الأحد 19/مايو/2024

الاحتلال مع زوار الأقصى: تسهيلات في الإعلام.. وتضييق على الأرض

الاحتلال مع زوار الأقصى: تسهيلات في الإعلام.. وتضييق على الأرض

في كل رمضان يزحف عشرات ومئات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 للمسجد الأقصى، متحدّين عراقيل الاحتلال وقيوده التي تفرض قيودا على الفئات العمرية المسموح بمروها، وسط ادعاءات بتسهيلات تكذبها كل الوقائع على الأرض من التشديدات والتعقيدات في الدخول، وإرجاع حتى من تنطبق عليهم الشروط.

زحوف بعشرات الآلاف:

ومنذ ساعات فجر الجمعة خرج عشرات آلاف الفلسطينيين من مناطق الضفة الغربية، يشدون رحالهم نحو المسجد الأقصى المبارك، بعد عام كامل من الحرمان، مستغلين ادعاءات الاحتلال “تسهيل” دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، وذلك بخفض أعمار المسموح لهم بالدخول من عمر 60 عاماً للرجال، ليكون 40 عاماً، والسماح للنساء من مختلف الأعمار.


null

وما أن وصل المواطنون حاجز قلنديا مدخل المدينة الرئيس مع الضفة الغربية، حتى تفاجؤوا بحجم التضييق والتعقيد الأمني الذي فرضه الاحتلال، والتلكؤ في مرور المواطنين، حيث يشير مخلص الصباح الذي خرج من منزله في جنين بعد الفجر مباشرة: “عبورنا الحاجز احتاج أكثر من ثلاث ساعات، والمرور عبر 4 نقاط تفتيش مع اكتظاظ وتضييق في عبور المواطنين، وهو الأمر الذي لم يكن خلال السنوات الماضية”، متسائلا: “أين هي التسهيلات التي ادعاها الاحتلال؟!!”.


null

إجراءات معقّدة:
من يريد الدخول إلى المسجد الأقصى مضطر للمرور بعدة نقاط تفتيش، فما أن يصل للحاجز حتى تستقبله ساحة كبيرة واسعة من مدخلها ضيقة من مخرجها، تنتهي بنقطتين عسكريتين، فيها جنديان صهيونيان، يدققان في هوية كل مواطن، للتأكد من وصوله للعمر المسموح، والتدقيق في أن الأطفال هم دون 16 من العمر ليسمح لهم بالدخول أو لا.

ويشير المواطن خالد عواد من مدينة جنين، أن وجود جنديين فقط للتدقيق في هويات عشرات آلاف المواطنين أدى لتكدس أعداد كبيرة من المواطنين، ولو أرادوا عبورنا بسلاسة لأوجدوا عشرات الجنود لتسهيل المرور.


null

ما أن ينتهي المواطن من هذه النقطة حتى تقابله مفرزة أخرى تكدس على مدخلها مئات المواطنين، ويتوجب عليهم الدخول بعدها للخضوع للتفتيش البدني، وعبور مدخلها لا يعني الوصول لنقطة التفتيش، بل عليه أن يمر بممر ملتوٍ كالأفعى يبلغ طوله 40 متراً، ينتهي به المطاف إلى القاطع الدائري الذي لا يسمح إلاّ بمرور مواطن في كل دورة المسمى محليًّا “المعاطة” يخرج منها المواطن لتستقبله بوابة إلكترونية تستوجب استخراج كل المعادن المحمولة من حزام البنطال وقطع النقود وأي معادن أخرى، ما إن يخرج المواطن يرتب ثيابه ويربط حزامه، حتى يجد نفسه أمام نقطة أمنية أخرى للتدقيق الأمني على كل رقم هوية، إن كان المار أسيراً محرراً تمنعه من الدخول.

تنكيل بكبار السن:
الحاج الستيني محمد قط من بلدة مادما جنوب نابلس، بدا غاضباً بعدما أنهى إجراءات التفتيش وقال لمراسلنا: “لقد كنا نمر عن نقطة تفتيش واحدة خلال السنوات الماضية، وبعدها نتوجه مباشرة إلى الحافلات لتُقلنا إلى المسجد الأقصى، فكيف بي الآن وأنا أمر عن أربع نقاط أمنية وفي كل نقطة تعقيدات وتأخير دون مراعاة لأعمارنا؟!!”.


null

ويرى الحاج محمد: “أن الاحتلال يسعى من كل هذه التضييقات لردعنا عن القدوم ثانية للصلاة في المسجد الأقصى، ولكنه يُبدي تصميما على القدوم قائلا: “سنبقى نأتي مهما تلقينا من تنكيل، فالأقصى عقيدتنا، وسنحميه بكل ما أوتينا، وسنبقى مرابطين فيه ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً”.

وأرجعت قوات الاحتلال مئات المواطنين خلال توجههم إلى المسجد الأقصى رغم انطباق شروط الدخول للمسجد عليهم بذريعة المنع الأمني، واعتقلت الأسير المحرر علي شواهنة بعد مروره عن حاجز قلنديا.


null

وقالت زوجته أمينة الطويل في حديث لمراسلنا: “تفاجأنا أن قوات الاحتلال أوقفت الحافلة التي استقليناها للذهاب للمسجد الأقصى بعد عبورنا حاجز قلنديا، وأنزلت علي منها، واعتقلته، وعلمنا فيما بعد أنه نقل إلى سجن عوفر”.


null

ورغم كل العراقل، نجح ما يزيد على 180 ألف مصلٍ من الوصول للمسجد الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان، وفق مديرية أوقاف القدس.


null

ورأى المحاضر بجامعة النجاح الدكتور جبر خضير البيتاوي أن الاحتلال ادعى إعطاء تسهيلات في المرور فقط للاستهلاك الإعلامي، ولإظهار وجه متسامح مع الأديان، لكنه في حقيقة الأمر ينكل بالمواطنين عبر كل إجراءات التفتيش التي لا لزوم لها”.

وأكد البيتاوي أن هذا العدد الكبير من الحضور يؤكد التفاف الفلسطينيين حول مسجدهم الأقصى، وأنهم لن يسمحوا لأيِّ كائن كان من المساس بقدسية المسجد ومرجعيته الإسلامية الخالصة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات