الأحد 05/مايو/2024

حال الضفة 2020

خالد معالي

أيام وندخل عام 2020، ووضع الضفة الغربية مضطرب ويزداد تعقيدا، بسبب زيادة اعتداءات المستوطنين وتغول الاستيطان بشكل مطرد، وما يدفع لذلك هو حالة الاضطراب في النظام السياسي “الإسرائيلي” والذهاب لانتخابات ثالثة في غضون عام واحد، وضعف الحالة الفلسطينية عمومًا.

عام 2020، قد يعلن “نتنياهو” ضم منطقة الأغوار، فتصريحات “نتنياهو” الأخيرة حول ضم الأغوار ليست من باب الدعاية الانتخابية، فجمهور الناخبين لدى الاحتلال يحاسب مرشحه عبر صندوق الاقتراع، ولذلك يزن المسئول منهم كلامه ألف مرة قبل التصريح به، بعكس المسئولين العرب الذين حتى وإن أخطأوا أو عملوا عكس ما صرحوا به، فإنه لا أحد يحاسبهم أو يراجعهم عبر صناديق اقتراع لا وجود لها أصل عند العرب.

عام 2020، قد يذهب الشعب الفلسطيني لانتخابات تجدد الدماء وتبعث الحياة من جديد في القوى الفلسطينية، وتخفف أو تزيل حالة الاحتقان والتيه والخصومة على الساحة الفلسطينية، وفي كل الأحوال كما قال المثل العربي: “الحركة بركة”.

عام 2020 لا يصح أن ننسى تصريحات سابقة لقادة جيش الاحتلال، عندما قام الجيش باحتلال الضفة الغربية، قال قادته بصريح العبارة، إنهم سيعطون الفلسطينيين مستقبلا حكما ذاتيا وليس دولة، للتجمعات الكبرى من السكان وهو ما حصل ويحصل على أرض الواقع، حيث باتت الضفة ملعبا مفضلا للمستوطنين.

عام 2020 لن يتوقف الاحتلال عن حملات الاعتقال، وهدم المنازل، وطرد سكان القدس والأغوار بشكل أكبر، والتضييق على الفلسطينيين، الصورة ستكون هكذا: لا حقوق سياسية للفلسطينيين، بل مجرد عمال في المستوطنات ومدن الداخل المحتل.

عام 2020، برغم الألم المتوقع للضفة، وبرغم أنه قد لا يروق التحليل والتوصيف والتوقع السابق للبعض، ولكن الحقيقة أحيانا تزعج كونها تضرب في العمق، والهدف من التوقع ليس الإحباط، بل استباق الحالة من أجل درء خطرها ووجعها المتوقع.

عام 2020 سيتم الضغط على غزة والضفة للقبول بصفقة القرن، لكن ما يطمئن أن حماس وفتح يرفضانها، ويرفضها كل حر وشريف، والتسويق أن مقاومة غزة تدجن للقبول بها، أو ستقبل بها هو من قبيل المناكفات، والضعف في الطرح، فأصلا أكبر عقبة تواجه مخططات صفقة القرن، هي المقاومة، وقد سبق وأفشلت “شرق أوسط جديد”.

عام 2020، الأصل أن نعد نحن الفلسطينيين الخطط لمواجهة تحدياته المتوقعة، وأول تحدٍّ هو التفكير في كيفية الخلاص من الاحتلال عبر المصالحة والتوحد خلف برنامج موحد، فما دام الاحتلال جاثما على صدور الفلسطينيين فإنه لا تقدم ولا حرية ولا تطور.

عام 2020 سيخطو الاحتلال خطوات بعدم تحمل عبء ومسئولية ثلاثة مليون فلسطيني في الضفة الغربية، لكن سيبقي على مسئولية الأمن بيده، وسيعمل على ضم الضفة دون سكان، والفائدة من السكان الفلسطينيين وبرغم أنهم الأصليون منذ مئات وآلاف السنين، و”الإسرائيليين” هم الدخلاء والمحتلين، هو خدمة ماكنة الاحتلال الصناعية، وبعض الأعمال مثل كنس شوارع المستوطنات و”تل أبيب”.

برغم أن الصورة قاتمة لعام 2020 إلا أنه يمكن التغلب على التحديات بقليل من التفكير والإرادة واختراق الاحتلال من خلال نقاط ضعفه وهي كثيرة، ولننظر لاضطراب النظام السياسي في كيان الاحتلال وكيف يمكن اختراقه وإضعافه، و”بينت” وزير حرب الاحتلال، قالها بصريح العبارة إن تفكك وضعف القوى السياسية في دولة الاحتلال قد يعمل على إنهائها ويقرب يوم هزيمتها وزوالها.

عام 2020، سيشدد الاحتلال على الضفة الغربية لصالح الاستيطان، وسيضرب “نتنياهو” وغانتس” في الخاصرة الضعيفة لزيادة رصيدهم، لكن في كل الأحوال الاحتلال ليس قدر الضفة، وكل مخططات الاحتلال يمكن إفشالها باستخدام الأساليب الناجحة والناجعة والتي ثبت صحتها وأوجعت الاحتلال، وما نموذج جنوب لبنان وغزة ببعيد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات