السبت 27/أبريل/2024

قراءة في مشاركة الكتلة في الانتخابات على ضوء نتائج بيرزيت

ياسين عز الدين

يخوض أبناء حماس نقاشًا حول جدوى المشاركة في انتخابات مجالس الطلبة في ضوء التضييق الأمني الحاصل والممارسات غير الديموقراطية سواء من أجهزة السلطة أو إدارة الجامعات.

ويستدلون بأن الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت تحقق نتائج جيدة، لأن إدارتها توفر الحد الأدنى من الأجواء النزيهة داخل الجامعة، بينما لا تتوفر هذه الأجواء داخل الجامعات الأخرى.

والواقع أن بيرزيت تتساوى مع غيرها في الملاحقات الأمنية خارج الجامعة والضغوط الناعمة والخشنة التي تمارسها مؤسسات السلطة على الطلبة، الفارق فقط في الأجواء داخل الجامعة وهذا الفارق لا يبرر حجم التفاوت في النتائج.

تعليق ضعف نتائج الكتلة في الجامعات الأخرى على شماعة التزوير هروب من الواقع، رغم أن الضغوط التي تمارسها الأجهزة الأمنية هي شكل من أشكال التزوير، لكن لم يثبت لحد الآن وجود تزوير واسع النطاق في مرحلة الاقتراع والفرز.

لو عدنا إلى نتائج الكتلة في جامعة بيرزيت نجد أنها عانت من الخسارة بعد أحداث الانقسام عام 2007م وحصلت في انتخابات 2008م على 19 مقعدًا مقابل 25 للشبيبة، ومع التضييق الأمني في الضفة قاطعت الكتلة في كافة جامعات الضفة الانتخابات احتجاجًا على التضييق، وكان قرارًا كارثيًّا لأنه ترك الشبيبة تستفرد بالجامعات وتحرم الكتلة من النشاط لأن أغلب النشاطات تحتاج لأن تكون الكتلة عضوًا في المجلس.

عندما عادت الكتلة للمشاركة في جامعة بيرزيت عام 2012م كانت خسارتها مدوية بـ 26 مقعد للشبيبة مقابل 19 للكتلة، وكانت نتيجة طبيعية نتيجة للغياب الطويل عن الساحة، وفي العام التالي قلصت الفارق ليصبح 20 للكتلة و23 للشبيبة، وتكررت نفس النتيجة في العام الذي تلاه.

الانقلاب في النتائج جاء عام 2015م بواقع 26 مقعدًا للكتلة و19 للشبيبة، وذلك بعد أن شهد نشاط حماس الجماهيري في الضفة انتعاشة إثر حرب عام 2014م في قطاع غزة.

ما حصل (في) الجامعات الأخرى أن الكتلة الإسلامية شاركت بعد سنوات من المقاطعة وحصلت على نتيجة ضعيفة (تمامًا مثل كتلة بيرزيت) لكن إدارة الجامعات لم تكرر الانتخابات واستمرت بالمماطلة والتسويف، وذلك لأنهم يدركون تمامًا أن انتظام الانتخابات سيدفع الكتلة للواجهة من جديد.

لذا لا تجرى الانتخابات إلا على فترات غير منتظمة، يسعون خلالها لإقصاء الكتلة كما حصل في جامعة القدس أبو ديس، أو اختيار لحظات ضعف الكتلة كما حدث هذا العام في جامعة الخليل.

من المقرر أن تجرى انتخابات هذا الفصل في النجاح والبوليتكنك لكن الإدارة في الجامعتين تماطل، وهذا يؤكد على مخاوفهم من عودة قوية للكتلة، حيث إن للكتلة في هاتين الجامعتين نشاطات قوية طوال الفترة الماضية، ربما لا تفوز لكن الانتخابات ستعطيها زخمًا.

ما أرجو فهمه هو أن المقاطعة ليست الحل الصائب وإن كانت الحل الأسهل، والمطلوب من الكتلة أن تحارب من أجل انتظام الانتخابات، والأهم من ذلك أن تحارب من أجل بقائها في الساحة سواء كانت نشاطات طلابية أو مناسبات وطنية أو مقاومة شعبية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...