الجمعة 26/أبريل/2024

استطلاع: ثلثا الشباب الفلسطيني يخشون المشاركة بآرائهم عبر الإنترنت

استطلاع: ثلثا الشباب الفلسطيني يخشون المشاركة بآرائهم عبر الإنترنت

أظهرت معطيات استطلاع فلسطيني، بأن ثلثي الشباب الفلسطيني لا يشعرون بالأمان عندما يشاركون بآرائهم السياسية عبر الإنترنت، كما أظهر تعرّض ثلث الشباب الفلسطينيّ للمساءلة القانونيّة نتيجة مشاركتهم آراءهم السياسية على الإنترنت.

جاء ذلك وفق نتائج استطلاع وبحث أجراهما مركز “حملة – المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي”، ومقره مدينة حيفا (شمال فلسطين المحتلة عام 1948)، بعنوان “شبكة مُسْكَتَة: تأثيرات الردع على المشاركة السياسية للشباب الفلسطينيّ في وسائل التواصل الاجتماعيّ”.

وحسب المعطيات، التي نشرها المركز على موقعه الإلكتروني، فإن 76.3 في المائة من الشباب الفلسطيني يستخدم الإنترنت بواسطة الهاتف الذكي، يليه 16.8 في المائة بواسطة حاسوب شخصيّ، و12.2 في المائة حاسوب مشترك مع العائلة، و11.7 في المائة جهاز لوحيّ (تابلت).

وتقضي العينة المستطلعة حوالي 5.5 ساعات يوميًّا في استخدام الإنترنت. 

وأظهر البحث أنّ منصة “فيسبوك” هي أكثر المنصات والتطبيقات استخدامًا، حيث تصل نسبة استخدامها إلى 71.3 في المائة من الشباب الفلسطينيّ، يليها “واتس آب” بنسبة 66 في المائة ومن ثم “يوتيوب” 51.1 في المائة، و”إنستغرام” 45.7 في المائة، و”سناب تشات” 32.7 في المائة، و”فايبر” 16.4 في المائة.

وتصل نسبة استخدام “تويتر” إلى 15.8 في المائة، أما “تيك توك” فتصل إلى 15 في المائة، و”سكايب” 10.1 في المائة، و”تيليغرام” 8.1 في المائة، و”سيغنال” 3.5 في المائة و”لينكد إن” بنسبة 3.8 في المائة.

الآراء السياسية 

أما بالنسبة للمشاركة السياسية والتعبير عن الرأي في الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعيّ، فإنّ حوالي 37.2 في المائة من المستطلعين يشاركون بآرائهم السياسية عبر الإنترنت مقابل 62.8 في المائة أجابوا أنّهم لا يشاركون بالآراء السياسيّة.

وفي السياق ذاته، أجاب 33.6 في المائة بتعرّضهم للمساءلة القانونيّة نتيجة المشاركة بالآراء السياسيّة، بينما أظهر البحث أن 66.4 في المائة لم يتعرّضوا للمساءلة.

وبشأن الأسباب التي تحول دون مشاركة الفلسطينيّ والتعبير عن الرأي من خلال وسائل التواصل الاجتماعيّ، أظهر تقرير “شبكة مُسْكَتَة” تأثيرات الردع على المشاركة السياسية للشباب الفلسطينيّ في وسائل التواصل الاجتماعيّ”، الذي يلخّص ويحلّل محتوى المجموعات البؤريّة.

وفي هذا الصدد أكد التقرير أنّ الشباب يشكّك في جدوى المشاركة السياسية عبر الإنترنت؛ حيث يشعرون أنّ مشاركتهم السياسية لا تُحدث فرقًا عندما يتعلق الأمر بإحداث تغيير فعليّ، وأنّ هذه المشاركة انتقائيّة في القضايا والمواضيع وغالبًا ما تميل إلى أن تكون ضمن “ترند” أو حملة يشاركون فيها.

البيئة القانونيّة والسياسية

ويؤكّد التقرير بالأساس أنّ للبيئة القانونيّة والسياسية الحالية تأثيرًا كبيرًا على النشاط السياسيّ للشباب الفلسطينيّ على الإنترنت، خصوصًا بعد أن واجه العديد من الفلسطينيّين تجربة إزالة المحتوى، والمضايقات، والاستجوابات والاعتقالات بسبب ممارستهم لحقهم في حرية التعبير في الإنترنت.

ويشير تقرير “شبكة مسكتة” إلى أنّ الضغط والرقابة من جانب أفراد الأسرة والعائلة الموسّعة يساهمان في قمع المشاركة السياسية للشباب وحرية التعبير عن الرأي في الإنترنت. كذلك فإنّ ردع الآخرين، نتيجة للمشاركة السياسيّة، يخيف الشباب ويدفعهم إلى عدم التعبير عن آرائهم عبر الإنترنت، وهو ما يُسمّى في أدبيات الحقوق الرقميّة “تأثيرات ردع ثانوية” حيث تُردع نشاطات المستخدمين عبر الإنترنت، حتى عندما لا يتعرضون بأنفسهم لذلك الردع، إنّما عندما يتعرض آخرون في شبكاتهم الاجتماعيّة للقمع.

وقد وجد هذا التقرير أنّ الفلسطينيّين حدّدوا أنواعًا من تأثيرات الردع، وشملت مخاوف من القمع الذي تعرّض له صحفيّون وكتّاب، أو صديق أو فرد من الأسرة، من اعتقالات واستجوابات ومضايقات عبر الإنترنت.

كذلك، أظهرت نتائج مجموعات النقاش أنّ التنمّر عبر الإنترنت يؤثّر بشكل كبير على المشاركة السياسيّة، كما تواجه النساء على وجه الخصوص مستويات عالية من التنمّر الإلكترونيّ والعنف المبنيّ على النوع الاجتماعيّ.

وأشار تقرير “شبة مسكتة” إلى المخاوف التي برزت عند الشباب الفلسطينيّ في الداخل على نحو خاص، بأنّ تؤدي مشاركتهم السياسية عبر الإنترنت إلى فقدان فرص العمل والتعليم، والتي نتيجة لها قرّر العديد منهم الشباب أنّه من الأفضل عدم التعبير عن أنفسهم عبر الإنترنت حتى “ما يتضرر مستقبلهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات