الثلاثاء 30/أبريل/2024

أكاديميا الاحتلال

ناصر ناصر

أثارت الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة هآرتس والمهتمة بشؤون الفلسطينيين تحت الاحتلال عميرا هس في مقالتها في هآرتس 14-7 موضوع موقف الأكاديميا الإسرائيلية من قضايا أخلاقية كقضية الاعتداء على حقوق الجامعات الفلسطينية تحت الاحتلال، من خلال تناولها جزئية التدخل بالحرية الأكاديمية للجامعات الفلسطينية وإعاقة أو تخريب عملية تشغيل محاضرين من الخارج أو استقبال طلاب أجانب، ليس لسبب أمني بل من أجل المس بقدرات الجامعات الفلسطينية تحت الاحتلال.

تعتقد الكاتبة اليسارية التي تسكن في رام الله أن سبب موقف الأكاديمية الإسرائيلية السلبي هو حالة اللامبالاة من قبل رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمحاضرين وحتى الطلاب أنفسهم لممارسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، تماما كما لا تبالي كليات القانون بسماح القضاة في إسرائيل لجمعية العاد بطرد عائلة صيام من بيتها في سلوان، أو لامبالاة الجامعة العبرية بالتنكيل الذي يحدث قريبا من مساكنها مما أسمته غيتو العيساوية، مشيرة إلى أن حالة اللامبالاة هذه هي جزء من حالة أوسع يعاني منها الجمهور في إسرائيل، وهي عدم رؤية الاحتلال كموضوع هام يلفت الانظار، أي الاحتلال ليس على الأجندة.

وهنا لا بد من طرح الأسئلة التالية:

– لماذا الاحتلال ليس على الأجندة أو في قلب اهتمام المواطن الإسرائيلي؟
– هل السبب في ذلك هو تراجع المقاومة الفلسطينية؟
حيث أظهرت المؤشرات والاستطلاعات ارتباطا إيجابيا بين درجة العمليات الصاخبة التي يسمع بها كل مواطن إسرائيلي وبين درجة الاهتمام بقضية الاحتلال.

– وهل كان من المتوقع أن تتحرك الأكاديميا في إسرائيل لأسباب أخلاقية بحتة للدفاع عن الأكاديمية الفلسطينية؟
الواقع يقول: إن الأخلاق لا تشكل دافعا لتلك الأكاديميا التي تزعم تبنيها لقيم الليبرالية وحقوق الإنسان.

وهنا لا بد من الإشارة إلى حملة إسرائيلية شاملة تقودها الحكومة ومؤسسات اليمين القوية ضد بعض التيارات النقدية المحدودة خارج وداخل الجامعات الإسرائيلية منذ عدة سنوات وخاصة في أقسام علم الاجتماع، والذين اعتبروا من تيار ما بعد الصهيونية الذي يرفض بعضه الصهيونية، أما الآخر فيعتبرها قد أنهت دورها التاريخي، مثل البرفسور اورون يفتحايل ويوناتال شبيرا وشلومو سانت وغيرهم.

وهكذا يمكن القول إن الدفاع عن الأكاديميا الفلسطينية هو جزء من الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ويبدو أن ذلك لا يتأتى إلا من خلال تفعيل المقاومة بكافة أشكالها المشروعة، وليس من خلال انتظار بوادر حسن نية من أكاديمية إسرائيلية غافلة بل مشاركة في تعزيز وتشريع الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...