليس تاريخيًّا بالمعنى التقليدي؛ “إنما هو تدوين لما حدث وشاهدناه بلسان شخصيات من كل فئات المجتمع” وما تزال ظلال النكبة التي وقعت عام 1948 شاهدة على الحدث.

وأردفت: “الكتاب ليس للفلسطينيين وحدهم، وإنما لكل العالم، ليعرفوا ويحسوا ما حدث للفلسطينيين من مآسٍ “مستدركة أن الكتاب يحوي ذكريات هؤلاء وقصصهم الإنسانية من خلال رواية أصحابها.

المكابدة والأمل
وعن رحلتها مع الكتاب الذي طبع بالإنجليزية والفرنسية، وستصدر نسخة ثالثة بالإسبانية، قالت كونتي: “إن التصدي للقضايا الإنسانية علمني قيمة العمل الشاق، وأن أواصل التحدي رغم الصعاب للوصول إلى تغييرات إيجابية، وقد أفدت من تجربة هؤلاء الذين استطاعوا أن يعلموني معنى المكابدة والأمل”.

الكتاب لم يحمل اسم المؤلفة الفرنسية من أم تشيلية الصريح لسبب لم تفصح عنه، ولكنها أشارت إلى أن الموضوع أهم من المؤلف، والكتاب يتناول شهادات لعدد من المعمرين من الرجال والنساء حول ذكرياتهم في فلسطين قبل النكبة عام 1948 والتي لم تعرفها الأجيال المعاصرة، وخصوصا بعد تشتتهم في جهات الأرض.

وتتناول المؤلفة حياة هؤلاء بعيد النكبة ومواجهتهم لتحديات الحياة وصنعوا من المأساة شكلا جديدا للحياة، يتمثل في حكاية كل واحد منهم عن حياة جديدة.

قصة حياة
إلى ذلك قالت المشاركة تحريرا في الكتاب الدكتورة فلسطين نيلي (والدها فلسطيني من بيت لحم وأمها ألمانية) وهي متخصصة في التاريخ الفلسطيني: “قرأت القصص والحكايات وقمت بالتوثيق والشرح، وكذلك الخرائط وكتابة المقدمة التي تركز على صمود الناس وشقهم للحياة، ومقدرة الإنسان على البقاء، وكيف عاش حياته رغم المأساة”.

وتابعت:  “عشت في ألمانيا، ولكن يهمني معرفة قصص الحياة التي تعطينا البعد الإنساني لأحداث نقرأ عنها ورأيناها في عيون كل شخص له قصة، وله طريقة في حكاية قصته، وهي ليست قصة ضحايا، وإنما نضال هؤلاء الناس لمواجهة الحياة”.

من جهتها قالت مجدولين الغزاوي، مديرة جاليري الأندى: “الكتاب مهم، وهو عن أشخاص ممن عاصروا، وشهدوا النكبة عام 1948″ والمهم فيه أن الكثير ممن عاصروا الحدث نفقدهم مع الزمن، وهؤلاء ممن استطاعت المؤلفة اللقاء معهم، وهم يمثلون شرائح مختلفة بين رجال دين وتجار وأدباء ومؤرخين، وناس عاديين”.

وأضافت مجدولين للجزيرة نت، أن تنظيمها لحفل الإشهار جاء من إيمانها أن “الفن وسيلة لخدمة القضايا الإنسانية”.

المنتصر يدوّن التاريخ
أما الفنان والسياسي والباحث هاني حوراني، فقال إن الكتاب كما تورد المؤلفة: “محاولة لإظهار صوت الضحايا، لأن المنتصر هو الذي يدون التاريخ ويكتبه” مستدركا للجزيرة نت أن الكتاب مهم لجهة نصوصه والصور التي رافقت النصوص من القدس الشرقية، وهو يمثل إضافة للمكتبة، ووصف حفل الإشهار بأنه: “كان حميميًّا وغير عادي”.

وينقسم الكتاب لفصلين، الأول حوى النصوص والشهادات، والثاني ضم مجموعة صور من القدس أبرزت جماليات المدينة المقدسة وكذلك لقطات من الحياة العامة (المعتادة) في فلسطين.

وتطلب إنجاز الكتاب نحو ثلاث سنوات بحسب كونتي، مبينة أن اختيارها للغات العالمية جاء لأنه موجه للأشخاص غير المتحدثين بالعربية ليعرفوا الحقيقة، وللأجيال الفلسطينية في الشتات.

بلغات العالم الحية
ضمت النسخة الفرنسية نحو 15 شخصية، والنسخة الإنجليزية نحو عشرين شخصية من المعمرين الفلسطينيين، ومن موضوعات الكتاب: “المعركة القانونية لإحياء الوعي الفلسطيني” (فؤاد شحادة، 94 عاما)، “الغريب” (الناقد فيصل دراج، 76 عاما)، “حارس شجرة الزيتون” (سليمان حسن، 76 عاما) الذي حمل الكتاب صورته على الغلاف.

كما اشتمل الكتاب على شهادة بعنوان “مذبحة الدوايمة” التي راح ضحيتها نحو سبعمائة قتيل (رشيدة هديب، 80 عاما)، “الأرض التي أطعمتنا” (عبد الرحمن النجاب، 83 عاما) وأخرى عن ماجد أبو شرار الذي اغتيل عام 1981 “الناصرة” (سميرة كباس خوري، 90 عاما)، “الغائب” (أميمة مهتدي العامي، 83 عاما)، “المدرس” (صلاح الدين صالح عيسى، 83 عاما)، “الأحجار الحية في حيفا” (سعاد قرمان، 91 عاما).

كما احتوى على شهادات بعنوان “من غزة إلى ريو” (محيي الدين الجمال، 88 عاما)، “أم العودة” (حليمة محمد مصطفى، 76عاما)، “البطريرك” (رجل الدين ميشيل صباغ، 86 عاما)، “المرأة الفلسطينية” (الفنانة تمام الأكحل، 81 عاما)، “اليوم الذي أنفذ بتيير” (حسن إبراهيم حربوك، 90 عاما)، “العودة لبيتنا فلسطين” (إلهام أبو غزالة، 80 عاما)، “التشيليون من أصل فلسطيني” (نيكول شهوان، 84 عاما)، “الحرية لصوفي” (محمد تيجاني، 93 عاما).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...