الأربعاء 08/مايو/2024

اعتقلت أمُّهما.. هكذا عكّرت إسرائيل حياة إبراهيم وعمر!

اعتقلت أمُّهما.. هكذا عكّرت إسرائيل حياة إبراهيم وعمر!

جلس إبراهيم ابن الثانية عشرة يتحدث بلغة الكبار، أن الاحتلال عكر عليهم حياتهم باعتقال والدته المربية سائدة بدر (أم عمر) في الرابع عشر من آب 2018م، قائلاً: “صحيح أنا حزنان على وجود أمي في السجن، لكن فلسطين غالية علينا وتستحق منا الكثير”!

الفراغ والألم
ويضيف النجل الأصغر للأسيرة بدر: “لقد تركت أمنا فراغا في حياتنا، فهي التي كانت توقظنا فجرا لنصلي، وهي التي تحضر لنا طعام الإفطار وتهيئنا للمدرسة، وتوصلنا بسيارتها، وتراجع حفظنا للقرآن، اليوم نحن مشتتون؛ أيامًا في منزلنا وأيامًا كثيرة نقضيها عند جدتنا. حياتنا تغيرت، مواعيدنا تبعثرت بسبب غياب أمنا في الاعتقال”.

لكن عمر ابن السابعة عشرة يعد الحسابات لتهيئة نفسه وأخيه لاستقبال رمضان بعد أيام وهو يعتصر ألما، متسائلاً: “كيف سيأتي رمضان هذا العام ووالدتنا سائدة بدر تعيش الألم والعذاب في سجن الدامون؟”.

عمر الذي يحفظ 17 جزءا من القرآن مستذكرا أمه عندما كانت تأخذه لجامع الأنصار هو وشقيقه إبراهيم لصلاة التراويح: “رمضان وبعده العيد حزين بالنسبة لنا هذا العام”.

الزيارة
ويروي عمر عن زيارته لوالدته في سجن الدامون قبل شهر فيقول: “اصطحبنا والدي إلى مقر الصليب في عين سارة بالخليل فجرًا، وركبنا الحافلات ومعنا والدنا الذي لا يسمح له بالزيارة أمنيا لكونه أسيرًا سابقًا، وقد وصلنا بعد أكثر من خمس ساعات لسجن الدامون، إلا أن والدي بقي في الساحة الخارجية، ودخلت أنا وأخي إبراهيم فقلت لإبراهيم: “عندما نقابل أمي إياك تبكي عشان تعرف أنه نحن رجال كي لا تحزن!!”.

استقبلنا ماما في الزيارة الأولى من اعتقالها على الزجاج فبكت لما شاهدتنا، لكني كنت أضغط بيدي على كتف إبراهيم وأقول له لا تبكي، رغم أنني كدت أنفجر من البكاء لأنني عاجز عن معانقة أمي ومسح دموعها، كما أنني خشيت أن يرى دموعي الناس فأصبح صغيرا أمامهم، فقلت لأمي: أنت وراك رجال، أنا وأخي إبراهيم، ولا على بالك ربنا معك ويفرج كربك.

ويضيف عمر ابن الأسيرة بدر: “ما أن انتهت الزيارة وسحبت المجندات أمي إلى السجن، حتى انفجر أخي ابراهيم بالبكاء وهو يصرخ ويصيح: “بدي أمي بدي أمي”، وقد حاول السجانون إخراجه من قاعة الزيارة وهو يشتمهم ويصرخ لكنه رفض، وبعد أن هدأت ثورته عاد إلى باص الصليب للعودة إلى المنزل وهو في غاية الغضب.

المحنة الأصعب
النائب الدكتور محمد ماهر بدر (63 عاما) زوج الأسيرة سائدة بدر الذي أمضى في سجون الاحتلال نحو أحد عشر عاما، وكان أحد مبعدي مرج الزهور عدّ اعتقال زوجته أم عمر المحنة الأصعب في حياته الاعتقالية، كيف لا؟ وهو الذي يقرأ الحزن والألم في عيون أبنائه كل صباح ومساء.

يقول الدكتور أبو عبادة: يوم اعتقال زوجتي الساعة الواحدة فجرًا فزع الأولاد وخاصة الصغير إبراهيم الذي تعلق بوالدته قبل انتزاعها من بيننا، وقال للجنود: خذوني مع أمي، لكنهم بقلوبهم الميتة المتحجرة العنصرية صرخوا فيه، وقالوا له: روح البيت، عندها احتضنت إبراهيم وقلت له أنت رجل، إياك أن تبكي، أمك ستعود إلى البيت في أقرب وقت.

ولفت إلى أن الاعتقال أثر على نفسية أبنائه لغياب أمهم، حيث تحولت نفسياتهم إلى نفسية عدوانية تجاه الاحتلال، فباتوا لا يستوعبون مشاهدة صور للجيش الإسرائيلي على التلفزيون وبمجرد ظهورها يصرخ إبراهيم أغلقوا التلفزيون؛ هؤلاء سجنوا أمي.

كذلك أثر اعتقال أم عمر -حسب بدر- على حياتهم الاجتماعية “بحيث أصبح الأولاد لا يطيقون الخروج لأيّ مناسبه دون أمهم، حتى نجلي عمر الكبير ابن السابعة عشرة رفض الذهاب معي لأحد الأعراس، وقال لي بكل صراحة: أنا لا أستطيع أن أفرح مع الناس وأمي تتعذب في سجون الاحتلال”!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات