السبت 27/أبريل/2024

هل تُصلح الانتخابات الفلسطينية ما أفسده الانقسام؟

هل تُصلح الانتخابات الفلسطينية ما أفسده الانقسام؟

رغم أن التصريحات السياسية والوطنية بعد لقاءات حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية بغزة كانت متفائلة إلا أن هناك كثير من العقبات بحاجة للتذليل حتى تنجح الانتخابات.

فليس بالنوايا الجادّة وحدها تنجح الانتخابات الفلسطينية وينتهي عهد الانقسام الفلسطيني ويستعيد النظام السياسي عافيته.

وكان حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات المركزية أنهى لقاءات قبل يومين مع الفصائل بغزة صدر بعدها موقف موحّد من الفصائل يدعم إجراءات الانتخابات التشريعية، ومن بعدها الرئاسية.

لقاءات غزة كانت محطة في سلسلة لقاءات بدأت من دعوة محمود عباس رئيس السلطة عقب خطابه في الأمم المتحدة قبل أسابيع للشروع في التحضير للانتخابات الفلسطينية تلاها لقاءات بالضفة في ذات الإطار.

مستقبل سياسي
هل تشفى الانتخابات الفلسطينية المرتقبة الفلسطينيين من آلام الانقسام التي نالت من الجسد السياسي طوال اثني عشر عاماً أم سينحرف القطار مرةً أخرى أمام تباين البرامج السياسية؟

وحمل موقف الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، الموافقة على إجراء الانتخابات التشريعية وبعد ثلاثة أشهر انتخابات الرئاسة دون تزامنها مع انتخابات المجلس الوطني مرونةً جديدة يرى فيها مراقبون للمشهد بادرة حسن نيّة جديدة، وهم يترقبون رد الرئاسة الذي لم يصل بعد.

يقول طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية إن تطوّر أي اتفاق بشأن الانتخابات الفلسطينية يفتح الطريق أمام إصلاح النظام السياسي على قاعدة الديمقراطية والشراكة الوطنية كمدخل للخروج من الأزمة السياسية.

ويضيف لمراسلنا: “لابد من بحث جدّي لتأمين سبل نجاح الانتخابات، مطلوب من عباس الدعوة لاجتماع قيادي يشارك فيه الأمناء العامون للفصائل لبحث آليات وقانون الانتخابات، هناك إجماع على التمثيل النسبي”.

ولا يمكن فصل المشهد السياسي الفلسطيني الذي يعاني من الانقسام عن تطورات المشهد الإقليمي والدولي الذي يحمل رؤية متداخلة حملت الفلسطينيين كثيراً مسئولية تواصل الانقسام في حين مالت الكفّة مؤخراً لصالح التطبيع مع الاحتلال.

يقول المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض إن عدم توافق الكل الفلسطيني على الانتخابات الفلسطينية الآن سيتحول إلى أزمة جديدة.

ويتابع: “حماس تنازلت عن فكرة إجراءات الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني رزمة واحدة، وأكدت أنها جاهزة، ولابد من توفر حسن نوايا من الجميع وألا نعيش مناورات سياسية كما جرى سابقاً”.

ولا يفصل المحلل عوض قضية الانتخابات الفلسطينية عن الرؤية السياسية العربية والدولية التي ربما يكون لها موقف آخر من نتائج أي انتخابات قادمة. 

حالة التوافق الفلسطيني ليست وحدها الحل، لكن تفاصيل الحوار الوطني الجدّي حول أدوات ومكان وشمولية الانتخابات هي الأكثر أهمية.

آمال وعقبات
عين الاحتلال مسلّطة دوماً على المشهد الفلسطيني، فقد بات مفهوماً أن الانقسام وفّر للاحتلال الوقت والدعم لتكثيف الاستيطان والتهويد، واللعب على قاعدة استغلال الفرقة الفلسطينية.

خصوصية التوقيت الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية لعدوان، وتنكّر إسرائيلي للحقوق الفلسطينية يقضي على حل الدولتين يحمل أهمية خاصّة لإعادة إصلاح النظام السياسي الفلسطيني بكافة مكوناته.

محصلة اللقاءات الأخيرة بغزة؛ حسب رؤية أبو ظريفة، كانت كيف تجري الشمولية للانتخابات بشكل متوازٍ أو متوالٍ ضمن شروط متوافق عليها وطنيًّا.

ويتابع: “متوقع أن يقدم الاحتلال على فرض خطوات ميدانية وسياسية لتعطيل الانتخابات، المختلف هذه المرّة أننا قديماً اعتبرنا الانتخابات محصّلة لإنهاء الانقسام، لكن هذه المرة نريد من الانتخابات أن تكون مدخلاً لإنهاء الانقسام، الإرادة والأجواء بغزة في الاجتماع مع لجنة الانتخابات ركّز على المخاطر والتحديات المهددة للمشروع الوطني والكل كان إيجابيًّا”.

العقبات لا تزال موجودة في الطريق، والموافقة على إجراء الانتخابات لا تبدد كامل المعضلات حسب رؤية أبو ظريفة، والمطلوب عقد الاجتماع القيادي للأمناء العامون لقيادة الفصائل. 

ويرى المحلل عوض، أن خصوصية المرحلة السياسية تحمل اتصالاً فريداً لضرورة إنهاء حالة الاحتقان الذي قد تكون الانتخابات بوابته الرئيسية لتوحيد الاستراتيجيات السياسية.

ويتابع: “لابد من مخاطبة العالم أن الصندوق كان ولا يزال بوابة الشرعية السياسية، وطريق مواجهة مخطط صفقة القرن وتوحيد الخطاب السياسي وتجديد الشرعية الفلسطينية”.

تباين الرؤية السياسية لكل من حركتي فتح وحماس يشكل العقبة الأهم في تطوير حالة الاتفاق على إجراء الانتخابات إلى واقع عملي بين فصيلين كبيرين.

يقول المحلل السياسي محمد مصلح، إن الجغرافيا تلعب دوراً كبيراً في نجاح إجراء الانتخابات التي لا تنفصل عن تقاطعات الأنظمة العربية والدولية للمشهد السياسي الفلسطيني.

موافقة فتح على مواصلة المفاوضات بعد انتهاء مرحلة (أوسلو) ورؤية حماس المقاومة، يفصل بينهما فجوة واسعة لن تتقلص حسب رؤية المحلل مصلح إلا إذا كانت هناك تفاصيل جديدة لم تكشف بعد.

ويتابع: “ممكن تنظيف الطاولة من كافة الخلافات إذا كانت هناك مواقف جديدة لفتح وحماس، ففي حين تمسكت حماس دوماً بحق المقاومة وإصلاح المنظمة، ظلت فتح تعدّ نفسها الأب والأم للسياسة الفلسطينية ولم تقبل بالشراكة السياسية منذ فازت حماس”.

ويترقب الشارع الفلسطيني بغزة والضفة تطور المواقف السياسية لفتح وحماس حتى تدور عجلة المصالحة ويجدد صندوق الانتخابات المرتقبة الحياة السياسية الفلسطينية للتفرغ للمعركة الأهم مع الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات