الجمعة 31/مايو/2024

تهديدات نتنياهو بشن عدوان على غزة.. دعاية انتخابية مكررة

تهديدات نتنياهو بشن عدوان  على غزة.. دعاية انتخابية مكررة

رغم حالة الدعم المطلق التي نالها رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، فإن ثمّة علاقة بين زمان التهديد بشن عدوان واسع على غزة ومعركة الانتخابات الإسرائيلية.

وكان نتنياهو لوّح بشن عدوان واسع على غزة قبل إبرام انتخابات الاحتلال خلال لقائه برؤساء مجالس الاستيطان في الجنوب. وانتخابات الكنيست (البرلمان) المقررة في مارس/آذار، وهي الثالثة خلال عام واحد.

 وشنت طائرات الاحتلال غارات متكررة في الأيام الماضية تجاه مواقع المقاومة، رفعت فيها وتيرة التصعيد، متذرعة باستمرار وصول البالونات الحارقة من غزة نحو مستوطنات الجنوب.

وجاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات من تصريح أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي أعلن فيها أن عددا من الأسرى الإسرائيليين لدى القسام أصيبوا في قصف إسرائيلي على غزة العام الماضي. 

حسابات انتخابية
كل المساحيق السياسية لم تفلح حتى الآن بإخفاء وجه نتنياهو الحقيقي وهو يواجه تهماً بالفساد وسوء استخدام السلطة قد ترفع عنه الحصانة وتدخله القفص.

ويقول مصطفى الصوّاف، المحلل السياسي، إن نتنياهو يحاول تجميل صورته الانتخابية أمام الرأي العام الإسرائيلي، وإن من المستبعد خوضه عدوانا قبيل انتخابات الكنيست. 
 
ويضيف: “يتلقى نتنياهو انتقادات متعددة، فخصمه الجنرال بيني غانتس وصفه بأنه غير صالح، وأنه يمارس دجلاً كبيراً، غزة ليست لقمة سائغة، وربما يدفع ثمن هذه المغامرة.

وكان غانتس زعيم حزب “أزرق أبيض” كرر انتقاداته مؤخراً لأداء نتنياهو السياسي حتى وصفه بأنه “حوّل المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر-الكابينيت- إلى سيرك، هو يبدل وزراء الجيش مثلما يبدل جواربه”.

ويرى اللواء يوسف شرقاوي، الخبير في الشئون العسكرية، أن شن نتنياهو عدوانا على غزة مسألة محتملة؛ لأنه بحاجة لنصر عسكري وترميم صورته المتضررة.

ويتابع: “غزة الحلقة الأكثر قرباً للتصعيد من جبهة الشمال، يريد مراكمة نصر بعد اختراقه جبهات سياسية كان آخرها لقاؤه مع قيادة السودان”.

وينال نتنياهو دعماً مطلقاً في “صفقة القرن” التي أعلن عنها ترمب رئيس الولايات المتحدة الشهر الماضي، والتي تحدثت عن نزع سلاح المقاومة بغزة، فيما يرى مختصون أن الصفقة تعد انكفاءة على ثوابت القضية الفلسطينية التي كفلت الشرعية الدولية حقها في مقاومة الاحتلال.

تصعيد متدحرج
دوماً تدحرجت كرة التصعيد في غزة لتبدأ من قصف أو اغتيال يدفع المقاومة للرد يتطوّر معه الميدان لعدوان واسع تأبى فيه “إسرائيل” إلا أن تكون صاحبة الرصاصة الأخيرة.

تصريح القسام الأخير عن أسرى الاحتلال حاول إلقاء حجر في المياه الراكدة، ودفع أهالي الجنود للضغط على حكومتهم من أجل تغيير سياستها نحو غزة.

وكان تصريح أبو عبيدة خاطب الاحتلال قائلاً: “في الوقت الذي يترك فيه العدو أسراه الذين أرسلهم للعدوان في قطاع غزة منذ عام 2014 غير آبه بمصيرهم المجهول، فإن القسام تعلن حقيقة أخفتها منذ مايو الماضي حين قصف العدو العمارات المدنية والأمنية، وأن عددا منهم أصيبوا، وأن القسام تتحفظ في كشف مصيرهم”.

ويؤكد مصطفى الصوّاف أن جيش الاحتلال يتصرّف حتى الآن بخطوات محسوبة في جولات التصعيد، وأن المقاومة في الوقت ذاته تضبط نفسها أمام العدوان المتكرر.

ويتابع: “في نهاية الأمر نحن نتجه نحو عدوان قد يستغرق أياما قليلة، وأن الأدوات الخشنة التي تمارسها مقاومة غزة الشعبية لا تنفصل عن نفس طويل للمقاومة لو بدأ عدوان الاحتلال”.

أما اللواء يوسف شرقاوي فيشير أن وتيرة التصعيد ارتفعت درجة مؤخراً، وأن المقاومة لن يطول صبرها دون ردود، لذا فمشهد العدوان سيتكرر وفق نمط التدحرج.

وتشهد غزة تطورات ميدانية يومية يمارس فيها الاحتلال قصفا متكررا على قطاع صغير يعيش تحت الحصار، وأزمات مفتعلة في كل مناحي الحياة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات