كفى للظهور في الإعلام الصهيوني
يبدو أن كفاحنا للتحرر من الاحتلال الصهيوني لا يوازيه جهد مماثل للتحرر من إعلامه والتبعية له، وما زال الكثيرون حتى يومنا هذا لا يجدون أي حرج في الخروج على الشاشات الصهيونية، رغم أنه يتم عادةً اقتطاع ما يستفيد منه الصهاينة وحذف ما يفيدنا.
وجريمة عزت بدوان -رئيس بلدية كوبر- مضاعفة؛ فهو لم يظهر فحسب في وسيلة إعلام صهيونية، بل قدم خطابًا بائسًا منبطحًا مهزوزًا يرضي غرور المستوطنين، ويؤكد لهم على أنهم ما زالوا قوة تخيف الفلسطينيين حتى لو كانوا مسؤولين ورؤساء بلديات.
حيث أكد بدوان على أن جيش الاحتلال ومخابراته أقوياء ويعرفون ماذا يفعلون (مع أن الواقع الميداني يؤكد على تخبطهم في ملاحقة منفذي عملية عين بوبين)، وتنصل من الشعارات المؤيدة للمقاومة ونسبها لأطفال “مراهقين عابثين” حسب ما يوحي كلامه، وكأن المقاومة شيء مخجل وعار.
والحقيقة أن الغالبية الساحقة لمن يظهرون في الإعلام الصهيوني يتكلمون بشكل غير مدروس، وتخرج العبارات من أفواههم كيفما اتفق، بينما يقتنص الصحفي الصهيوني بعض العبارات التي تخدم رسالته الإعلامية الداعمة للاحتلال والتي تسفه الحق الفلسطيني، كما يستفيد من العبارات التي ترفع معنويات الصهاينة وتحط من معنويات الفلسطينيين؛ مثلما فعل مع مدح رئيس بلدية كوبر لقوة جيش الاحتلال والشاباك.
الإعلام جزء من الحرب النفسية ولهذه الحرب أصولها، ومخاطبة الإعلام يجب أن يكون له أهداف واضحة ويجب التأكد من تحقيق هذه الأهداف، ولكل جمهور طريقة خاصة لمخاطبته، فعندما تخاطب جمهور “المستوطنين” ما الذي تريد إيصاله لهم؟ هل تريد القول لهم أنك جار طيب وتريد علاقات حسنة معهم؟ أم تطمئنهم أنك لن تقوم “بإيذائهم”؟
وبناء عليه لا يمكن التعامل بجدية مع المزاعم التي تقول إن الظهور في الإعلام الصهيوني هدفه “نشر الرواية الفلسطينية والرد على الرواية الصهيونية”، فمن ناحيةٍ الذين يظهرون في الإعلام الصهيوني لا يحسنون الحديث ويوجههم الصحفي الصهيوني ليقولوا ما يريد سماعه، ومن الناحية الأخرى يتم اختيار ما يناسبهم وحجب ما تبقى عن العرض، وفي نهاية المطاف هنالك إعلام عربي وآخر غربي وعالمي يمكن استخدامه من أجل إيصال صوتنا للعالم بدلًا من استخدام إعلام عدونا!
لا تقتصر أضرار الظهور في الإعلام الصهيوني على الجانب الإعلامي، بل يعتبر ذريعة وحجة للمطبعين الذين يسعون لكسر حاجز المقاطعة المفروض على دولة الاحتلال، وأصبح ميدانًا لتنافس مسؤولي السلطة الساعين لحجز مكان لهم في مشروع الإدارة المدنية الذي يحاول الاحتلال إعادته إلى سابق عهده (الفترة التي سبقت تأسيس السلطة الفلسطينية).
إن صراعنا مع الاحتلال صراع وجود نسعى لاقتلاعه من أرضنا لا التعايش معه، والظهور في الإعلام الصهيوني هو شكل من أشكال التعايش معه، وإذا كان خوف رئيس البلدية على التصاريح والتسهيلات المزعومة دفعه للقفز عن كل الاعتبارات الوطنية فهذا معناه أن الاحتلال نجح في تدجين رئيس البلدية ومن يمثلهم.
لذا فمن مسؤولية فصائل المقاومة اتخاذ موقف حاسم من الظهور في الإعلام الصهيوني، وعدم ترك الأمور غير محسومة مجاملة لهذا الشخص أو ذاك.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
القوات اليمنية تستهدف سفنًا انتهكت قرار حظر الوصول لإسرائيل
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، فجر الثلاثاء، استهداف سفن إسرائيلية وأمريكية في البحر الأحمر والمحيط الهندي. وقال...
رغم القمع والتهديدات.. جامعات العالم تواصل طوفانها المناصر لفلسطين
عواصم – المركز الفلسطيني للإعلام هكذا تحولت جامعة "كولومبيا" التي قادت شرارة "طوفان الجامعات" المناصر لفلسطين حول العالم كـ "الشوكة" في حلق النظام...
هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...
“هيومن رايتس ووتش”: الردود على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين صادمة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، أن "الرد على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين...
مشاهد جديدة لتفجير كتائب القسام نفقا في قوة إسرائيلية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية حديثة لعناصر من كتائب عز الدين القسام في أحد الأنفاق بغزة وهم يقومون بتفخيخ نفق قبل دخول...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابطين وإصابة جندي بجراح خطيرة في “كمين نتساريم”
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ضابطين وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة في كمين ممر...
منظمة إنقاذ الطفولة: خان يونس أصبحت “مدينة أشباح”
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة "إنقاذ الطفولة الدولية"، الاثنين، إن "مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ثاني أكبر مدينة في القطاع، والتي...