الجمعة 10/مايو/2024

عائلة أبو كباش.. من اللجوء إلى الترحيل المستمر بالأغوار

عائلة أبو كباش.. من اللجوء إلى الترحيل المستمر بالأغوار

لم يمر الثاني من رمضان على عائلة أبو كباش في خربة حمصة الفوقا في الأغوار الشمالية دون تنغيص من قوات الاحتلال التي داهمت مضاربهم وألزمتهم بالرحيل بدعوى التدريبات العسكرية.

لا يستطيع فالح أبو كباش، في حديثه لمراسلنا، تعداد المرات التي نقلت فيها العشيرة النساء والأطفال من مكان لمكان؛ لأنّ منازلهم تحولت إلى مكان للتدريب والمناورات بالذخيرة الحية من قوات الاحتلال التي تعدّها منطقة عسكرية.

ولا تعدّ حمصة الفوقا الموطن الأصلي لعائلة أبو كباش بل كانت المحطة الأخيرة في رحلة لجوء طويلة وصعبة عنوانها عدم الاستقرار والملاحقة الدائمة من قوات الاحتلال.

ويشير أبو كباش لمراسلنا إلى أن عائلة أبو كباش تنحدر بالأصل إلى المنطقة البدوية في بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة عام 1948، حيث هجروا منها إلى منطقة السموع جنوب محافظة الخليل حيث نصبت العائلة مضاربها في السموع وهي تعتمد على تربية الماشية اعتمادًا رئيسًا.


null

من ترحال لترحال

ويقول: إنه بسبب شح الأمطار اضطر غالبية أفراد العشيرة إلى الانتقال إلى الأغوار حيث المراعي الخضراء ووفرة المياه، فاستقرت العائلة في سفوح بلدة الجفتلك في الأغوار.

ولم تترك قوات الاحتلال عائلة أبو كباش لتستقر في ملجئها الجديد، حيث أقدمت في ما بين 1996 – 2000م على تنفيذ أربع عمليات هدم طالت عائلة أبو كباش في منطقة الجفتلك أدت لإنهاء وجودهم في الجفتلك، وانتقالهم للبحث عن موطن جديد فاستقروا في حمصة الفوقا في الأغوار الشمالية عام 2006.

وبحسب أبو كباش؛ فإنه ومنذ ومند ذلك الحين والاحتلال الإسرائيلي يلاحقهم أينما وجدوا ويسلمهم إخطارات بوقف البناء؛ ففي عام 2010م هدّدهم، ورغم ذلك تقدم السكان بطلبات بهدف الترخيص وتمكنهم من الحصول على قرار احترازي عام 2011م بعدم الهدم، لكن الاحتلال لم يلتزم به وهدم المضارب والمساكن عدة مرات.

ويشير الحاج علي أبو كباش إلى أن العائلة تعمل في رعي الأغنام؛ ما جعلها عرضة للتنكيل المستمر؛ ليس الآن بل منذ عقود، فأحيانا يصادر الاحتلال الماشية ويجبرنا على دفع غرامات عليها، وأحيانا يقتلها بالألغام الأرضية، وأحيانا يعتقلنا بتهمة رعي الأغنام.

وأضاف أن أهالي حمصة الفوقا يعيشون فوق أراضي حمصة وهي: العديلة، وغبشة، والحواكير، وخلات أبو عنيز، وهي مجالهم الذي يعيشون فيه وتوجد مضاربهم، ولكن قوات الاحتلال تسعى لفرض واقع آخر، فبعد فشلهم في طردنا من هذه الأراضي لجؤوا لأسلوب الإخلاء بهدف المناورات والتدريبات العسكرية.

وباتت السنوات الأخيرة قاسية على الأهالي أكثر فأكثر، من خلال التدريبات المتكررة التي جعلت ليلهم غير مستقر، والتي كان آخرها إخطارهم بالإخلاء في ثاني أيام رمضان الحالي، فهم يطارَدون في النهار بسبب رعي الأغنام، ويطرَدون في الليل بسبب التدريبات العسكرية، ولكن عائلة أبو كباش تؤكد أنها لن تهجر المنطقة، ولن تكرر حكاية لجوء جديدة.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات