السبت 27/أبريل/2024

حد السيف.. ماذا قال الخبراء العسكريون في ذكراها الأولى؟

حد السيف.. ماذا قال الخبراء العسكريون في ذكراها الأولى؟

 قبل عام، حققت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إنجازاً أمنياً واستخبارياً عسكرياً على الاحتلال الإسرائيلي، وقواته الخاصة التي تسللت إلى قطاع غزة، في عملية أمنية وصفها خبراء عسكريون بـ”المعقدة أمنياً وعملياتياً”.

 تلك الضربة الأمنية التي صفعت بها المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي، في العاشر من نوفمبر 2018م، ما زالت آثارها حاضرة إلى هذا اليوم، ليكون الاحتلال وقادته الأمنيون وأفراد وحداته الخاصة في عين العاصفة الأمنية التي تناور بها المقاومة بما تمتلكه من “كنز استخباري”.

ونجحت قوة إسرائيلية أمنية خاصة بالتسلل إلى شرقي خانيونس، مستخدمة مركبة مدنية إلا أن ذاك النجاح تحول إلى فشل ذريع، بيقظة المقاومة ونجاحها في كشف القوة الإسرائيلية وعناصرها وقتل وإصابة من فيها.

 تهديف وتهديد
ورأى خبراء عسكريون في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن العملية الأمنية المعقدة لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يعيش آثارها السلبية، في ضعف قوته الأمنية وعدم ترميمه لقوة الدرع التي يتمنى أن يعيدها إلى سابق عهدها، مؤكدين أن المقاومة الفلسطينية قادرة على المناورة والتهديف في مرمى الاحتلال بقوة بعد عملية حد السيف.

الباحث في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، أكد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الحرب الاستخباراتية والأمنية لا تزال دائرة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية في الذكرى الأولى لـ”حد السيف” أضحت أكثر قوة وتماسكاً ومناورة.

وأوضح أبو زبيدة أن هذه العملية الأمنية شرقي خانيونس أضرت بالقوات الإسرائيلية الأمنية مدَدًا زمنية ليست بالقصيرة، قائلاً: “الاحتلال يحتاج إلى مدة زمنية طويلة لإعادة ترميم ما هدمته عملية حد السيف”.

وأردف بالقول: “ما تمتلكه المقاومة من كنز استخباري حقق لها القدرة على المناورة والتهديف في مرمى الاحتلال وتهديده بالمعلومات التي تمتلكها، سواء كانت أمنية أو ميدانية عسكرية”، مشدداً على قدرة المقاومة على تحييد قدرة الوسائل التكنولوجية الإسرائيلية خلال المناورة الأمنية مع الاحتلال.

وأشار الخبير العسكري إلى أنه منذ اليوم الأول للعملية وحتى هذا الوقت، يوجد ضجة أمنية وعسكرية في قيادة الأركان الإسرائيلية، قائلاً: “الوحدات التي كانت تتمتع بمصداقية عالية ومسار فخر للاحتلال أصبح حالها عكس ذلك، وقادتها إما استقالوا أو أقيلوا كقيادة وحدة متكال العسكرية الإسرائيلية”.

ورأى أن المقاومة لديها القدرة على استهداف وتحقيق التهديد العسكري والميداني للاحتلال الإسرائيلي في أي مواجهة قادمة، سيما مع معرفتها لتحركات وطبيعة عمل الوحدات الخاصة وتمركزها، بعد الكنز الاستخباري الذي امتلكته من “حد السيف”، عدا عن إضعاف الجبهة الداخلية في الحرب النفسية والإعلامية.

قوة الردع مفقودة
الخبير في الشؤون العسكرية يوسف الشرقاوي، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلاً أمنياً ذريعاً، وفقد قوة الردع التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية، منذ سنوات عدة.

 وقال اللواء المتقاعد الشرقاوي: “ثمار حد السيف لا تزال تقطفها المقاومة، وما تزال تؤثر في أمن الاحتلال وقيادته، التي أخفقت في امتلاك المعلومات الصحيحة خلال تنفيذ عمليتها الأمنية شرقي خانيونس”.

وأشاد الشرقاوي بقدرات المقاومة الأمنية والاستخبارية والميدانية، قائلاً: “المقاومة الفلسطينية في عملية “حد السيف” وعملياتها الأخرى لديها استعداد دائم ويقظة تجاه مخططات الاحتلال الإسرائيلي، وقدرة على إفشالها”.

وحذر من تفكير الاحتلال الدائم  في “البحث عن وقت مناسب لتنفيذ عملية أمنية واستهداف جديد للمقاومة الفلسطينية في محاولة منه لاستعادة الردع المفقود لديه والذي تمتلكه المقاومة الفلسطينية”.

وأكد أن قوة المراقبة بالعين والضرب بالنار التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية، قادرة من خلالها السيطرة على الحدود الشرقية للقطاع، ومنع الاحتلال من تحقيق إنجازات عسكرية ميدانية أو أمنية استخباراتية.

وأقر الاحتلال في تقرير رسمي أصدره في وقت سابق، فشل عمليته الأمنية في تحقيق أهدافها بعد تحقيقات داخلية أجراها، حيث أكد التقرير الذي أدلى تفاصيله قائد أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي أن “مهمة القوة الإسرائيلية لم تنفذ لوجود أخطاء وثغرات أدت لانكشاف القوة؛ من بينها أخطاء عملياتية وأخطاء خلال الاستعدادات، وعدم تنفيذ القوة لمهامها”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات