السبت 27/أبريل/2024

باسم نعيم يكشف عن آليات لمواجهة التطبيع ويتحدث عن علاقات حماس الخارجية

باسم نعيم يكشف عن آليات لمواجهة التطبيع ويتحدث عن علاقات حماس الخارجية

كشف باسم نعيم، عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس، ورئيس حملة المقاطعة-فلسطين، عن آليات جديدة لمواجهة حملة التطبيع التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي مع دول عربية، وعلاقات حركة حماس مع الاتحاد الأوروبي ودول عربية منها سوريا.

وقال نعيم، في حوار شامل مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن الجميع يدرك خطورة التطبيع والهرولة الحاصلة مع الاحتلال من قيادات عربية رسمية، ومحاولتهم لدفع الأمور نحو تجاوز القضية الفلسطينية للتطبيع مباشرة دون أن يدفع الاحتلال حتى ثمناً لهذا التطبيع.

وأوضح القيادي بحماس أن حركته أجرت لقاءات واتصالات مستمرة، لمواجهة تطبيع الاحتلال مع الدول العربية، أكدت خلالها أن “التطبيع مرفوض وأن الاحتلال الفاشي العنصري ينتهك المقدسات ويرتكب الجرائم بحق شعبنا، وهو جريمة وخيانة للقضية والأمة ودماء الشهداء وأشلاء الجرحى”.

وكشف نعيم عن لقاءت جرت مع قيادات خليجية، لمناقشة التطبيع والتحذير من خطورته.

وأضاف: “في كل لقاءات وزيارات حماس لدول عربية وإسلامية إلا كان موضوع التطبيع حاضراً وبقوة؛ لأن هذا أمر مرفوض”.

وأشار إلى أن “ما يجري هرولة غير مسبوقة على مستويات كثيرة، وأن قمة هذه الهرولة في لقاء وراسو الهادف إلى الإعلان الرسمي عن التطبيع بين الكيان وبعض الدول العربية تحت حجة تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة”، مؤكداً أن هذا الهدف للاستهلاك الإعلامي لمواجهة والحد من “التمدد الإيراني”.

وأردف: “الهدف الحقيقي هو الصورة التي تم التقاطها لعدد من الزعماء العرب، إلى جانب رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، على مدار يومين من اللقاءات الثنائية والجماعية وبعض الأنشطة الاجتماعية من تناول الطعام وصور تذكارية، وأنهم قطعوا شوطاً كبيراً في إطار تطبيع العلاقات مع الاحتلال”.

وذكر القيادي في حماس، أن ما يجري استدعى الفلسطينيين على المستوى الرسمي والشعبي والفصائلي والسياسي والإعلامي بـ”أن ينبروا بكل الطرق الممكنة لمواجهة هذا المد التطبيعي، محليًّا وعربيًّا، ورد الهجمة وإفشال هذه المخططات، بأنشطة وفعاليات رسمية وشعبية ترفض التطبيع”.

وأوضح: “هناك حملات كبيرة حول العالم، واتصالات دبلوماسية مع بعض الدول، تهدف للتحذير من خطورة هذا التطبيع مع الاحتلال، وأنه لم ولن يكون عنوان للاستقرار في المنطقة أو الحرص على مصالحها، وأن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية”.

وأشار أيضاً إلى “أن الهدف الأساسي من حملة التطبيع ليس الأنظمة وقياداتها، التي تربطها علاقات مع الكيان سريًّا أو علنيًّا، بل الهدف هي الشعوب العربية والأمة الإسلامية، عبر أنشطة رياضية وثقافية تطبيعية لأنها هي الأقرب للشعوب ونبضها”.

واستنكر نعيم وجود مبررات لعدد من الدول العربية، لوجود التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، منها: “محاولة إيجاد مخرج للمأزق الراهن في فلسطين، وتوقف التفاوض بعد الإعلان عن صفقة القرن، ورفض الطرف الفلسطيني الرسمي اللقاء مع الأمريكان، فيما يبرره آخرون بالتهديدات التي تتعرض له دول المنطقة من إيران”.

وأكد نعيم رفض هذه المبررات، قائلاً: “التطبيع مسلك خطير وقضية فلسطين يجب أن تبقى قضية مركزية، وأن ترجع الحقوق كاملة للفلسطينيين وهذا حد أدنى، والعدو الصهيوني هو العدو المركزي للمنطقة”.

وأضاف: “الكيان الصهيوني لا يمتلك مؤهلات الاستمرار، ووجوده في المنطقة شاذ وغير قادر على الانسجام في المنطقة ولا أن تقبله المنطقة، وقاعدته البشرية ضعيفة كمًّا ونوعاً، ولا يملك القدرة على الاستمرار والبقاء”.

تشكيل هيئة تنسيقية لمواجهة التطبيع
وكشف نعيم، عن تشكيل هيئات محلية وفصائل وطنية فلسطينية، لجنة تحضيرية تعمل على تشكيل “التنسيقية الوطنية العليا لمناهضة التطبيع ومقاطعة الاحتلال”، تضم نوابًا في المجلس التشريعي الفلسطيني، وقيادات من الفصائل الوطنية الفلسطينية، وهيئات شبابية ومؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة.

وأوضح أن “التنسيقية العليا” تهدف إلى تنسيق الجهود الوطنية داخليا وفتح علاقات مع الخارج من أجل تعزيز ملف مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي ومناهضة التطبيع معه، مشيراً أنه سيعلن عن انطلاق أعمال الهيئة التنسيقية خلال مؤتمر صحفي في أسبوع مناهضة الفصل العنصري مارس الجاري.

حماس والاتحاد الأوروبي!
ورداً على سؤال “المركز الفلسطيني للإعلام” عن المساعي التي تقودها حركة حماس، بعد وصف اتخاذ الاتحاد الأوروبي قراراً بوضعها على قوائم الإرهاب، أوضح أنه لم يكن مستنداً إلى “أي حيثيات حقيقية وموضوعية، وإنما لبعض التقارير الإعلامية والأمنية من اللوبي والعدو الصهيوني على قيادة الاتحاد الأوروبي”، مؤكداً “وجود تواصل مع قيادات أوروبية رسمية أو قريبة من صناع القرار لتغيير هذا الموقف”.

وبين أيضاً، وجود مساعٍ قانونية مع جهات عدة، بالضغط من جانب قانوني للمحاولة مرة أخرى لتغيير هذا الموقف، موجهاً رسالته بأن: “الأهم يجب أن يدرك الجميع وخاصة الأوروبيين أن حماس ليست ظاهرة ثانوية ستغادر المسرح في أي لحظة بل هي جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وتمثل جزءا كبيرا منه، وتمثل فكرة المقاومة والتحرير”.

وقال: “حماس ليست ظاهرة شاذة أو عرضية، وأي جهة تنظر لحل الصراع في المنطقة أو هنا مستقبلاً، يجب أن تعيد النظر في هذا الموقف وأن تفكر جديًّا وفي أسرع وقت ممكن لفتح العلاقة مع حركة حماس، ولا يمكن لأحد تجاوزها”.

وحول حملات مقاطعة الاحتلال ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، والمنتجات الإسرائيلية المصدرة إلى أوروبا، والتي تجرى فعالياتها عبر حركة المقاطعة الدولية BDS وغيرها، أشار نعيم إلى أن الاحتلال يسعى بكل السبل لإجهاض حراكه؛ قائلاً: “الاحتلال إن عاجلاً أو آجلاً، هذا الحراك إذا استمر سينجح في كشف حقيقته”.

وأضاف: “الاحتلال يسوق نفسه للأوروبيين والأمريكيين والغرب عموماً على أنه دولة مدنية متحضرة تحترم حقوق الإنسان وتمثل قيم الغرب؛ إلا أن حملات المقاطعة لعبت دوراً كبيراً في كشف حقيقة الاحتلال، وأنه عنصري فاشي، لا تلك الحقوق”.

حماس ولقاءات الوفود الدولية في غزة
وفيما يتعلق بالوفود الدولية والأوروبية التي تصل قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، أوضح نعيم بأن ما يناقش في تلك اللقاءات يدور حول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وإمكانية الوصول إلى تهدئة أو حل.

وقال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن التركيز يكون على حقوق الناس الأساسية والإنسانية كالكهرباء والمياه والغذاء، وهي حقوق كفلها القانون حتى في حالة الحرب، و(إسرائيل) بصفتها قوة احتلال مسئولة قانونياً عن حياة الناس وتأمين معيشتهم اليومية”، مشدداً على أن “الفلسطينيين لن يقبلوا بالمساومة على الحقوق ببعض الفتات الإنساني”.

وأضاف: “لا يوجد أحد يضغط على الاحتلال للالتزام بواجباته كدولة احتلال أو بالتزاماته بما تم الاتفاق عليه، في كل حوارات التهدئة، ولكن مع ذلك تحققت بعض الإنجازات، وهي بالتأكيد أقل بكثير من تطلعاتنا وطموحنا، وأقل من تطلع 2 مليون إنسان بغزة يعيشون بسجن كبير”.

وتابع: “نضغط مع كل الأطراف التي تصل إلى غزة بأن الوضع الإنساني غير قابل للاستمرار، وممكن ينفجر في أي لحظة، وإذا حصل فلن يكون انفجاراً داخليا، ولن نسمح أن يموت الناس بصمت ودون حقوق”، مشيراً إلى أنه اذا حصل تصعيد فسيكون هناك رد للمقاومة.

وحول تحركات ميلادينوف، رأى نعيم أنه يقوم بدوره كموظف في الأمم المتحدة يعكس سياستها، والتي تعكس توازنات القوى حول العالم، مشيراً إلى السيطرة والعربدة الأمريكية على القرار الدولي.

ورداً على محاولة ميلادينوف إقناع الشباب في قمة شباب فلسطين 2030 برؤية سياسية تقبل حل الدولتين أو الدولة الواحدة، قال نعيم: “دور ميلادينوف ليس إقناع الشباب برؤية سياسية معينة، لأن هذا موقف الفلسطينيين أنفسهم، شباباً وشيوخاً، ويرفضون ذلك”.

ووجه رسالة أمل للشباب الفلسطيني قائلاً: “المستقبل أفضل، لأن هذه المرحة مر فيها غيرنا من الشعوب، وشبابنا يتميز بالمباردة والإبداع رغم الخلافات السياسية الداخلية”.

وفاء الأحرار
وتحدث نعيم عن صفقة وفاء الأحرار لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، فقال: “هذا الملف مطروح، وحماس في أكثر من مناسبة أبدت جاهزيتها للبدء فوراً في عقد صفقة، ولكن واضح أن الاحتلال غير جاهز لأسباب خاصة فيه، كصراعات داخلية وانتخابات”، مؤكداً أن شروط حماس واضحة للبدء في الصفقة فوراً.

ورأى أن حديث الإعلام الإسرائيلي عن فشل صفقة في الآونة الأخيرة، ما هي إلا “إشاعات تستخدم في حملات الدعاية للانتخابات الإسرائيلية، لإرباك المشهد”.

هل ستفتح حماس مكتبها في سوريا؟
وعن علاقات حماس مع الجمهورية السورية، وفتح مكتب لها، قال نعيم لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “الأمر مطروح للنقاش كبقية الملفات المفتوحة في المنطقة، وكما يقال لا يوجد في السياسة محرمات”.

وأضاف: “سوريا بلد كبير وأصيل ومحوري في المنطقة، وإذا توافق الشعب السوري بشكل أو بآخر على شكل إدارة بلده، فوجودنا فيه ضروري ومهم، ونحن لن نكون طرفاً في أي خلاف في المنطقة، ولن نكون مع طرف على حساب طرف”.

وتمنى نعيم أن “يعود السلام والاستقرار لسوريا، وأن يتوافق السوريون على شكل معين للخروج من أزمتهم، وأن تعود سوريا لدورها الطبيعي والطليعي لمناهضة الاحتلال ومحاصرته”.

وختم حديثه حول ذلك: “بالتأكيد حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية وجودها في سوريا أمر مهم ومركزي”.

مسيرات العودة
وأكد نعيم أن مسيرات العودة التي انطلقت العام الماضي قدمت نموذجاً فريداً وغير مسبوق، لم يعيه الفلسطينيون، باستمرار الأنشطة الموحدة لعام كامل ويرفع فيها العلم الفلسطيني فقط، وبوجود كل الفصائل”.

وقال: “شعبنا سيستمر برفع الصوت ضد الاحتلال، وهذا حقنا لمواجهة الحصار”، مشيراً إلى تجهيزات جديدة تقوم بها الهيئة العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، بالتنسيق مع الفلسطنيين في الضفة الغربية والخارج للمشاركة في ذكراها السنوية الأولى.

ودعا نعيم اللاجئين في كل أماكن تواجدهم للمشاركة بشكل أو بآخر في هذا الحراك ومساندته، في الضفة ولبنان وسوريا والأردن، ودول أوروبا عبر التظاهر أمام السفارات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن مسيرات العودة وما ترتب عليها من حوارات مع المصريين والأمم المتحدة، كان بالتنسيق مع الفصائل، وتناقش معهم بنتائجها، مؤكداً على أنها شكلت نموذجاً فلسطينيا يمكن البناء عليه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات