الثلاثاء 30/أبريل/2024

المتأسرلون..!!

رشيد حسن

أفرزت مسيرة ما يسمى «بالسلام»، وتوقيع معاهدات واتفاقيات مع العدو الصهيوني.. وأخطرها «أوسلو» 1993،.. واعتراف النظام الرسمي العربي ب «دولة» العدو على 78% من أرض فلسطين العربية، دون الاشتراط عليه وإجباره الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في حزيران 1965، وفي مقدمتها القدس العربية..

أفرزت هذه الأوضاع غير الطبيعية، ظاهرة المتأسرلين.. وهي شريحة وصولية.. مصلحية.. نفعية.. حقيرة.. قذرة.. منبوذة.. ربطت مصالحها، لا بل وجودها بوجود العدو الصهيوني، وأثبتت أنها من أحفاد أبي رغال والعلقمي وسلسلة الجواسيس عبر التاريخ المشين..

لقد أصبح لهذه الشريحة، وبعد مرور أكثر من «25» عاماً، على ظهورها، أتباع ومؤيدون يرتبطون معها بمصالح ومنافع مالية.. شيكات وشيكلات ودولارات..إلخ

هذه الشريحة ذات السمعة السيئة أفرزت أيضاً سماسرة وجواسيس وأولاد حرام وزنا، أو بالأحرى وفرت المناخ المريض، والتربة الموبوءة لتكاثر الجواسيس، كما تتكاثر الفطريات والسرخسيات والطحالب..إلخ.

إن أخطر ما اقترفته وتقترفه هذه الشريحة النجسة، هي المساهمة في تسريب وبيع الأراضي والممتلكات والعقارات الفلسطينية، وخاصة في منطقة القدس، للعدو الصهيوني… لجمعيات الإسكان الصهيونية مثل جمعية «العاد» التي استولت على عمارات وشقق سكنية في القدس والقرى المجاورة لها «أبو ديس، العيزرية، حزما، صور باهر، سلوان…إلخ» في ظروف غامضة أبرزها غياب أصحاب هذه العقارات، وتزوير وكالات لبيعها..إلخ.

إن القرار الشجاع الذي اتخذه الشعب الفلسطيني، بقياداته وممثليه وفصائله وأحزابه.. بإنزال أقصى العقوبات بكل من يقوم ببيع أراض وعقارات للعدو الصهيوني وهي عقوبة الإعدام، وعدم الصلاة عليه في مساجد المسلمين، وعدم دفنه في مقابرهم، كما حدث لأحد السماسرة مؤخراً، إذ رفض المصلون المرابطون في الأقصى دخول جثمانه إلى المسجد والصلاة عليه، ودفنه في مقابر المسلمين.

هذا الرفض الجريء يستدعي التجذير، بحيث يصبح نهجاً وطنيا، مرادفاً وداعماً لفعاليات الانتفاضة، وجزءاً أصيلاً من نضالات شعبنا ومقاومته للعدو والتصدي لعملائه بكل قوة وإصرار، للجم العدوان المستمر، وكنسه من فلسطين كل فلسطين.. وكنس عملائه إلى مزبلة التاريخ.

إن الخسائر الباهظة التي مني بها النضال الفلسطيني، وخلال السنوات الأخيرة، وبالذات منذ عدوان حزيران 67، وخاصة اغتيال قادته وطلائعه المناضلة.. كان بفعل هؤلاء الجواسيس الذين نجح العدو في زراعتهم في جسم المقاومة، واستطاعوا الوصول إلى أبرز قادتها واغتيالهم.. فاغتالوا غسان كنفاني وكمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار وأبو جهاد وأبو إياد وأبو علي مصطفي والشيخ أحمد ياسين والرنتيسي.. والقائمة تطول وتطول.. إلخ.

وها هم يقومون بأقذر الأعمال، وهي ضرب النسيج الاجتماعي من خلال تسريب المخدرات للشباب والطلاب والطالبات، وفق نهج صهيوني خبيث، يهدف إلى ضرب هذا النسيج المتين، والذي يعتبره العدو، الخزان الأهم للمقاومة والانتفاضة.

باختصار..

ندعو إلى تعميق نهج مقاومة الجواسيس، وإيقاع أقصى العقوبات بهم، وإعدامهم في الساحات العامة، وعدم الصلاة عليهم وعدم دفنهم في مقابر المسلمين، كضرورة وطنية وقومية، لحماية الوطن والحفاظ على الأرض وقطع دابر الليل الصهيوني الذي يوشك أن يسدل أستاره على كل فلسطين. الموت والعار والشنار للجواسيس والسماسرة والعملاء وكافة المتأسرلين والمطبعين..

والمجد للعيون التي لا تنام وأقسمت أن تحرس الوطن بأهدابها..

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...