الخميس 09/مايو/2024

إغلاق المؤسسات الفلسطينية بالقدس.. تهويد المدينة يتسارع

إغلاق المؤسسات الفلسطينية بالقدس.. تهويد المدينة يتسارع

صعّدت قوات الاحتلال الصهيوني من خطواتها التهويدية في مدينة القدس المحتلة، حيث شهد الأسبوع الماضي حملة شرسة من الاعتداءات الصهيونية ضد المؤسسات الفلسطينية في مدينة القدس، بهدف ضرب هوية المدينة العربية الفلسطينية وفرض سيطرة يهودية أمنية ثقافية على المدينة.

حيث أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلية يوم الأربعاء الماضي، مؤسسات فلسطينية في مدينة القدس المحتلة، لمدة 6 أشهر، وذلك بقرار من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي.

واعتقل الاحتلال مدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل، وأغلقت المسجد الرصاصي في البلدة القديمة واستولت على مفاتيحه، واحتجزت موظفي مدرسة الأيتام الإسلامية لعدة ساعات داخل المسجد.

 كما اعتقلت محافظ القدس عدنان غيث، بعد مداهمة منزله الكائن في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.

واقتحمت قوات الاحتلال مكتب تلفزيون فلسطين الذي يتبع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وعلّقت على أبوابها قرارا يقضي بإغلاقها لمدة 6 أشهر وسلمت مراسلته كريستين ريناوي استدعاء للتحقيق.

 واقتحمت أيضاً قوات الاحتلال الإسرائيلي مقر المركز الصحي العربي في شارع السلطان سليمان بمدينة القدس، وصادرت بعض ملفاته وكاميرات المراقبة واعتقلت مديره أحمد سرور، كما اعتقلت مدير مكتب الأرز للإنتاج التلفزيوني المصور أيمن أبو رموز.

دعم أمريكي
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو كان قد أعلن مساء الاثنين الماضي، أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية التي احتلها “إسرائيل” عام 1967 “غير متسقة مع القانون الدولي” في تراجع عن رأي قانوني صدر عن الخارجية الأمريكية في العام 1978، يقضي بأن المستوطنات في الأراضي المحتلة “لا تتوافق مع القانون الدولي”.

ويؤكّد متابعون وخبراء في الشأن المقدسي، أنّه منذ تسلم ترمب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لم تتوقف الإجراءات الأمريكية الأحادية ضد القضية الفلسطينية وسط استغلال إسرائيلي تهويدي لصالح المشروع الصهيوني الاستراتيجي في السيطرة على القدس وفلسطين.

حملة إغلاق المؤسسات الفلسطينية بالقدس جاءت بعد يومين فقط من قرار وزير الخارجية الأمريكية المتعلقة بالاستيطان في فلسطين المحتلة، والتي أعطت مزيدًا من الدعم للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة مشاريعه التهويدية في القدس والضفة الغربية.

وقد أعرب التجمع الإسلامي النقابي الفلسطيني “تآلف” عن شعوره بخطورة بالغة لمواصلة سلطات الاحتلال هجمتها على الوجود الفلسطيني في مدينة القدس، وتصعيدها للعدوان على المؤسسات الفلسطينية العاملة بالمدينة.

وأكد التجمع  على أن قيام سلطات الاحتلال بإغلاق ثلاث مؤسسات خدمية تعمل في مجالات التعليم والصحة والإعلام، هو جزء من السياسة المتسارعة لتهويد المدينة ومقدساتها ومؤسساتها.

اعتداء على الهوية
الخبير في شؤون القدس المحامي خالد زبارقة، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ خطورة إغلاق المؤسسات الفلسطينية تأتي في عدة مستويات، أبرزها الاعتداء على حق الشعب الفلسطيني في الحياة، وحقه في الهوية الفلسطينية وتقرير المصير، وكذلك هوية القدس والمسجد الأقصى الفلسطينية العربية.

وأوضح زبارقة، أنّ الاحتلال يسعى لتغيير الطابع العام للقدس، ويريد أن يضرب المؤسسات المقدسية ذات الطابع الفلسطيني، “ومن جهة أخرى يريد أن يربط الإنسان الفلسطيني بمؤسسات الاحتلال كجزء من تهويد الوعي، وربط الإنسان الفلسطيني بالمؤسسات الخدماتية الإسرائيلية بعيداً عن الفلسطينية”.

وأكّد المحامي الفلسطيني، أنّ الاحتلال اتخذ قرارا بتحويل مدينة القدس إلى مدينة يهودية، مشدداً أنّ الخطورة الكبيرة تكمن في أسرلة المجتمع المقدسي الفلسطيني، ومحاولة ربطه فقط بالمؤسسات الإسرائيلية.

ودعا زبارقة، الكل الفلسطيني الانتباه جيداً لهذه الخطوات، عاداً أنّ ما يجري هو “جزء من صفقة القرن التي يتم تطبيقها الآن دون الإعلان عنها”.

وقال: “تجرؤ إسرائيل على الإنسان الفلسطيني يأتي بسبب ترهل الحالة الرسمية الفلسطينية، والدعم غير المحدود خاصة بعد نقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيوني”.

ويضيف زبارقة: “المسألة لها كثير من الأبعاد، الاحتلال يعمل بشكل متواصل بوجبات صغيرة جداً من أجل أن يصل للهدف النهائي، وهو تحويل مدينة القدس لمدينة يهودية بدون الإعلان عن ذلك”.

تغول بلا حدود

“منذ نقل السفارة الأمريكية للقدس اتخذ الاحتلال هذا الإجراء ذريعة لتهويد كل شيء في مدينة القدس، وأخذ يتغول بلا حدود ضد كل ما هو فلسطيني بالقدس”. هذا ما ذهب إليه صالح الشويكي من لجنة الدفاع عن أراضي القدس.

وأوضح الشويكي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ إجراءات التهويد لم تبدأ من اليوم، فقد بدأت بتجزئة المسجد الأقصى وإغلاق بعض بواباته، وعلى الطريق الآن يتم إغلاق المؤسسات الفلسطينية بشتى أنواعها الإعلامية والتعليمية والصحية.

ويعتقد المسؤول الفلسطيني، أنّ هذه السياسة سوف تفشل كما فشل الاحتلال في قضية البوابات الإلكترونية، داعياً إلى تحرك وموقف فلسطيني حازم وصارم ضد ما يقوم به الاحتلال من إجراءات.

وطالب الشويكي السلطة الفلسطينية بأن تتخذ موقفا حازما وصارما، كما توجه بالدعوة للحكومة الأردنية بصفتها الراعية لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، مبيناً أنّ المؤسسات التي أغلقت تتبع للسلطة الفلسطينية بالأصل.

ويعود المسؤول في لجنة الدفاع عن أراضي القدس، إلى أنّ الخطورة كانت منذ أن بدأ الاحتلال بتطبيق المناهج الإسرائيلية في المدارس العربية بالقدس، وكان الاحتلال قد قدّم مكافآت مغرية لبعض المدارس التي تستبدل مناهجها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات