الاحتلال مع زوار الأقصى: تسهيلات في الإعلام.. وتضييق على الأرض
في كل رمضان يزحف عشرات ومئات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 للمسجد الأقصى، متحدّين عراقيل الاحتلال وقيوده التي تفرض قيودا على الفئات العمرية المسموح بمروها، وسط ادعاءات بتسهيلات تكذبها كل الوقائع على الأرض من التشديدات والتعقيدات في الدخول، وإرجاع حتى من تنطبق عليهم الشروط.
زحوف بعشرات الآلاف:
ومنذ ساعات فجر الجمعة خرج عشرات آلاف الفلسطينيين من مناطق الضفة الغربية، يشدون رحالهم نحو المسجد الأقصى المبارك، بعد عام كامل من الحرمان، مستغلين ادعاءات الاحتلال “تسهيل” دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، وذلك بخفض أعمار المسموح لهم بالدخول من عمر 60 عاماً للرجال، ليكون 40 عاماً، والسماح للنساء من مختلف الأعمار.
null
وما أن وصل المواطنون حاجز قلنديا مدخل المدينة الرئيس مع الضفة الغربية، حتى تفاجؤوا بحجم التضييق والتعقيد الأمني الذي فرضه الاحتلال، والتلكؤ في مرور المواطنين، حيث يشير مخلص الصباح الذي خرج من منزله في جنين بعد الفجر مباشرة: “عبورنا الحاجز احتاج أكثر من ثلاث ساعات، والمرور عبر 4 نقاط تفتيش مع اكتظاظ وتضييق في عبور المواطنين، وهو الأمر الذي لم يكن خلال السنوات الماضية”، متسائلا: “أين هي التسهيلات التي ادعاها الاحتلال؟!!”.
null
إجراءات معقّدة:
من يريد الدخول إلى المسجد الأقصى مضطر للمرور بعدة نقاط تفتيش، فما أن يصل للحاجز حتى تستقبله ساحة كبيرة واسعة من مدخلها ضيقة من مخرجها، تنتهي بنقطتين عسكريتين، فيها جنديان صهيونيان، يدققان في هوية كل مواطن، للتأكد من وصوله للعمر المسموح، والتدقيق في أن الأطفال هم دون 16 من العمر ليسمح لهم بالدخول أو لا.
ويشير المواطن خالد عواد من مدينة جنين، أن وجود جنديين فقط للتدقيق في هويات عشرات آلاف المواطنين أدى لتكدس أعداد كبيرة من المواطنين، ولو أرادوا عبورنا بسلاسة لأوجدوا عشرات الجنود لتسهيل المرور.
null
ما أن ينتهي المواطن من هذه النقطة حتى تقابله مفرزة أخرى تكدس على مدخلها مئات المواطنين، ويتوجب عليهم الدخول بعدها للخضوع للتفتيش البدني، وعبور مدخلها لا يعني الوصول لنقطة التفتيش، بل عليه أن يمر بممر ملتوٍ كالأفعى يبلغ طوله 40 متراً، ينتهي به المطاف إلى القاطع الدائري الذي لا يسمح إلاّ بمرور مواطن في كل دورة المسمى محليًّا “المعاطة” يخرج منها المواطن لتستقبله بوابة إلكترونية تستوجب استخراج كل المعادن المحمولة من حزام البنطال وقطع النقود وأي معادن أخرى، ما إن يخرج المواطن يرتب ثيابه ويربط حزامه، حتى يجد نفسه أمام نقطة أمنية أخرى للتدقيق الأمني على كل رقم هوية، إن كان المار أسيراً محرراً تمنعه من الدخول.
تنكيل بكبار السن:
الحاج الستيني محمد قط من بلدة مادما جنوب نابلس، بدا غاضباً بعدما أنهى إجراءات التفتيش وقال لمراسلنا: “لقد كنا نمر عن نقطة تفتيش واحدة خلال السنوات الماضية، وبعدها نتوجه مباشرة إلى الحافلات لتُقلنا إلى المسجد الأقصى، فكيف بي الآن وأنا أمر عن أربع نقاط أمنية وفي كل نقطة تعقيدات وتأخير دون مراعاة لأعمارنا؟!!”.
null
ويرى الحاج محمد: “أن الاحتلال يسعى من كل هذه التضييقات لردعنا عن القدوم ثانية للصلاة في المسجد الأقصى، ولكنه يُبدي تصميما على القدوم قائلا: “سنبقى نأتي مهما تلقينا من تنكيل، فالأقصى عقيدتنا، وسنحميه بكل ما أوتينا، وسنبقى مرابطين فيه ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً”.
وأرجعت قوات الاحتلال مئات المواطنين خلال توجههم إلى المسجد الأقصى رغم انطباق شروط الدخول للمسجد عليهم بذريعة المنع الأمني، واعتقلت الأسير المحرر علي شواهنة بعد مروره عن حاجز قلنديا.
null
وقالت زوجته أمينة الطويل في حديث لمراسلنا: “تفاجأنا أن قوات الاحتلال أوقفت الحافلة التي استقليناها للذهاب للمسجد الأقصى بعد عبورنا حاجز قلنديا، وأنزلت علي منها، واعتقلته، وعلمنا فيما بعد أنه نقل إلى سجن عوفر”.
null
ورغم كل العراقل، نجح ما يزيد على 180 ألف مصلٍ من الوصول للمسجد الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان، وفق مديرية أوقاف القدس.
null
ورأى المحاضر بجامعة النجاح الدكتور جبر خضير البيتاوي أن الاحتلال ادعى إعطاء تسهيلات في المرور فقط للاستهلاك الإعلامي، ولإظهار وجه متسامح مع الأديان، لكنه في حقيقة الأمر ينكل بالمواطنين عبر كل إجراءات التفتيش التي لا لزوم لها”.
وأكد البيتاوي أن هذا العدد الكبير من الحضور يؤكد التفاف الفلسطينيين حول مسجدهم الأقصى، وأنهم لن يسمحوا لأيِّ كائن كان من المساس بقدسية المسجد ومرجعيته الإسلامية الخالصة”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
ربع مليون مشارك في تظاهرة بلندن للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة البريطانية لندن، السبت، مظاهرة حاشدة بالتزامن مع الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية شارك بها أكثر من ربع...
استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال بدعوى محاولة طعن في القدس
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد فلسطيني، الأحد، بعد إطلاق قوات الاحتلال "الإسرائيلي" النار تجاهه قرب بلدة أبو ديس شرقي القدس...
الإعلام الحكومي: الاحتلال يمنع إدخال 3 آلاف شاحنة مساعدات إلى غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن الاحتلال "الإسرائيلي" يمنع إدخال 3000 شاحنة مساعدات ويمنع مئات المرضى والجرحى من...
أونروا: 800 ألف أجبروا على النزوح من رفح ولا مكان آمن بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن ما يقرب من نصف سكان رفح (والنازحين إليها)، أو 800 ألف شخص،...
الأورومتوسطي يطالب بتأمين عودة مئات آلاف المهجرين قسرا من غزة وشمالها
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والجاد لإلزام "إسرائيل" بالتوقف عن ارتكاب...
من صور البطولة في غزة .. مقاومان يشتبكان حتى الشهادة (شاهد)
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام في مقطع فيديو لا يتجاوز 20 ثانية يظهر بطلان فلسطينيان من قطاع غزة الواحد تلو الآخر وهما يشتبكان مع قوات الاحتلال...
الغريّبة .. حلوى النازحين المفضلة وسط الحرب في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام يعيش الفلسطينيون في غزة حرباً ضروس منذ 8 أشهر وما استكانوا وما وهنت عزائمهم صمودًا وثباتًا ومقاومة في مواجهة أعتى...