عين مي تواجه مخرز الاحتلال.. حكاية التحدي لا تنتهي

هذه المرة على الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة، قوّات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة جديدة بحق فتاة فلسطينية الجمعة الماضية، على إثرها فقدت عينها اليمنى؛ حيث وقفت تنادي بكسر حصار طال أمده، وتنشد بحق عودة لأرض سليبة امتد احتلالها عقودًا طويلة.

الفتاة مي أبو رويضة (23 عامًا) كانت تشارك في فعاليات مسيرة العودة الكبرى إلى الشرق من مخيم البريج وسط قطاع غزة، وفجأة وبدون أي مقدمات أصابها قناص إسرائيلي حاقد برصاصة في عينها اليمنى، لتسقط مضرجة بدمها.

تقول مي: “كنت أقف مثل باقي المتظاهرين على حدود مخيم البريج الشرقية، دون ممارسة أيّ نشاط ضد جيش الاحتلال، وفجأة سقطت أرضاً وبدأت الدماء تخرج من عيني”.

إشارة النصر وكوفية

كل ما فعلته مي هو أنها رفعت إشارة النصر في وجه جنود غرباء، وكانت ترتدي كوفية فلسطين، إلا أن المشهد أغضب جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين أطلق أحدهم رصاصة غادرة صوب عين مي.

وبعد إصابتها، وصلت “مي” إلى مشفى الأقصى وسط قطاع غزة، لتنقل بعد لحظات منه إلى مشفى العيون في حي النصر بمدينة غزة، وكانت هناك الصدمة المهولة، “عين مي اليمنى يجب أن تستأصل”، وهو ما تم.

“سبقتني إلى الجنة”

وبعد ساعات من استئصال عين مي اليمنى كتبت على صفحتها في “فيسبوك”: “لقد سبقتني عيني إلى الجنة”.

إصابة مي وفقدانها عينها اليمنى أحدثت تفاعلا كبيرا من نشطاء مواقع التواصل، وعادت إلى الأذهان حادثة المصور الفلسطيني معاذ عمارنة الذي أصيب برصاصة إسرائيلية في عينه أثناء تغطية مواجهات في الخليل.

وتشير مي أنها أصيب 4 مرات في السابق خلال فعاليات مسيرة العودة شرقي قطاع غزة، وانطلقت في الأول من مارس 2018، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة الآلاف من المواطنين.

مي أبو رويضة تقول: “هذه الرصاص واستئصال عيني لن تكسر ارادتي وسأواصل السير والمشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار حتى إنهاء الحصار والعودة إلى الأراضي المحتلة”.

وأضافت: “إسرائيل تتطلع من خلال استهدافنا للسيطرة على الأرض بشكلٍ أوسع، وتشديد الحصار المفروض علينا في قطاع غزة بلا وجه حق منذ ١٣ عاما”.

“قلب الوالد”
خبر إصابة مي واستئصال عينها وقع على قلب والدها كالصاعقة، وقال: “كان الأمر صعباً جداً، وقرر الطاقم الطبي نقلها لمشفى العيون لإجراء الفحوصات، وهناك صعقني أحد الأطباء بخبر وجوب الاستئصال الفوري للعين”.

يضيف: “لا أعلم لماذا كلّ هذه العنجهية الإسرائيلية في التعامل مع متظاهرين أبرياء وعزل، العالم كله يجب أن يعلم ما يجري هنا على أرض غزة من جرائم”.