زمن الانتصارات الإسرائيلية .. ولى إلى غير رجعة!
مع زيادة الأحاديث الإسرائيلية عن قرب اندلاع مواجهة عسكرية شاملة أو جزئية في المنطقة، مع واحدة من الجبهات المشتعلة حولها، أو معها مجتمعة، يتزامن معها زيادة قناعات إسرائيلية بأن غياب الهدف السياسي الإسرائيلي يمنع من تحقيق الانتصار العسكري، ويحول بينه وبين قدرة “إسرائيل” على حسم المواجهات مع أعدائها.
تزداد هذه الفرضيات الإسرائيلية مع التأكيد على أن ما يصفها الإسرائيليون بـ”الانتصارات” العسكرية التي حققتها “إسرائيل” في السنوات والعقود الأخيرة لا تنجح في إحداث تغيير حقيقي على أرض الواقع، وقد تمثل ذلك أخيرا في العدوان العسكري الأخير مع قطاع غزة، الذي انتهى مؤقتا.
ورغم الجهود السياسية الحثيثة والوساطات التي تقوم بها مصر لإبرام تهدئة بعيدة المدى مع الفلسطينيين، لكن الوضع الجيو-سياسي في المنطقة، والواقع السياسي الداخلي في قطاع غزة يمنعان تحقق هذه التهدئة المرجوة.
هذا دليل جديد على أن القوة الفتاكة التي يستخدمها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين لا تحقق له “النصر” المنشود، لأنه في حال تجدد إطلاق الصواريخ من غزة، وعاد الجيش الإسرائيلي للرد عليها عبر استهداف المواقع العسكرية المنتشرة في القطاع، فإننا سنسمع من جديد الشعارات الإسرائيلية القائلة: “دعوا الجيش ينتصر”، وهذا يعني أن نذهب في المواجهة حتى النهاية.
إن شعار “دعوا الجيش ينتصر”، الذي صدر للمرة الأولى في ذروة انتفاضة الأقصى والعمليات الاستشهادية، وتنفيذ عملية السور الواقي بالضفة الغربية، هذا الشعار يتضمن أن نكسر التنظيمات الفلسطينية، ونخضعها، ونقضي على آخر جذورها في غزة، وبعض الإسرائيليين يصل بتهديداته للقول بتفكيك السلطة الفلسطينية.
ربما تضطر “إسرائيل” في يوم من الأيام للجوء لهذا الخيار الصعب، بزعم أنه من الناحية العسكرية قابل للتحقق، ولكن على الفور سيخرج السؤال القديم المتجدد: من سيأتي عقب تنفيذ العملية العسكرية في غزة، وهذا سؤال ينم عن عدم تحقيق انتصار ساحق!
إن السيطرة الإسرائيلية المطلقة على مليوني فلسطيني في قطاع غزة أمر ليس محببا الاستماع إليه، فالمنطقة التي تعيش فيها “إسرائيل” معتادة على التطورات المتلاحقة بين حين وآخر، مفاجئة وغير متوقعة، بعضها إيجابي، وأخرى خطيرة، وربما ستأتي هذه التطورات المفاجئة على الساحة الفلسطينية، عاجلا أم آجلا.
هذه التطورات قد تتطلب من “إسرائيل” الاستعداد لمواجهة معركة شاملة، أو العكس بالتجهز لإبرام تسوية جدية بعيدة المدى، تشمل غزة أيضًا، وقد يكون من الواقعية الاستمرار بهذه السياسة القائمة حاليًّا، مع أن خوض “إسرائيل” للعديد من المواجهات العسكرية دون أن تغير الواقع السياسي يدفع للحديث عن إعادة تعريف مفردات: الحسم والانتصار والإخضاع.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
بعد توقف لمدة 4 أشهر.. النمسا تقرر استئناف تمويل الأونروا
فيينا - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت النمسا، السبت، استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك بعد أن...
تزامناً مع ذكرى النكبة.. مظاهرة حاشدة في لندن تنديداً بالعدوان على غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت، مظاهرة حاشدة تنديداً بالعدوان على قطاع غزة، شارك فيها أكثر من ربع مليون...
أبو عبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلا من تبادل الأسرى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال أبو عبيدة، الناطق باسم حركة كتائب القسام، إن قيادةُ العدو تزجّ بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نُعوشٍ من أجل البحث...
إسطنبول تستضيف مهرجان طوفان الأحرار دعمًا لفلسطين
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام تستمر فعاليات المهرجان يومين، بمشاركة ممثلين من 60 دولة، وينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وحركة إنسان...
الأورومتوسطي: وفاة عشرات الجرحى والمرضى جراء إغلاق معبر رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استمرار إغلاق معبر رفح البري بين قطاع وغزة ومصر بعد سيطرة جيش الاحتلال...
سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية وتنفيذ عدة عمليات في...
إعلام عبري: تفكك “كابينت الحرب” أقرب من أي وقت مضى
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" إن تفكك كابينيت الحرب بات قريبًا أكثر من أي وقت مضى، لا سيما وأن...