الثلاثاء 30/أبريل/2024

حلّ التنظيم داخل سجون الاحتلال.. تصعيد لمواجهة صلف السجان

حلّ التنظيم داخل سجون الاحتلال.. تصعيد لمواجهة صلف السجان

أعلنت فصائل الحركة الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال (حماس، وفتح، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية) عن حل تنظيماتها المشكّلة لجسم الحركة الأسيرة في تعاملها مع إدارة مصلحة السجون.

هذه الخطوة التصعيدية الخطيرة من الأسرى يستخدمونها في مرحلة كسر العظم في علاقتهم معها، وخاصة بعد تغول تلك الإدارة ضد الأسرى والاعتداء عليهم وسحب منجزاتهم.

 لماذا حل التنظيم؟

في حوار خاص مع أقدم الأسرى المحررين الفلسطينيين القيادي في حماس الشيخ محمد أبو طير والذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 35 عاما قال:

حل التنظيم يعني فتح الأبواب لسياسة مواجهة دموية ما بين الأسرى وإدارة مصلحة السجون واستنفار يومي، وتخلي الأسرى كتنظيمات عن مسؤولياتهم اليومية التي تنظم الحياة بينهم وبين الإدارة، ففي الظروف العادية كانت التنظيمات هي التي تشرف على حياة الأسرى اليومية باتفاق “جنتلمان” بينها وبين إدارة السجن، بحيث تكون التنظيمات هي المسؤولة عن ترتب وتنظيم وأعداد الأسرى في الجوانب التالية:

–         ترتيب العدد اليومي صباحا وظهرا ومساء.
–         تحضير الأسرى للخروج للمحاكم والبوسطات.
–         تحضير قوائم الأسرى للخروج للعيادات والمستشفيات.
–         تجهيز قوائم المرضى لاستلام دوائهم اليومي.
–         تجهيز قوائم الأسرى لزيارات الأهل والمحامي.
–         توزيع الطعام والمواد الغذائية ومواد التنظيف على غرف الأسرى.
–         تنظيف الأقسام وإخراج النفايات يوميا خارج السجن.
–         جمع ملابس الأسرى في حاويات ونقلها للمغسلة العامة وإعادتها للأسرى.
–         الإشراف على المكتبة والكانتينا.

حياة منظمة
 
وأضاف الشيخ أبو طير: “لقد بات من المسلّمات في الحياة الاعتقالية أن كل تنظيم يفرز موجها له بالانتخابن وتكون مهمته الاتصال بإدارة المعتقل وتحقيق مطالب الأسرى، ولا يجوز لأي أسير أن يتصل مع إدارة المعتقل منفردا، ولا أن يتحدث مع أي سجان، فحديثه ومتطلباته تكون من خلال موجه التنظيم، وإذا خرج عن ذلك واتصل مع إدارة المعتقل منفردا فإنه يتهم بالعمالة مع إدارة مصلحة السجون وعندها يعاقبه تنظيمه سرًّا داخل غرف الأقسام أو يطرده ويخرجه من السجن بالقوة.. وهؤلاء الموجهون تسمح لهم الإدارة بالتنقل بين الأقسام حيث يجتمعون مع بعضهم بعضًا وينتخبون موجهًا واحدًا لكل الفصائل يسمى (موجه عام السجن) يتحدث مع الإدارة الاحتلالية باسم الجميع”.

 
أما داخل الأقسام فتنتخب التنظيمات شاويشًا دوريًّا ومساعدًا له للقيام بجميع المهام السابقة وترتيب من هو مسؤول عنها كالمعتاد، فهو الذي ينظم الدخول والخروج إلى القسم بحضور السجان الذي يملك المفاتيح والأقفال ضمن نظام متفق عليه ينظم حياتهم، فالمعتقل أو السجن مكون من العديد من الأقسام، يحتضن القسم نحو 120 أسيرًا موزعين على 12 غرفة، وبدون هذه العلاقة المنتظمة بين إدارة مصلحة السجون والأسرى لا تستقيم الحياة الاعتقالية.
 

نحو المواجهة

وفي حالة التصعيد مع الإدارة الاحتلالية يعلن الأسرى حل تنظيماتهم في العلاقة مع الإدارة، ويتخلون عن مسؤولياتهم سالفة الذكر، ويتركون كل ذلك للإدارة لتتعامل مع الأسرى كل بمفرده! وهذا يعني نقل الحالة من علاقة منظمة بوجود التنظيم إلى حالة انفلات داخل المعتقل، وهذه تعدّ حركة نضالية متقدمة في الصراع مع الاحتلال داخل السجون. 

من جانبه عدّ الأسير المحرر عبد العليم دعنا (66 عاما) القيادي في الجبهة الشعبية، والذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 25 عاما، أن خطوة حل التنظيم خطوة مرهقة جدًّا للاحتلال، وكذلك ترفع حالة التأهب والحذر لدى إدارة السجون، وتصبح تلك الإدارة ملزمة بتوزيع الطعام على الأسرى منفردين غرفة غرفة، وأسيرًا أسيرًا، وعند العدد توقظهم من نومهم واحدا واحدا، وكذا الحال عند الخروج إلى المحاكم والبوسطات، هذا بالإضافة إلى أن الإدارة تصبح مضطرة لجمع القمامة من الغرف وإخراجها من الأقسام.

خطوة نضالية حاسمة
 
وأضاف المحرر دعنا: “هذه الخطوة لا تعني عدم وجود تنظيم داخلي لإدارة الأسرى وأمورهم داخليًّا، فالتنظيم بين الأسرى قائم وهو درعهم الحامي وله قيادته ورئيسه، وهو الذي يوجه تعليماته للأسرى، ويلزمهم ماذا يفعلون.. لكن التنظيم في العلاقة مع الإدارة الاحتلالية منحل ولا وجود له”. 

وحول آثار خطوة حل التنظيم وانعكاساتها قال الأسير المحرر علي حسان (55 عاما) والذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 14 عاما، وهو من الجهاد الإسلامي: عند حل التنظيم مع الإدارة تفرض إدارة المعتقل عقوبات على الأسرى، وتصعّد أيضا فتغلق الأقسام، وتمنع الزيارات والخروج للساحات، للضغط على الأسرى وتنقل قياداتهم وأحيانا أقسامًا بكاملها وفرض عقوبات مالية عليهم، وسحب الأجهزة الكهربائية، التلفزيونات والبرادات وبلاطات التسخين، والكثير من الأدوات، كما تستدعي إدارة مصلحة السجون المزيد من قوات القمع لأن السجانين يصبحون في غير أمان ويكونون معرضين للطعن والاعتداء عليهم من الأسرى كل لحظة.

هذه وسيلة نضالية تضع السجن والسجانين في حالة إرباك على مدار الساعة، فلا ينامون الليل وتلغى إجازات المدراء والسجانين، ويصبح السجن وكأنه في حالة حرب، ما يفرض على إدارة مصلحة السجون العودة للحوار مع الأسرى والرضوخ إلى مطالبهم ولا يذهب إليها الأسرى إلا في حالات الضنك العسيرة التي يضيق عليهم الاحتلال فيها، فيضطرون إلى تكسير مجاديفهم وحرق سفنهم والذهاب للمواجهة. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...