الجمعة 31/مايو/2024

إسرائيل تعترف: قتلنا متظاهرين بغزة عبثًا

إسرائيل تعترف: قتلنا متظاهرين بغزة عبثًا

بالرصاص واجهت “إسرائيل” المتظاهرين العزل الذين شرعوا في مسيرات العودة الكبرى في 31 مارس/ آذار 2018، رفضا لاستمرار الحصار على غزة، وللمطالبة بحق العودة.

ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بشدّة وإجرام؛ حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 317 مواطنًا منهم صحفيون ومسعفون وأطفال ونساء؛ ومنهم 12 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصاب 31 ألفًا آخرين، منهم 500 في حالة الخطر الشديد.


null

دون مبرر
وبعد قرابة عام ونصف على المسيرة، جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترف أن هناك من قُتل خلال تلك المظاهرات دون أي مبرر أو أي مسبب.

منظمة “بتسيليم” الحقوقية الإسرائيلية تقول: مئات الفلسطينيّين قُتلوا وآلاف جُرحوا جرّاء سياسة إطلاق النّار المخالفة للقانون التي تطبّقها “إسرائيل” في مظاهرات مسيرات العودة، والتي حظيت بتصديق محكمة العدل العليا.

تضيف أنه رغم ذلك لا أحد كلّف نفسه بتغيير التعليمات؛ بل واصل جيش الاحتلال العمل بطريقة التجربة والخطأ وكأنّ الفلسطينيّين ليسوا بشرًا حقيقيّين يقتلهم الرّصاص الحيّ ويصيبهم بجراح وهو ما حدث فعلًا؛ بشر تدمّرت حياتهم وحياة أسرهم إلى الأبد.

وقال موقع “حدشوت كان”: إن الجيش الإسرائيلي قرّر الآن تغيير تعليمات إطلاق النّار الصّادرة للقنّاصة بعد أن تبيّن أنّ التصويب على الجزء الأسفل من الجسم وفوق الرّكبة، سبّب الموت في معظم الأحيان.

ويزعم الموقع أن التعليمات للجنود من الآن فصاعدًا هي أن يصوّبوا إلى ما تحت الرّكبة كملاذ أخير ولاحقًا قيل لهم إلى الكاحل.


null

لا يعدون الفلسطينيين بشرًا!
“بتسيليم” تعلق قائلة: قرار تغيير تعليمات إطلاق النار في هذا الوقت المتأخّر وبعد تطبيقها طيلة أكثر من سنة وتسبّبها في مقتل ما لا يقلّ عن 300 فلسطيني منهم 37 قاصرًا وجرح الآلاف ليس معناه أنّ الجيش يولي قيمة كبيرة لحياة البشر بل معناه عكس ذلك تمامًا.

تضيف: إنّه يدلّ على أنّ الجيش اختار وهو بكامل وعيه ألّا يعدّ من يقفون قبالته في الجانب الآخر بشرًا. محكمة العدل العليا صدّقت ببراءة مصطنعة هذا الكلام وصادقت عليه، هؤلاء وأولئك يتحمّلون مسؤوليّة هذه السياسة الإجراميّة.

وتابعت أن “إسرائيل” تعاملت مع المظاهرات السلمية كخطر وجوديّ يتهدّد الدّولة، وعدّت المشاركين “مخرّبين” خطيرين.

من هذا المنطلق طبّق جيش الاحتلال منذ المظاهرة الأولى سياسة إطلاق نار فتّاكة ومخالفة للقانون وغير أخلاقيّة ويلوح فوقها علم أسود حيث أجازت إطلاق الرّصاص الحيّ على متظاهرين موجودين في الجانب الآخر من الشريط العازل ولا يشكّلون خطرًا على أحد، وفق “بتسيليم”.


null

حظيت بقبول المحكمة
تقول المنظمة: إن التعليمات الخاصة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وقتلهم حظيت بدعم “محكمة العدل العليا الإسرائيلية” وتصديق المدّعي العامّ العسكريّ والمستشار القضائيّ للحكومة.

المحكمة من جانبها قبلت موقف السلطات الإسرائيلية المذكور جملة وتفصيلًا ودون أيّ تمحيص.

القاضي حنان ملتسر، نائب رئيسة المحكمة العليا، أقرّ أنّ التعليمات تجيز إطلاق الرّصاص الحيّ فقط في حالة “خطر داهم ومحقّق يتهدّد قوّات جيش الدّفاع الإسرائيليّ أو مواطنين إسرائيليّين”، وأنّها “تجيز التصويب بالضبط على رجليْ مشاغب رئيس أو محرّض رئيس بهدف القضاء على الخطر المتوقّع والدّاهم”، حسب تعبيره.

إستر حيوت، رئيسة المحكمة، ضمّت صوتها إلى صوت القاضي ملتسر، وقبلت هي أيضًا جملة وتفصيلًا ادّعاءات السلطات الإسرائيلية بخصوص الحذر الشديد الذي يتّبعه الجيش في كلّ ما يتعلّق بالرّصاص الحيّ؛ “لكي يقلّل قدر الإمكان من الأضرار التي قد تلحق بالمشاركين من المواطنين الذين لا علاقة لهم”.


null

تفنيد

وأشارت “بتسيليم” إلى أن حوادث القتل والإصابات والاستهداف المتعمد للمتظاهرين بسبب ودون سبب، كشفت زيف ما تدعيه السلطات أمام المحكمة؛ حيث قتلت “إسرائيل” ما لا يقل عن 300 فلسطيني منهم أطفال ومسعفون وصحفيون.

كما أفادت معطيات نشرتها “أوتشا” الأممية أن قرابة 8 آلاف فلسطيني أصيبوا بالرصاص الحي، وفق ما نقلت مؤسسة “بتسيليم”.

أمّا منظّمة الصحّة العالميّة فتفيد معطياتها أنّ هناك 139 مصابًا منهم 30 قاصرًا اضطرّ الأطبّاء إلى بتر أعضاء من جسدهم، منهم 121 حالة بتر أطراف سفلى؛ وهناك 24 جريحًا أقعدهم الشّلل نتيجة لإصابتهم في العمود الفقريّ.


null

تحذير
هذا وقال رئيس الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار خالد البطش: إن استمرار إطلاق النار على المتظاهرين سيجر إلى جولة جديدة من التصعيد مع الاحتلال.

وأضاف البطش، في تصريح صحفي: “في الوقت الذي يسعى فيه شعبنا لحماية حقه في العودة وكسر الحصار الظالم منذ سنوات عبر مسيرات شعبية وأدوات سلمية؛ يستمر الاحتلال عبر تعليمات إطلاق النار للقناصة القتلة في تشريع القتل تحت سمع العالم وبصره ومنظمات حقوق الإنسان دون إدانة أو رفض من المجتمع الدولي المنافق والمنحاز للاحتلال”.

وحذر من استمرار إطلاق النار على المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة وكسر الحصار بقطاع غزة وأبناء شعبنا بالضفة المحتلة، محملا العدو تداعيات هذه السياسة، وما قد تؤول إليه الأمور من ردة فعل فصائل المقاومة التي لن تصمت طويلا على تلك الجرائم.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات