الجمعة 03/مايو/2024

خبير فلسطيني: خطورة صفقة القرن تحتم الوحدة على الفلسطينيين

خبير فلسطيني: خطورة صفقة القرن تحتم الوحدة على الفلسطينيين

أكد علاء أبو عامر أستاذ العلاقات الدولية أن خطورة صفقة القرن تحتّم على الفلسطينيين أن يتوحّدوا ويتخذوا موقفا لمجابهة الاحتلال المدعوم أمريكياً.

وأشار أبو عامر في مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن مرور الوقت دون موقف فلسطيني قوي سيجعل العالم من حولهم يتقبّل مخطط الصفقة في ظل ضعف الموقف العربي عامةً وتخاذل دول أخرى.

نص المقابلة:

كيف قرأت خطاب ترامب الذي أعلن فيه عن صفقة القرن كمشروع جديد للتسوية الفلسطينية-الإسرائيلية؟

أول شيء هذا خطاب متوقع وليس جديداً، من عام 2017 أعلنت صفقة القرن وتسرّب منها الكثير من قبل صناعها مثل (فريدمان) السفير الأمريكي في (إسرائيل) و(كوشنير) و(غرينبلات) وأضيف آخرون، أغلب من عمل في هذه الصفقة هم مستوطنون وصهاينة.

انظر إلى ما قاله صائب عريقات قبل أيام أن هذه الصفقة عُرضت على السلطة عام 2011م ورفضتها، أفكارها بالية ولا يمكن لأي فلسطيني لديه أدنى درجة من المرونة أن يمررها فهي لا يقبلها عقل، وهذا أيضاً ما قاله أعضاء كونجرس أمريكيين ولاحقاً كتاب يهود وإسرائيليين في الصحافة الإسرائيلية.

لا يمكن اختزال الحقوق الفلسطينية في إطار صفقة لا تمت للواقع بصلة ولا تصنع سلاماً عادلاً أو أي نوع من السلام.

هل ممكن أن ترى الصفقة النور في ظل الواقع السياسي العربي والفلسطيني؟

ما سمعناه حتى قبل مؤتمر المنامة هو موقف عربي متخاذل، لا أقول إن الموقف العربي كله تقبّل ما يُقال وما شاهد ولكن ربما ما جرى لا يعكس الواقع.

العرب باعتقادي لن يقبلوا ما جرى، الواقع العربي بعد الربيع العربي وتضرر مواقف مصر والعراق وسوريا الآن هم في حالة سيئة في حين صعدت إلى حد ما ملكيات ضعيفة وأضحت نسبياً هي من تقود الموقف العربي.

المنطقة أصبحت بلا قائد فعلى، والعرب فقدوا استقلال مواقفهم وهم في حالة إذعان الآن للأمريكان خوفاً على عروشهم وترمب يهددهم بالإسقاط والاستهداف بعد أن شاهدوا نماذج جرى استهدافها من قبل بجوارهم مثل لبنان وتركيا، لذا الموقف الآن مخزٍ ولا يعبر عن الأمة العربية.

الطرف الفلسطيني أكثر المعنيين بالأمر كان غائباً ولا زال رافضاً لما جرى، ماذا بوسع الفلسطينيين سلطة ومنظمة تحرير وفصائل أن يفعلوا؟

من عام 2000 عندما سقطت كامب ديفيد الثانية وعاد الرئيس عرفات وقال إنهم لا يريدون سلاماً إنهم يريدون استسلاماً، منذ تلك اللحظة أعتقد أن مسار التسوية سقط.

بقي بعض الفلسطينيين يصف عرفات بأنه مغامر ورجل لا يسعى للسلام بل أحبط مسيرة السلام، هم الآن اكتشفوا أنهم مهما فعلوا ومهما تخلوا عن الكفاح المسلح وأي وسيلة للاحتجاج على الاحتلال وجدوا أنهم مهما قدموا لن يحصلوا على شيء.

بالعكس ما قدم لعرفات يومها كان أكثر من ذلك، سياسة المهادنة مع الاحتلال جاءت بنتائج عكسية، وجسور الثقة التي قدموها للصهاينة تبيّن أنها أدت لتضرر في نظرة الاحتلال للكل الفلسطيني سلطة وفصائل، ورأى الاحتلال أنهم مجموعة يخافون ويشترون بالمال والامتيازات، ويمكن تمرير أي شيء رغماً عنهم.

كل ما قدموه جعل الموقف السياسي من طرف الاحتلال متناقضا وشجع الصهاينة للإقدام على هذه الصفقة في ظل إدارة ترامب.

رؤية ترمب تجاوزت قرارات الشرعية الدولية التي كانت أساساً للقضية الفلسطينية برأيك لماذا قفز عن رصيد الحقوق الفلسطينية المدعومة بالقرارات الدولية؟

احتج الروس على اعتراف ترمب بحق الاحتلال في الجولان العام الماضي وقالوا له هذا يقوّض القانون الدولي في الإقليم فرد عليهم بالقول إن هذا التجاوز يتعلّق فقط بالصراع العربي-الإسرائيلي أما في بقية القضايا نحن ملتزمون.

ما يجري استخفاف بالعرب وحقوقهم في القانون الدولي الدول الغربية لو عارضت بشكل شكلي تبقى موافقة في نفسها بل ربما تمدّ الأمر بالقوة والدعم.

فكرة الاستعمار تتناقض مع كل شيء أخلاقي فكيف من الممكن أن يحتل شعب ويطرد ويزرع كيان احتلال بدلاً منه!.

ما هي أبعاد المسحة الدينية الصهيونية واليهودية التي خيمت على كلمتي (ترمب وتنياهو)؟

ما جرى في خطة صفقة القرن هو من منظور ديني وتوراتي ليس له علاقة بالقانون، المذهب البروتستنتي يؤمن بفكرة عودة المسيح الثاني وروح ما جاء به (مارتن لوثر) حين قال إن المسيح لن يعود إلى الأرض إلا إذا عاد اليهود لهذه الأرض.

هذا فكر يدعم الاحتلال الإسرائيلي كمصلحة وأمل لاهوتي لكنه بالأساس يتناقض مع تعاليم الديانة المسيحية واليهودية الحقيقية بل يعد معاديا لها.

استعمار الصهاينة لفلسطين يغلّف بغلاف ديني لكنه استعمار بأي حال ولديه مخطط سياسي أيضاً، البعد الديني يكمن في أنهم يعتقدون أن المسيح سيقف على جبل صهيون ويجمع شتات اليهود.

البروتستانتية المسيحية والاحتلال الآن هم من يحكم الولايات المتحدة، وهم من جاء ببريطانيا إلى فلسطين، وهذا فكر يقدّس كل كلمة في العهد القديم لكنه في الحقيقة متناقض مع المسيحية اليهودية والشرقية والمذهب الكاثوليكي والأرثوذكسي، هم يمررون أفكارا دينية بطابع سياسي.

الرئيس عباس قال إن أمريكا سعت لوعد (بلفور) وكانت خلف الستار وهذا متأصّل في السياسة الأمريكية والموضوع غير منحصر بـ(ترمب) ولكن حتى لو أتت حكومة ديمقراطية في أمريكا سيبقى دعم الاحتلال الإسرائيلي مصلحة أمريكية-إسرائيلية مشتركة.

وما هو الخطير الجديد في هذا البعد الديني؟

هم يسعون الآن لإنشاء ديانة إبراهيمية جامعة وهناك دول عربية للأسف تموّل هذا المشروع، ما يجري خطير جداً فهم يريدون استبدال التراث والدين الإسلامي بتراث جديد وجعله على مقاسهم لاستهداف القضية.

يستخدمون أدوات خبيثة مع عواصم عربية وإسلامية لتمرير عقيدة مصطنعة جديدة.

هل يواجه محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية مصير الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد فشل (كامب ديفيد) عام 2000م؟

منذ فترة قال الرئيس عباس إن طريق المفاوضات أغلق وإن الإسرائيليين يرفضون كل مسار للتسوية ونتنياهو نفسه رفض دعوة موسكو من قبل لاستكمال مسار التسوية ومقابلة عباس.

الرئيس عباس كان صاحب فكرة مخاطبة المجتمع الإسرائيلي واستنهاض قوى السلام وحل الدولتين من خلال عملية مفاوضات والقيادة الفلسطينية حالياً لا تستطيع طرح رؤية جديدة وما لديها من قرارات الأمم المتحدة يجعلها تتشبث بحل الدولتين والاحتلال إذا استمر في تهويد كامل فلسطين يكون عبارة عن (أبرتهايد).

عزام الأحمد القيادي في فتح قال لن نحل السلطة ولكن إذا تم حل السلطة فليس مأسوف عليها، أتوقع إن نجحت مصالحة حماس وفتح أن يكون تجديد للفكر السياسي وطرح رؤية جديدة.

المشهد الآن يعتمد بالأساس على ردة الفعل الفلسطينيين وهو غير اللا الكبيرة مفروض أن نرى شيء آخر.

إذا بقي الأمر دون موقف سيقضم الاحتلال الأرض قطعة قطعة وهناك فارق أن تكون فلسطين تحت الاحتلال وبين أن نسكت ويلام الفلسطيني دون حراك والشعب بوسعه أن ينتفض.

الكل يعلم أن أمن (إسرائيل) هو المحرك ولكن في ظل السكون بعد إعلان صفقة القرن سيبدأ العالم تقبّل ما جرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...