الثلاثاء 30/أبريل/2024

صبا..طفلة رضيعة وشهيدة

د. خالد معالي

في الوقت الذي يستقبل العالم الإسلامي شهر رمضان بتبادل التهاني والتبريكات، يستقبله أهل غزة بالغارات الجوية وقذائف مدفعية الاحتلال لترتكب مجزرة قتل سبعة شهداء مع أم وجنينها ورضيعتها، فهل هناك إجرام أكبر من هذا.

يدمي القلب، ويزيد من أوجاعه أكثر وأكثر؛ صورة طفلة فلسطينية رضيعة وهي ممدة شهيدة في ثلاجة حفظ الموتى بغزة، وسط غياب تام لدعاة حقوق الطفولة، والمؤسسات النسوية الداعمة لحقوق المرأة، فيما لو كانت طفلة من الاحتلال، لقامت الدنيا ولم تقعد.

“حسبنا الله ونعم الوكيل”؛ هي الجملة التي تردد صداها من قبل أهالي غزة، وزاد صداها بعد استشهاد الرضيعة ووالدة صبا الحامل أيضا بجنين، فمن معه الله لا يخشى عليه، ولك الله يا غزة دوما، ومن معه الله لن يهزمه عدو غدار وماكر.

باتت الرضيعة الطفلة الشهيدة صبا، وجع في قلب كل حر وغيور في هذا العالم، ونخزة ضمير لكل حر وأبي وشريف في الوطن المأسور والمقهور بفعل الاحتلال الظالم، الذي يريد من غزة أن تركع.

كل إنسان ومسلم وعربي لا يشعر بعذابات  أهله في غزة، ولا تؤثر فيه صورة طفلة شهيدة؛ يكون قد تجرد من المشاعر والأحاسيس الإنسانية النبيلة؛ وتحول إلى شيء لا يستحق لقب إنسان لديه مشاعر إنسانية مرهفة.

تعسا لـ 13 مليون فلسطيني؛ و 400 مليون عربي؛ ولأمة المليار ونصف مسلم؛ وهي ترى صورة الشهيدة الرضيعة صبا؛ ولا مجيب ولا مغيث؛ ولا تحرك صورة جثتها الهامدة ساكنا، وكأن أمرا جللا لم يحدث.

تجلت مأساة ومعاناة أهل غزة بجريمة قتل الرضيعة صبا وأمها، ولا أحد يحتج أو يعترض في العالم الغربي؛ بينما لو كانت طفلة من الاحتلال وهو لا يصح لدى المقاومة ولا تقوم به– لقامت قيامة الدول الغربية، ولتم وصف الفلسطينيين والعرب بالمتوحشين المجرمين؛ كأقل وصف يمكن أن يوصفوا فيه .

قهر ما بعده قهر؛ يعيشه الأطفال بغزة تحت القصف والقتل دون تمييز في جريمة يندى لها جبين الإنسانية، فالمجد والعظمة والتحية؛ ليس لمن يقتل الأطفال الصغار، بل لمن قاوم إجراما لا مثيل له في عالم اليوم وأراد حرية قومه وشعبه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...