الثلاثاء 30/أبريل/2024

سراب.. ضربة القسام الجديدة في صراع الأدمغة مع الاحتلال

سراب.. ضربة القسام الجديدة في صراع الأدمغة مع الاحتلال

من جديد توجه كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” ضربة أمنية استخبارية للاحتلال الإسرائيلي عبر عملية سراب والتي كُشف عنها مساء اليوم في فيلم بُث على شاشة الميادين.

ويتضمن الفيلم تسجيلات ومشاهد حول إدارة طاقم أمني بكتائب القسام لمصدر مزدوج (عميل مزدوج).

ويصنف الفيلم ضمن الإصدارات الأمنية وهو سابقة في إعلام المقاومة بأن يتم الإعلان عن تبني عملية أمنية فيما جرت العادة الإعلان عن عملية عسكرية.

ويظهر الفيلم كيف نجح الطاقم الأمني للمقاومة بإدارة المصدر لفترة زمنية طويلة والتمكن من تضليل ضباط جهاز المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) والاستخبارات العسكرية بالجيش (أمان) وكشف نوايا ومخططات الاحتلال وإحباطها.

العمليات السرية
الخبير العسكري والأمني رامي أبو زبيدة يقول: تعد العمليات السرية من صلب العمل الاستخباري، فالحصول على المعلومات عن العدو لا يتم دون العمليات التي تتم من خلالها كافة النشاطات والأعمال التي تسهل عملية جمع المعلومات، فالعمل الاستخباري عمل محفوف بالمخاطر لاسيما بشقه الميداني.

وأضاف في قراءة تحليلية أن قدرة استخبارات المقاومة على مراقبة خلايا الاحتلال وجمع الأدلة المطلوبة لمواجهة المتخابر بالأدلة الدامغة التي تشل عنده اية مناورة، وأن هذا المراقبة تتخللها أدلة قوية (اتصالات، صور، تسجيل مكالمات، سفر، متابعة، مطاردة، مراقبة، تقصّي) وحينها ستصبح مهمة تجنيده ممكنة.

وأشار إلى أن استخبارات المقاومة أصبحت ذات علم واطلاع عن العدو فتستعد على أساس معرفي، ومن هنا يبقى أهم واجب الاستخبارات هي الانذار المسبق لمنع المباغتة وهي ما تعمل عليه على مدار الساعة.

التجنيد العكسي
ووفق أبو زبيدة؛ فإن المقاومة أثبتت قدرتها على تفكيك شبكات العدو والقيام بالتجنيد العكسي المزدوج واستفادت من ذلك من خلال انتزع دوافع وأهداف العدو من التجنيد وتحويل ذلك لصالحها.

وقال: التجنيد العكسي ليس تجنيداً عادياً بل هو تقدم بخطوة على العدو والسيطرة على أدواره من خلال ضخ معلومات زائفة له وحرب نفسية وحرب ناعمة والكشف عن تفكير العدو واهتماماته وماذا يخطط.

وتابع أن معرفة العدو وأسلوب تفكيره وحتى نظامه السياسي والجغرافيا وقوته ودراستها وتحليلها بشكل دقيق يجعل مواجهته والتغلب عليه قابله للتحقق بشكل أفضل، لذا فإن الدوائر الاستخبارية تسعى لبناء مراكز تحليل وتجزئة واستنتاج وتركيب وتدوير وتقرير المعلومات المتحصلة.

وأكد أن التجنيد المزدوج أو العكسي من أكثر أنواع التجنيد احترافاً، حيث أن معرفة عيون العدو وكشفها وتجنيدها، هو أكبر وأكثر فائدة من اعتقالهم، فحينها سيأخذ العدو حذره ويرسل بديلاً غير معروف وأكثر حذراً، ولا شك فإنّ التجنيد المزدوج بكل اشكاله هو عمل فني احترافي ومؤشر على الاحتراف الاستخباري للقسام.

ثلاث مهام
ومضى يقول: بناء ومراكمة قوة المقاومة يُحمل استخباراتها ثلاث مهام أساسية، الاولى متابعة العدو في حالة الهدوء والحرب لمعرفة خططه ونواياه وبناء قواته.

والثانية أن تعطي تصورات للقيادة عما تحتاجه المقاومة من وسائل وقدرة تتفوق بها على العدو لتحقيق نوع من التوازن، والمهمة الثالثة هو العمل على أن تشوش على العدو المعلومات الخاصة ببناء القوة لديها لغرض ايهامه واخفاء أو تضخيم الحقائق لديه.

وتابع: من أولويات عمل الاستخبارات، درء الخطر عن المقاومة وقدراتها باعتبارها المطمع الاول للعدو، وهدفه الأول للاختراق، ومع تطور قدرات المقاومة وتشعبها وعملها بتماس مع العدو، كان لا بد من تحصينها لما تحتويه من أسرار وأسلحة، يتوجب معها سد كافة الثغرات المحتملة على الدوائر الأمنية المهمة، هذه المعادلة تسعى المقاومة من خلالها تأمينِ الوسائل التي تُمَكّنها من بلوغ الهدف وتحقيق المفاجأة والمبادرة.

مبادرة هجومية عكسية
أما الباحث في الدعاية والإعلام السياسي حيدر المصدر فقد قال: لا أعلم على وجه اليقين إذا ما ثم رابط بين تحقيق حد السيف وتقرير سراب، ولست على دراية معمقة بطبيعة المواجهة الاستخبارية الخفية بين المقاومة واسرائيل.

يضيف: “ولكن ما يقدمه الكشف من معطيات صريحة، يدلل على الجرأة الاستثنائية في اتخاذ مبادرة هجومية عكسية”.

يتابع أن تطيح بالمصدر، ثم تعيد تأهيله نفسياً، وصولاً إلى استيعابه تنفيذياً، يعني تغير في المزاج على مستوى التكتيك، وتحلل من إرث المقصلة التقليدي، واستدعاء لأنماط مراوغة جديدة، سترهق بالتأكيد خصم كان يظن حتى فترة قريبة أنه متفوق تماماً.

وأكد هذه ضربة تتجاوز فهمنا السائد، هي لكمة للمشغل ومن يفوقه رتبة، رصاصة في قلب نمط تشغيلي ساد لسنوات، أو لعلها رسالة مضمرة بأن المثال المعروض لا يهيمن بمفرده على الشاشة، وأن أمثلة عديدة لا نعلمها تنتظر دورها للانكشاف على المشهد.

وختم قائلا: “يوما عن يوم تتسع التحديات، وكما ذكرنا سابقاً، غزة تحتاج إلى الكثير الكثير، فما تراكمه من إنجازات يعاظم على التوازي حاجة المحافظة عليه وتطويره”.

فصل جديد

أما الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا فقد قال “فصل جديد في العمل الاستخباراتي سجلتها كتائب القسام ضد الاحتلال”.

وأضاف في تعليقه على عملية سراب “وهو لم يغلق بعد صفحة عملية خانيونس وفشله فيها، ليسجل صفحة جديدة هذه المرة بيد المقاومة وتخطيطها واستدراك الاحتلال وقيادته الأمنية والعسكرية نحو #سراب وهو الوصول لمقدرات المقاومة، في حرب مفتوحة تدور في الخفاء اسمها صراع العقول.

وسم #سراب
وغرد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم #سراب كناية عن اسم العملية الأمنية المعقدة التي قامت بها كتائب القسام.

واحتفى المغردون بقدرة كتائب القسام وتفوقها في مجال صراع الأدمغة وأطلقوا العنان لتهكمهم على الاحتلال وأجهزته الأمنية.

“المركز الفلسطيني للإعلام” يرصد عددًا من التغريدات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...