الجمعة 10/مايو/2024

غزة تتحدّى جلاديها

ناصر ناصر

يبدو أن ارتفاع وتيرة المقاومة الشعبية والشرعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضد جلاديه من الصهاينة المحتلين وذلك عبر عودة وحدات الإرباك الليلي التي تزعج الاحتلال ومستوطنيه بعد استمرار المماطلة الإسرائيلية المعروفة في تخفيف حصارها عن غزة.

يبدو أن ذلك قد استفز المحتلين، وقد ظهر ذلك في مقالتين؛ إحداهما للمحلل العسكري لصحيفة يديعوت اليكس فيشمان، والثانية لبرفيسور في العنصرية من مركز بيغين للدراسات ويدعى عيدي كوهين.

أما اليكس فيشمان فقد شن هجوما لاذعا، وأعتقد بأنه نادر الحدوث على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتحديدا الجيش والشاباك على ما أسماه مهزلة السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، والتي ترقص على حد تعبيره على أنغام (مزاج ومصالح حركة المقاومة الإسلامية حماس)، ودعا للتوقف عن السماح لحماس بـ”ابتزاز إسرائيل”.

من يسمع غضب أليكس فيشمان يظن أن غزة وسكانها من الفلسطينيين يعيشون في قصور وينعمون من رغد العيش في ظل الاحتلال، أو أنها تحتل أو تقمع شعوب المنطقة! هو وأمثاله من أشباه المفكرين والمثقفين في “إسرائيل” يعلم أن “إسرائيل” هي المحتلة، وهي المعتدية الغاشمة التي تحاصر الشعب الفلسطيني، وتمنع أبناءه من أبسط حقوقهم في الحياة: الغذاء والدواء، والصحة، والتعليم، والحركة، وكل ذلك قد قرره العالم عبر مؤسساته الدولية، وقانونه وأعرافه الإنسانية.

أما الكاتب والباحث في مركز بيغين للدراسات عيدي كوهين، فقد زاد من شعر التطرف لأليكس فيشمان بيتا آخر، وذلك حينما دعا وعلى أرضية أيديولوجية وقانونية لا بسبب المزاج المتقلب والغضب العابر لأليكس فيشمان إلى انفصال أحادي الجانب من قبل “إسرائيل”، عبر تخليها عن كامل مسؤولياتها الإنسانية والاقتصادية والسياسية تجاه غزة، وادّعى كذبا وزورا وبهتانا لدرجة لم تلقَ القبول لدى محاورته في راديو الجيش (تالي ليفكن شاحك ) أن هذا الفعل الإسرائيلي هو قانوني، ويتوافق مع الأعراف الدولية.!

لقد جمع بين الرجلين قناعتهما التي تعبر عن الواقع والرأي العام الواسع في “إسرائيل” بأن غزة قد حيرت “إسرائيل”، وأربكت ساستها حتى فشلت كل سياسات الحكومات المتعاقبة في إيجاد حل لها ولمقاومتها التي لا تنضب ولا تتوقف، وإحداها وليس آخرها الفعاليات المستمرة والمتنوعة لمسيرات العودة على الحدود الشرقية للقطاع.

ليست المشكلة في غزة أو في مقاومتها المستمرة، إنما في قهر وبطش الاحتلال الذي تأبى حكوماته المتعاقبة من اليمين واليسار أن تقر بعجزها عن الجمع بين الاستقرار والمبادئ الديموقراطية من جهة وبين الاحتلال والقمع وإرهاب الدولة من جهة أخرى، وما غزة إلّا كاشفة للحقائق وفاضحة للمدعين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 30 ألف مواطن، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة في مدينة...