الخميس 09/مايو/2024

مصادرة الجرارات الزراعية بالأغوار.. هكذا تدمّر إسرائيل الأرض وتسلبها

مصادرة الجرارات الزراعية بالأغوار.. هكذا تدمّر إسرائيل الأرض وتسلبها

“لا أحد يقف معنا، وكل الحديث عن دعم صمود الأغوار لا يلامس الواقع، نسمع عن دعم صمود الأغوار بمسمى أنها مناطق مستهدفة، ولكننا نسمع قرقعة ولا نرى طحنا، فالمزارع والفلاح في الميدان لوحدهم بلا سند”.

بهذه الكلمات عبر المزارع أحمد دراغمة من طوباس لمراسلنا عن غضبه عقب مصادرة قوات الاحتلال لخمسة جرارات زراعية من سهل أم القبا في الأغوار الشمالية بذريعة أنها كانت تحرث الأرض في مناطق عسكرية مغلقة.

ففي الوقت الذي كان فيه المزارع غازي أحمد أبو محسن وآخرون  يحرثون أرضهم استعدادا لموسم مطري قادم، فوجئوا بدوريات الاحتلال تقتحم الأراضي وتقتاد الجرارات الزراعية إلى أحد معسكرات جيش الاحتلال.


null

نزيف خسائر متعمد

ويرى رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة أن قوات الاحتلال وهي ترى أن المزارع الفلسطيني في الأغوار متمسك بأرضه ولا يأبه لتصنيفات الاحتلال لها، فإنه يلجأ إلى إيقاع الخسائر المادية به والتي لا طاقة له بتحملها، ومنها مصادرة الجرارات الزراعية.

ويؤكد دراغمة لمراسلنا أن قوات الاحتلال تركز بشكل كبير على استهداف الجرارات الزراعية لأنها تمثل شريان حياة للمزارع في الأغوار، خاصة في ظل عدم سماح قوات الاحتلال بتعبيد الطرق وإقامة مشاريع البنى التحتية، فتصبح الجرارات الزراعية وسيلة للتنقل في دروب لا تصلها المركبات، عدا عن حراثة الأرض، ونقل صهاريج المياه، كما أن مصادرتها يعني خسارة مالية كبيرة.

ويصعب من الناحية العملية حصر حالات مصادرة الجرارات الزراعية لأنها عملية مستمرة ومتواصلة في مناطق مختلفة، ولكن العشرات منها كانت عرضة للمصادرة في ابزيق ويرزا وعاطوف والرأس الأحمر وبلدات المالح كافة في السنوات الأخيرة.

ويطالب المزارع نمر الحروب من ابزيق، والذي سبق وصودر جرار زراعي له، بدعم حقيقي لأهالي الأغوار بعيدا عن التقاط الصور في الزيارات التضامنية، فيما المزارع يواجه آليات الاحتلال منفردا بعد انفضاض تلك الفعاليات.

ويرى الحروب لمراسلنا أن من مقومات دعم صمود أهالي الأغوار هو تعويضهم ماليا عن الأدوات المصادرة، ففي حال مصادرة جرار زراعي يتوجب دعم المزارع بآخر، والأمر مرتبط بالحفارات والتعويض عن خسائر المواشي والزراعة، وإلا فلا معنى لدعم صمود الأغوار.


null

ويشار إلى أن مناطق الأغوار الفلسطينية  على امتداد  مساحتها 720 ألف دونم  يعدها الاحتلال حدود دولته الشرقية وذلك انطلاقاً من قناعة حكومات الاحتلال المتعاقبة بما قاله “يغال ألون” وزير العمل الصهيوني  سابقاً ونظريته حول الأهمية الأمنية لغور الأردن والذي قال: “لكي يتحقق الدمج بين حلم سلامة البلاد وإبقاء الدولة يهودية، يجب فرض نهر الأردن كحدود شرقية للدولة اليهودية”. 

وحول الاحتلال  ما يزيد عن 400 ألف دونم  في الأغوار إلى مناطق عسكرية مغلقة يحظر على الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو غير ذلك، وأنشأت 97 موقعاً عسكرياً هناك، وزرع  الاحتلال المئات من الدونمات الزراعية في الأغوار بالألغام الأرضية، حتى باتت بعض تلك المناطق محاذية لبعض  التجمعات السكنية البدوية، مثل خربة يرزا ومنطقة واد المالح، فهي موجودة  بين منازلهم وفي مراعيهم، بل وبالقرب من مصادر المياه.

 


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بتصريح علني لافت، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن الراعي الأول لحرب الاحتلال الدامية على قطاع غزة، يعلن فيه أن بلاده لن...