الثلاثاء 30/أبريل/2024

ضرب الناقلتين في خليج عمان.. لمصلحة من؟؟

ناصر ناصر

وقبل أن تتضح تفاصيل حادث تعرض ناقلتي نفط عملاقتين، إحداهما تحمل علم جزر مارشال التابعة للنرويج وتتجه من قطر إلى تايوان، والثانية تحمل علم بنما وتتجه من السعودية لسنغافورة، وفي أثناء قيام البحرية الإيرانية المتواجدة في ميناء جاسك الإيراني الذي يبعد 25 كم عن مكان الحادث بانتشال وإنقاذ 44 بحارا من بينهم أحد عشر روسيا من طواقم هذه الناقلات، سارعت “إسرائيل” ومن خلال وسائل إعلامها وبعض كبار شخصياتها شبه الرسمية كالجنرال الأسبق والبرفسور الحالي يعقوب عامي درور الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وفيما يبدو كنوع من التحريض وإشعال الموقف، بالجزم والتأكيد بأن إيران هي من تقف وراء الحادث، فماذا يعني ذلك؟

من الواضح أن مصلحة دولة الاحتلال الإسرائيلي تكمن في العمل على تحميل إيران مسؤولية الحادث، وذلك من أجل ممارسة المزيد من الضغوطات السياسية والاقتصادية والعسكرية عليها، ليس بهدف إسقاط النظام أو إجباره على إحداث تغييرات جوهرية في سياساته النووية، وتلك في المنطقة والإقليم فقد باتت “إسرائيل” تدرك عدم إمكانية ذلك، بل من أجل إبقاء إيران في حالة من الدفاع المستمر عن النفس من خلال تسخيرها لمعظم إمكانياتها للدفاع لا للهجوم.

في مقابل هذا فإن مصلحة إيران الواضحة -و بعد أن تعرضت إلى أقسى وأقصى درجات العقوبات الأمريكية ما قبل إعلان الحرب وصمدت أمامها بصورة لافتة- تكمن بزيادة التوتر الأمني في الخليج، وتدفيع الأمريكان وحلفائهم ثمنا اقتصاديا باهظا نتيجة لذلك، حيث ارتفعت أسعار النفط بحوالي 4.5% حتى الآن، وإيصال رسالة مفادها بأن التصعيد ضد إيران يعني التصعيد والتوتر الأمني في كل منطقة الخليج، فلا أمن دون إيران حتى وإن استدعت واستنفرت أمريكا وحلفائها في المنطقة كل منظوماتها العسكرية والأمنية.

إضافة لذلك فإن مصلحة إيران أن لا يثبت تورطها في عملية ضرب الناقلتين في خليج عمان، وذلك على الفرضية الراجحة حتى الآن بتعرضهما لحادث متعمد، وهو ما تسعى “إسرائيل” لإثباته و تعزيزه. لذا سارعت الخارجية الإيرانية بوصف الحادث بالمشبوه وابتعدت كل البعد عن تحمل المسؤولية كما حذرت موسكو من تحميل إيران المسؤولية عن هذا الحادث لعلمها مدى خطورة تداعيات هذا الأمر، حيث سيضع أمريكا في موقف صعب للغاية، فإما أن ترد على إيران عسكريا وتتورط في حرب لا يريدها ترمب وقد يريدها بولتون وبعض المقربين منه، وإذا لم ترد بدت أمريكا كدولة عظمى على الورق فقط وتراجعت قوة ردعها في العالم.

وعليه فمن غير المرجح أن يتبنى ترمب تحميل إيران المسؤولية المباشرة والواضحة عن الحادث، وقد يتوجه لحل وسط؛ وهو تحميلها المسؤولية غير المباشرة عن ذلك.

وفي كل الأحوال تبدو إيران هي الرابح الأكبر من هذا الحادث، ويبدو ترمب وقد استنفد كل أدوات ضغطه على إيران دون أن تنكسر، وتبدو “إسرائيل” كمن يحرض ويشعل المشاكل دون جدوى حقيقية من ذلك، أما الخاسر الأكبر فهم عرب الخليج من حلفاء أمريكا و”إسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...