إجراءات المعابر الجديدة للاحتلال تضرب اقتصاد جنين

تعرضت الحركة التجارية في محافظة جنين شمال الضفة الغربية منذ أسبوع لضربة قاسية أدت لانخفاض حادٍّ في النشاط التجاري للمحافظة والذي يعتمد بالأساس على فلسطينيي 48.

وكانت سلطات الاحتلال أعلنت قبل نحو أسبوع عن منع إدخال أي مواد من خلال معبر الجلمة بكميات كبيرة بما يشمل الخضار والفواكه واللحوم والأدوات المنزلية وغيرها ما أصاب القدرة الشرائية لفلسطينيي 48 من المدينة بالشلل، حيث تصنف قوات الاحتلال على المعبر الكيس الأسود الكبير بأنه كميات كبيرة تستوجب الإتلاف.

وبحسب التاجر علي زكارنة والذي يمتلك متجرًا في شارع الناصرة بمدينة جنين لمراسلنا فإن المبيعات انخفضت لأكثر من النصف وهناك حالة كساد كبيرة، “فنحن نعتمد بالأساس على فلسطينيي 48 الذين لا يأتون لجنين من أجل شراء كيلو بندورة مثلا، فالعائلة حين تأتي لجنين تتبضع حاجياتها لشهر في الغالب”، وفق ما قال.

إجراءات تعسفية

وأبدى حسن السلال من مدينة الناصرة في أراضي الـ 48 خلال تواجده بجنين امتعاضه في حديثه لمراسلنا من القرار وهو يقف أمام محل للخضروات ولا يستطيع شراء شيء لأن جنود المعبر سوف يتلفونها، معتبرًا أن القرار ضرب العلاقة التجارية بين فلسطينيي 48 وجنين والتي تعد علاقة متشابكة منذ عقود.

وشرعت قوات الاحتلال على معبر الجلمة بإجراءات صارمة منذ أكثر من أسبوع تتضمن إتلاف البضائع التي يشتريها فلسطينيو 48 من أسواق جنين بعد تفتيش مركباتهم على معبر الجلمة ما ألحق خسائر فادحة بهم وبالتجار.

علي أبو فرحة، والذي يمتلك بسطة قرب معبر الجلمة أشار لمراسلنا إلى انخفاض حاد في أعداد فلسطيني 48 القادمين للمدينة منذ القرار، وهذا ملاحظ بالعين ولا يحتاج لحسابات، فالنشاط وتزاحم المركبات في هذا الشارع بحسب أبو فرحة لم يعد موجودا وهذا يعني أن جنين خاوية من الحركة التجارية لأن هذه النقطة هي مقياس الحركة التجارية بجنين.

بدوره عدّ رئيس الغرفة التجارية بجنين عمار أبو بكر لمراسلنا أن هذا القرار ضار جدا باقتصاد مدينة جنين التي تعتمد الحركة التجارية فيها على فلسطيني 48، مطالبا بالعمل على وقف هذه الإجراءات التي ألحقت الضرر البالغ بالتجار.

وأضاف: “في كل فترة يخرج علينا الاحتلال بإجراءات تسهم في ضرب الاقتصاد أو إعاقة نموه أو التشويش على الحركة التجارية ما يتسبب بزيادة المعاناة الاقتصادية للمواطنين في مرحلة تشهد أصلا وبدون هذه الإجراءات تدهورا في الحالة الاقتصادية ناجمة عن أزمة المقاصة بين السلطة والاحتلال”.

يذكر أنه يتدفق لمحافظة جنين في الأوقات الاعتيادية سيما أيام السبت، عشرات آلاف الفلسطينيين من الناصرة والجليل والمثلث ممن تعد جنين بوابتهم الاقتصادية منذ زمن بعيد، وقد مرت هذه العلاقة بإجراءات مد وجزر بحسب إجراءات الاحتلال على المعابر سيما معبر الجلمة، ولكن دائما ما كان اقتصاد جنين ينهار في الفترات التي يغلق فيها المعبر بشكل كامل.