عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

صواريخ الاحتلال اختطفت أطفال عائلة سواركة إلى عمق الأرض

صواريخ الاحتلال اختطفت أطفال عائلة سواركة إلى عمق الأرض

حفرٌ ثلاث، وأشلاء ممزقة، وحطام، وجثث لحيوانات، وملابس معبقة بلون الدم، وبقايا حياة.. هي آثارٌ خلفتها مجزرة الاحتلال بحق عائلة السواركة بدير البلح وهم نيام.

وكانت طائرات الاحتلال الحربية أطلقت ثلاثة صواريخ على منزل متواضع لعائلة السواركة في منطقة البركة جنوب دير البلح؛ ما أدى إلى استشهاد ثمانية وإصابة اثني عشر مواطناً من سكان البيت معظمهم من النساء والأطفال.


null

دير البلح توشحت بعباءة الحزن على فراق شهداء عائلة السواركة الذين اغتالتهم قوات الاحتلال الاحتلال وهم نيام، وحولت منزلهم وأجسادهم إلى كومة من الركام والأشلاء.

ولاقت طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبةً كبيرة خلال انتشال الجثامين وجمع الأشلاء؛ فقد غاصت بها صواريخ الاحتلال إلى عمق الأرض ما استدعى تواصل البحث أكثر من خمس ساعات.


null

null

جامع الأحزان

وانتشرت عبر وسائل الإعلام مشاهد لعمليات انتشال جثامين الأطفال الرّضع من عمق الحفر التي تركتها صواريخ الاحتلال فوق حطام البيت.

ومنذ بزوغ الفجر بدأ جار عائلة السواركة طالب مسمح رحلة جمع الأشلاء والحطام لأطفال البيت، فجمع كميةً كبيرةً من ملابس الأطفال والكتب والدفاتر المدرسية.

ووصلت أشلاء الأطفال والأمهات إلى قسم الاستقبال على دفعات، أما المصابون بجراح خطرة فقد فارق بعضهم الحياة بعد أقل من ساعة على وصولهم للمستشفى.

يلوّح مسمح بذراعه نحو كومة من الركام تتوسط حفرة عميقة صنعتها صواريخ الاحتلال، متابعاً: “أقول للجيش الإسرائيلي: العار لك؛ لأنك قتلت أطفالا رضعًا ونساء وهم نائمون”.

يمسك بملابس طفل رضيع، ويقول لمراسلنا: ماذا فعل هذا الطفل لتقتله الصواريخ وتدفن أشلاءه تحت الركام؟! هذه ممارسات الجيش الذي لا يقهر! إسرائيل تريد قتل الأمل والأطفال، هؤلاء إرهابيّون؟!”.


طالب مسمح

وتعجز كلمات عادل ناصر كمكم عن وصف ما وقع لأسرة السواركة، مشيراً إلى أنه سمع صوت أربعة انفجارات لصواريخ دمرت منزل أحد أقاربه الذي عاش بسيطاً ورحل ضحيةً لجرائم الاحتلال.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ربما أصدقائي الضحايا لا يملكون وجبة عشاء في منازلهم. وصلت للمكان بعد القصف مباشرة. آخر مرة رأيته أمس ذاهبًا للسوق كي يبيع أحد أغنامه لينفق على أسرته. صباح اليوم أبنائي أخبروني أن أسرته وأسرة شقيقه استشهدت جميعهم”.

ويطالب بوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني في مخيمات ومدن قطاع غزة الذي يعيش بين فترة وأخرى تصعيدا عسكريا يختطف معه حياة الأبرياء وأشلاءهم.

ويضيف: “إما نعيش حياة كريمة أو نموت بشرف. كثير من الدول العربية لها علاقات مع إسرائيل التي تستخدم طائراتها وقوتها لقتلنا أمام أعينهم”.


السيد كمكم

أحلام صغيرة

وتناثرت بين حطام المنازل والحفر العميقة التي خلفها القصف ألعاب وملابس الأطفال الذين شكلوا معظم سكان البيت، ولاحقاً أعداد الضحايا.

ومزقت شظايا الصواريخ أغنام أسرة السواركة التي تعتاش من تربيتها، فتناثر بعضها بين الحطام، ورقدت البقية تحت أكوام الرمال على حافتي المكان.

ولم يمتلك السيّد أبو أحمد في اللحظات الأولى للقصف الجرأة على الاقتراب من موقع الحدث حتى بدأت معالم المكان في الظهور كاشفةً حجم الكارثة وأشلاء الضحايا.

ويتابع لمراسلنا: “هذه منازل أسرة السواركة، أول ما رأيت جثامين ممزقة. ما ذنب الأطفال الرضع؟! وجدناهم مدفونين تحت الركام، رسمي وسعيد لا يؤذون أحدًا هم يعيشون ببساطة. الاحتلال يمارس الانتقام من سكان القطاع وهم يقصفون المدنيين العزّل ويكذبون أمام العالم”.


أبو أحمد


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات