الإثنين 13/مايو/2024

حماس بعد 32 عامًا.. الانتشار والصدارة ولمحات المستقبل

حماس بعد 32 عامًا.. الانتشار والصدارة ولمحات المستقبل

تحتفل حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم السبت، بذكرى انطلاقتها الـ32، حيث أطلقت بيانها التأسيسي الأول في  14ديسمبر/ كانون الأول 1987.

وتُعرّف الحركة نفسها أنها “حركة تحرر وطني، ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تحصر نضالها وعملها في قضية فلسطين، ولا تتدخل في شؤون الآخرين”.

وتمثّل “مقاومة الاحتلال الإسرائيلي” المشروع الإستراتيجي لحماس، كما أنها تعمل إلى جانب ذلك في مختلف الميادين، سواء السياسية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية والجماهيرية والاجتماعية والإغاثية والتعليمية”، وفق الموقع الرسمي للحركة.

انتشار متسارع
الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي، يرى أنّ حركة “حماس” مرّت بسبع محطات ساهمت بتحولها من حركة دعوية إخوانية إلى حركة مجاهدة تتصدر المشهد.

ويؤكّد الريماوي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ انطلاق الحركة بتكوين جسم جهادي في أواخر الثمانينيات ساهم في انتشار الحركة انتشارًا أوسع ودخولها إلى قلوب الناس أسرعَ.

وقد شكّلت الانتفاضة الأولى منذ انطلاقها في 8 ديسمبر/ كانون الأوّل 1987 حدثاً جوهرياً في تاريخ الصراع مع العدوّ الإسرائيلي؛ إذ كانت إيذاناً بتاريخٍ جديدٍ، انتقلتْ فيه كفةُ المواجهة إلى داخل حدود فلسطين، كما أنها شهدت بروز الحركة الإسلامية كأهمّ فواعل المشهد السياسيّ الفلسطينيّ.

وأشار الريماوي إلى أنّ الحركة انتقلت بتسارع إلى المرحلة التخصصية الجهادية، حيث بدأت بتجهيز التشكيلات العسكرية، التي تعددت أسماؤها واختلفت إلى أنّ استقرت على كتائب الشهيد عزّ الدين القسام.

ووصف الكاتب الفلسطيني، حالة الاستقطاب التي قامت بها حماس للكل الفلسطيني وخاصة المتدينين منهم بـ”الانتشارية الجمعية”، لافتاً إلى أنّ الحركة مثّلت مع بداية التسعينيات قاعدة تمثيلية حقيقية لتيار المقاومة بعد التوقيع على اتفاق أوسلو، وتحول حماس إلى قيادة الفصائل في مواجهة المشروع التسووي، وصولاً للانتخابات، هذه المرحلة التي شكلت ثقة الجمهور العريض بحركة حماس.

نموذج فريد

يؤكّد الريماوي أنّ حركة حماس نجحت بعد دخولها الانتخابات وفوزها بقيادة الحكم، شكّلت ما يعرف بالنموذج الحكم المقاوم، وهو نموذج فريد دمجت فيه الحركة بين قيادة الحكومة وقيادة المعارضة في آن واحد، وقد نجحت فيه بصناعة جسم مقاوم حقيقي، لكنها لم تنجح في ملفات أخرى أبرزها الشأن الاجتماعي، مبيناً أنّ ذلك يتطلب مراجعات حقيقية.

ويشير الكاتب إلى أنّ الحركة استطاعت أن تخترق تمثيلية الوجود للتيار الإسلامي المحلي، إلى تمثيلية وجود الحركة الإسلامية العالمي، متجاوزةً بذلك الحركة الأم وباتت الوجه المشرق لها، من خلال إنجازها المقاوم.

صدارة المشهد السياسي
المحلل والأكاديمي الفلسطيني عدنان أبو عامر، يشير في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ حركة “حماس” مرّت بمراحل قاصمة وحاسمة على الصعيد الداخلي والخارجي والإقليمي، استطاعت من خلالها أن تتصدر المشهد السياسي الفلسطيني.

ويبين أبو عامر أنّ الحركة تصدّرت المشهدين السياسي، والعسكري المقاوم، وذلك عبر عمل دؤوب في عقود طويلة من المقاومة ساهمت فيها مكونات الحركة بمختلف أذرعها السياسية والعسكرية والاجتماعية وغيرها، وعبر توزعها الجغرافي.

الخبير السياسي، يؤكّد أنّ البقاء في صدارة المشهد السياسي ليس من السهولة بمكان، داعياً إلى ضرورة مهمّة للاستدراك السياسي للحركة ومراجعة أدائها الميداني والإقليمي والدولي للحفاظ على تصدر المشهد إلى جانب القوى الأخرى.

العمل المشترك

ما تميزت به حركة “حماس” -وفق أبو عامر-  أنّها شكّلت حاضنة ورافعة للعمل الفلسطيني المشترك بشقيه السياسي والعسكري، من خلال مجموع المكونات الحزبية والفصائلية، داعياً إلى ضرورة العمل بمنطق تجاه عدد من الملفات الخارجية والداخلية للحفاظ على نفسها في المشهد السياسي الإقليمي والدولي.

ونبّه أبو عامر حركة حماس إلى ضرورة أن تتحين الفرص المناسبة للبقاء في صدارة المشهد، في ظل حالة السيولة السياسية التي تشهدها المنطقة من خلال إدارة ذكية لعدد من الملفات، والاقتراب أكثر من دوائر صنع القرار في المرحلة الحالية.

أبرز التحديات
ويتفق المحللان الريماوي وأبو عامر، على تحديات مهمة تواجه الحركة الإسلامية، أبرزها التكوينات التحالفية حيث لا تزال الحركة في حيرة من رسم مسارها الإستراتيجي في التكوين، وما تزال البيئة ضاغطة على الحركة وما يزال العرب غير قادرين على حمل الحركة -وفق الريماوي-.

ويشير المحللان، إلى أنّ التحدي الثاني يكمن في طبيعة تعاطي الحركة مع ثابت الأمة، فهي بحاجة إلى المزيد من الذكاء في التعاطي، حيث في كثير من الأحيان تحتاج إلى السير على قاعدة الرمادية أفضل من المواقف الثابتة.

وحثّ المحلل الريماوي، حركة “حماس” على ضرورة صنع حالة متناغمة تعبوية للتعامل مع واقع الضفة الغربية في إطار الانقسام والذي تخسر حماس فيه؛ لكون قوتها تتمركز في قطاع غزة دون الضفة الغربية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....